السودان الان

“قلق مبرر” يخشى النيجيريون أن يكون الرئيس بخاري هو السادس الذي يرحل أثناء توليه الحكم.. ومازال المسؤولون يفشلون في إعطاء توضيحات لغيابه

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

ترجمة – محمود الدنعو
الإجازة الطبية لعشرة أيام للرئيس النيجيري محمد بخاري تحولت إلى أكثر من اربعين يوما، والغموض يكتنف ميقات عودة الرئيس إلى المكتب من إجازته الطبية المفتوحة في لندن، وقصة غياب الرئيس المثيرة تجسيد للنظام السياسي المعضوب في نيجيريا فأكثر من شهر حتى الآن والمسئولون المنتخبون من قبل الشعب يفشلون في إعطاء توضيحات لغياب الرئيس وبدلا عن ذلك ينخرطون في تصريحات ومغالطات تنفي مرض الرئيس أو تكذب بشأن طبيعة الوضع الصحي له.
أكثر من أربعين يوما على غياب الرئيس كانت كافية لانحراف سفينة الدولة، فوكالة الإحصاء الرسمية أعلنت أن الاقتصاد النيجيري أصيب خلال هذه الفترة بانكماش لم تشهده البلاد على مدى عقدين من الزمان.
الرئيس بخاري غادر إلى لندن في التاسع عشر من يناير من أجل قضاء إجازته السنوية والقيام أثناء ذلك بإجراء فحوصات طبية روتينية ولكنه لم يعد إلى البلاد في التاريخ المتوقع في السادس من فبراير، ومنذ ذلك الحين والشائعات تتصاعد في نيجيريا حول مصير الرئيس وذهبت بعضها إلى أسوأ الاحتمالات وهو انقضاء الأجل والرحيل، لاسيما ونيجيريا تملك تجارب في رحيل خمسة من الرؤساء أثناء فترة الرئاسة ثلاثة منهم تم اغتيالهم وواحد مات في ظروف غامضة والأخير رحل بسبب المرض. ويخشى النيجيريون أن يكون الرئيس بخاري هو السادس.
بعد أسبوع من غياب الرئيس، ووسط حدة تصاعد الشائعات أعلنت الحكومة النيجيرية في الخامس من فبراير أن الأطباء أوصوا ببقاء الرئيس في لندن لإكمال الفحوصات الطبية وبعدها بعشرة ايام زار وفد من البرلمانيين الرئيس بخاري في لندن وكان الهدف هو طمأنة الشعب النيجيري حول حالة الرئيس ولكن النتيجة جاءت مغايرة للهدف.. الصور التي تم نشرها حول زيارة الوفد البرلماني أظهرت الرئيس بخاري هزيلا وشاحبا وكان يرتدي قفطانا فضفاضا رمادي اللون ويعتمر قبعة سوداء ويرسم على وجهه ابتسامه وهو يجلس إلى جوار رئيس البرلمان بوكولا ساراكي على أريكه منقوشة بالأزهار، وقال رئيس البرلمان: “الرئيس الذي شاهدته اليوم هو نفسه في صحة جيدة ولا داعي للقلق”.
القليل من النيجيريين الذين اقتنعوا بكلام رئيس البرلمان رئيس الوفد الذي زار الرئيس بخاري في لندن وبالصور التي نشرها، ولكن الحكومة ترفض أن تضيف أية تفاصيل لا عن تحديد طبيعة الفحوصات الطبية التي يجريها الرئيس ولا عن المقيات المحتمل لعودته إلى البلاد.
وعندما وصل مراسل صحيفة الغارديان النيجيرية إلى (أبوجا هاوس) في لندن حيث إقامة الرئيس لطلب إجراء مقابلة مع الرئيس رفض حرس الرئيس ذلك بل تم الاتصال بشرطة المدينة لمنعه من اقتحام المنزل.
أما في نيجيريا فقد دعا رجال الدين إلى الصلاة من أجل صحة الرئيس وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يصلي الناس من أجل الرئيس إذا كان في صحة جيدة كما يؤكد رئيس البرلمان الذي زاره في لندن على رأس وفد كبير؟
أكثر من 300 من شيوخ الطوائف الإسلامية تجمعوا في ولاية كانو الأسبوع الماضي للصلاة من أجل صحة الرئيس وخاطب الرئيس بخاري المصلين عبر بث إذاعي مباشر في العديد من المحطات الإذاعية ليقول لهم شكرا. ويقول عبد العزيز عبد العزيز الصحافي من كانو: “خطاب بخاري عبر الإذاعة دليل على أنه لا يزال حيا ويتحدث ولكن من الصعب أن نحدد ما إذا كان مريضا أو معافى لأن الخطاب كان قصيرا، هذا الخطاب لا يمكن التأسيس عليه كدليل على الحالة الصحية ولكنه دليل على شيء واحد أن الرئيس حي ولم يمت”.
هناك أكثر من سبب منطقي لقلق النيجيريين بشأن صحة الرئيس؛ ففي مايو من العام 2010 رحل الرئيس عمر ياردوا بعد أن تلقى العلاج لعدة أشهر في المملكة العربية السعودية، ورحل دون أن يفوض سلطاته لنائبه وأدخل غيابه البلاد في حالة من الفراغ السياسي ولكن في نهاية المطاف صوت البرلمان لصالح نقل سلطات الرئيس إلى نائبه جونثان غودلاك الذي أصبح رئيسا للبلاد بعد رحيل الرئيس عمر ياردوا، وللمفارقة أن الرئيس الحالي بخاري كان يتزعم المعارضة وطالب بإعلان الرئيس عديم الأهلية.
نفس السيناريو يعود الآن والجدل السياسي يتصاعد في نيجيريا بشأن مستقبل الرئيس بخاري في ظل صعود نجم نائب الرئيس يمي أوسينباجو الذي يتحرك هذه الأيام لملء الفراغ، ورغم انه ليس سياسيا معتقا مثل بخاري الذي خاض الانتخابات في 2003 و2007 و2011 قبل الفوز في 2015، ولكنه أظهر في الأربعين يوما الماضية قدرة على إدارة البلاد في حال حدث أي فراغ حقيقي.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي