السودان الان

ملفات بعد مرور اكثر من شهر على مبادرة حمدوك.. ما الذي تم؟

مصدر الخبر / صحيفة السوداني

الخرطوم: هبة علي

جملة من الملفات حملتها مبادرة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك في طياتها كتشكيل المجلس التشريعي والترتيبات الأمنية واصلاح الحاضنة السياسية بالاضافة الى الملف الاقتصادي، حاثة على إتمام الملفات او على تقدير اقل، الشروع بخطوات لتنفيذها بمدة اقصاها شهر،فبعد انقضاء مدتها..ما الذي تم؟

 

تشكيل التشريعي
ولم تفلح الثلاثين يوما في اعلان تشكيل المجلس التشريعي الذي تأخر كثيرا بسبب الخلافات المتكررة والمتجددة حول رئاسته ومهامه ولجانه ولوائحه الداخلية ونسب مشاركة بعض المكونات به، واكد عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير منذر المعالي بتصريحه لـ(السوداني) انهم يطالبون بتشكيل المجلس التشريعي الى حين قيام المؤتمر التأسيسي للحرية والتغيير.

الإصلاح السياسي
وقد اشارت مبادرة حمدوك الى الخلاف العسكري عسكري، والعسكري مدني، والمدني مدني، والاخيرة ظهرت جليا بصراعات المجلس المركزي للحرية والتغيير مع اللجنة الفنية لاصلاح الحرية والتغيير،ويبدو أن محاولة الاصلاح وحل الأزمة السياسية تسير على قدم وساق ، كما اشار لذلك السياسي لحزب الامة القومي الواثق البرير بتصريحه لـ(السوداني) ، وأضاف: تسير الامور في اتجاه صعب ونحاول أن نحسن الامور ونتناقش بكل القضايا.
وكشف البرير عن توقيعهم بهذا الاسبوع على الشكل النهائي لتحالف جديد، قاطعا بان التحالف تركيبة واشخاص مختلفين، وتابع: سيكون هنالك مؤتمر صحفي عما قريب وستأتي كافة قيادات التنظيمات المتحالفة والمكونة للتحالف الثلاثي من اطراف السلام والمجلس المركزي للحرية والتغيير وحزب الامة وعدد من قوى المجتمع المدني والمجتمع المهني.
ولفت البرير الى مواجهتهم لبعض التحديات الصغيرة ، مؤكدا انهم تمكنوا من حلها.
واردف: سيتم عقد اجتماع قريبا للجنة التحضيرية لتحديد مسودة التوقيع النهائي وعرضها للاعلام والمواطنين وبالتأكيد ستدفع في اتجاه تنفيذ مبادرة حمدوك وتوحيد القوى السياسية للحفاظ على الفترة الانتقالية ، منوها الى ان التحالف يضم مجلس اعلى لشباب الثورة ولجان المقاومة والتغيير والتمثيل بشكل عام لكل مكونات المجتمع السوداني ، واضاف: قدمنا دعوة للمشاركة للذين خارج الحرية والتغيير كالحزب الشيوعي ونحن على استعداد للجلوس معهم لمناقشة تحفظاتهم.
الترتيبات الأمنية
وتنفيذا لما تمخض عنه اتفاق سلام جوبا وجدت الترتيبات الامنية ودمج الجيوش حظهما من المبادرة وتم الاعلان عن تشكيل لجان لهما ، ويذهب بهذا الاتجاه الناطق الرسمي للجبهة الثورية محمد زكريا بتصريحه لـ(السوداني) مؤكدا أن تنفيذ الترتيبات الأمنية بتطور.
واشار زكريا الى تشكيل اللجنة العسكرية والمشتركة العليا بين الاطراف بقرار من السيد رئيس مجلس السيادة بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة ، لافتا الى بدئها تشكيل اللجان الفرعية الخاصة بالسيطرة و القيادة والتحكم ، واضاف: ايضا الايام القليلة الماضية شهدت تخريجا لعدد من الدفعات الخاصة بحماية الشخصيات ، قاطعا بأن هذا جزء من تنفيذ بند الترتيبات الأمنية.
واردف:تم رفع الكشوفات من قبل قوى الكفاح المسلح لتشكيل القوة الوطنية والمشتركة لحفظ واستدامة السلام واتفقت الأطراف على ان تكون البداية 4000 جندي من جميع الأطراف وسينخرطون بمعسكرات التدريب توطئة للتشكيل.
وتابع: تسير الترتيبات الأمنية بشكل مرض،ونقر بوجود تحديات تتعلق بالدعم المادي واللوجستي الا ان هنالك رغبة حقيقية من الأطراف في التعامل وفقا لما هو متاح.

الملف الاقتصادي
ومن جانب الملف الاقتصادي في المبادرة ، قال الخبير الاقتصادي عبد العظيم المهل إن المبادرة لم تكن لها آليات كافية للتنفيذ ، مشيرا إلى أن برنامج ثمرات يمكن أن يساهم في حل الضائقة المعيشية للفقراء ولكن ليس بهذه الصورة الحالية ومبلغها الحالي ، وتابع: لابد من زيادة المبلغ من 5 دولارات الى 20 دولار للفرد ويجب أن ترتقي آلية السداد نحو الدفع الالكتروني.
وقال المهل إن صفوف الوقود اختفت بيد أن المشكلة اصبحت في سعر الوقود ، مشددا على ان هذا انعكس سلبا على الزراعة والمساحات المزروعة بسبب زيادة مدخلات الإنتاج وان المزاعين ليست لديهم المقدرة على مواجهة الزيادة ، واضاف: عندما يعلن الوزير عن شرائه لمحاصيل المزارع بسعر تشجيعي سيكون السعر من نصيب السماسرة والتجار.
واردف:الصفوف بالمخابز وضعها افضل مما كان ولكن لازالت موجودة ، هنالك مشكلة ادارية يفترض حلها لاختفاء الصفوف ، الخبز التجاري ايضا به صفوف يفترض أن ترفع الدولة يدها عن دعم الخبز وفي ذات الوقت لا تفرض عليه رسوما او جبايات وسيتم بيع الخبز بسعر مناسب.
فلاش باك
وكان رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك،قد كشف في الثاني والعشرين من يوليو الماضي عن شروعه في إجراء لقاءات ومشاورات واسعة مع قيادات السلطة الانتقالية والقوى السياسية والمدنية وقوى ثورة ديسمبر، وذلك بخصوص تطوير مبادرته (الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال – الطريق إلى الأمام)، والتي تهدف لتوحيد مكونات الثورة والتغيير وإنجاز السلام الشامل، وتحصين الانتقال الديموقراطي وتوسيع قاعدته وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة (حرية، سلام وعدالة)، واستعرض حمدوك في مؤتمر صحفي بعدها بيوم، تفاصيل المبادرة،مبينا مظاهر الأزمة العامة وخطرها على الانتقال، وتطرقت تفاصيل المبادرة إلى إصلاح القطاع الأمني والعسكري وقضايا الاقتصاد والعدالة والسلام، إضافةً إلى تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ومحاربة الفساد، وكذلك السياسة الخارجية والسيادة الوطنية، وتشكيل المجلس التشريعي الانتقالي.
بعد بيان حمدوك لتفاصيل مبادرته للرأي العام، انخرط مجلس الوزراء باجتماعات مغلقة استمرت ثلاث ايام بمنطقة سوبا، ليخرج منها المجلس بجملة من القرارات تتعلق بكافة جوانب المبادرة مع وضع حلول للازمات وفق جداول زمنية محددة.

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة السوداني