نجحت قوات إقليم تيغراي الإثيوبي؛ في تحقيق انتصارات ميدانية جديدة، واستطاعوا استعادة مدينة ميكيلي حاضرة إقليم تيغراي غربي إثيوبيا، في التاسع والعشرين من يونيو المنصرم. ودخلت أيضاً قوات المتمردين بلدة شاير، على بعد نحو 140 كيلومتراً شمال غربي إثيوبيا، وفقاً لتقارير لمسؤولي الأمم المتحدة في المنطقة. في الأثناء، كانت القوات الإريترية التي الداعمة للجيش الإثيوبي؛ قد تخلت عن المدينة في وقت سابق وغادرتها في خطرة وُصفت بالمريبة.
من جهته، طالب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي دمقا موكنين المجتمع الدولي بالضغط على جبهة تحرير شعب تيغراي بالموافقة على وقف شامل لإطلاق النار والالتزام به، بغية وصول الدعم الدولي الإنساني للمتضررين في الإقليم، وقال الوزير في لقاء تنويري مع سفراء الدول وممثلي المنظمات الدولية في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، حول قرار الحكومة إعلان وقف إطلاق من جانب واحد: “على المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهود لدفع “الطرف الآخر” للقبول بوقف إطلاق النار ” الإنساني” حسب وصفه، وختم حديثه بالقول “خرجنا من تيغراي، ولا مانع لوصول المساعدات الآن، وقرار الانسحاب من تجراي هو قرار سياسي وإنساني، وجيشنا في كامل قوته وبإمكانه العودة إلى الإقليم”.
وكانت العمليات العسكرية في إقليم تيغراي قد خلفت خسائر كبيرة، وأثراً مباشرة على الأوضاع الإنسانية، المهددة إصلاح بنقص الغذاء وانعدام الأمن، مما آخر من عملية، تنمية البلاد وعرض سيادتها للخطر، وكانت الحكومة، قد قالت في رد فعل على هزيمتها “وأولوياتنا الآن هي سد النهضة والمهددات التي تستهدف عدم إنجاز الملء الثاني” في إشارة واضحة إلى أن المنطقة ستشهد المزيد من التوتر، بدخول لاعبين جدد بشأن سد النهضة، هما السودان ومصر.
وقال مراقبون سياسيون إنّ جبهة تحرير تيغراي، استطاعت تدمير خمس وحدات كاملة للجيش الاثيوبي، واعتبروا أنها ضربة لا يستطيع الجيش الإثيوبي التعافي منها، وأن الشيء الوحيد المتبقي لقوات الجيش الإثيوبي هو التفاوض أو الاستسلام أو الانسحاب من تيغراي.
وبعد هذه الأحداث المسارعة في إثيوبيا الجارة للسودان ودول عديدة؛ برزت أسئلة حول أثر هزيمة الحكومة الإثيوبية في تيغراي، على المنطقة برمتها، وهل يعد ذلك بداية انقسامات جديدة لقيام دويلات صغيرة في المنطقة؟
يقول الكاتب والباحث في شؤون القرن الأفريقي، عبد الجليل سليمان: “َالواضح أننا نشهد ميلاد دولة جديدة في القرن الأفريقي، ويبدو أن رئيس وزراء إثيوبيا قد فقد السيطرة على الأمور، فقد صرح بعد خسارته معركة تيغراي و هزيمته الساحقة، أن جيشه انسحب من الإقليم، لأن شعب تيغراي يرفض وجوده جملة وتفصيلاً”، وأضاف سليمان “أنه لا يمكن لأي جيش العمل في بيئة معادية”.
وبناءً على ذلك أعلن من وصفه بلورد الحرب “حامل نوبل للسلام” تخلي حكومة أديس أبابا عن كافة مسؤولياتها تجاه الإقليم، بمعنى أنها ليست لديها علاقة به وبشعبه، وعليهم أن “يدبروا” أمورهم بمعرفتهم”، مشيراً إلى أن ” هذا يعني أن الإقليم حاز على نوع من السلطة المستقلة عن المركز، بعد أن اعترف له بها. وبالتالي فإن “تيغراي أصبح عملياً “خارج” دولة الأمهرا المركزية التقليدية، وتحت إدارة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وبناءً عليه فإن الإقليم ذاهب إلى إعلان دولة مستقلة، آجلاً إن لم يكن عاجلاً”.
وكانت تقارير دولية، قد ذكرت أن ثمة حرب للاستخبارات الدولية قد بدأت فعلياً في المنطقة، وما هزيمة جيش إثيوبيا إلا تجلي لها، وأشارت ذات التقارير، إلى أن استقلال الإقاليم بات أمراً واقعياً، بالإشارة إلى ما يحدث في الحدود السودانية الإثيوبية، من جهة، وما يحدث أيضاً في الحدود السودانية الارترية من جهة أخرى.