السودان الان

نقوش سياسية

مصدر الخبر / صحيفة الانتباهة

 

إعداد: أحمد طه صديق

حميدتي بعد القاهرة.. ثلاث ورقات في الرصيد
بحث الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة مع وفد مصري برئاسة مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، مسار العلاقات السودانية المصرية، إلى جانب تطورات الأوضاع في السودان وقضايا الأمن، وقال حميدتي في مؤتمر صحفي بالخرطوم إنه بحث قضية سد النهضة وقناة جونقلي مع الإخوة في جنوب السودان. وأضاف قائلاً: (نأمل أن نخطو خطوات في إنشاء القناة)، المعروف أن قناة جونقلي بدأ التحضير لإنشائها في بداية الثمانينيات في عهد حكومة مايو برئاسة جعفر نميري، الا أن موقع القناة تعرض لهجوم عسكري مباغت لحركة جون قرنق كأول عملية عسكرية تقوم بها في عام 1983م، وتوقف العمل فيها بواسطة شركة فرنسية، ولم تمكن الأوضاع الأمنية من استئناف العمل بعد استلام سلفا كير السلطة في اعقاب مصرع العقيد جون قرنق في حادث طائرة في عام 2005م، فضلاً عن أن قيام القناة أمر لا ترحب به معظم القطاعات السياسية في الجنوب بما فيها المعارضة، وتأمل مصر من الجنرال حميدتي بما يمتلكه من علاقات طيبة مع كل الأطراف الفاعلة في جنوب السودان، أن يعمل على إقناعهم بضرورة قيام القناة وفق تسوية اقتصادية مع مصر قابلة للتفاوض.
وبذلك يكون الجنرال حميدتي قد وضع ثلاث ورقات في رصيده السياسي، أولها ورقة روسيا واثيوبيا التي بدأ الآن فتح جسور اقتصادية معها، علاوة على ورقة قناة جونقلي المهمة لمصر الباحثة عن تعويض ما ستفقده من مياه النيل بعد قيام سد النهضة العملاق.
في حين يمسك قائد الجيش ورئيس الحكومة عبد الفتاح البرهان بورقة التطبيع مع إسرائيل بمشاركة أيضاً مع شريكه في الحكم حميدتي الذي يستفيد أيضاً من هواجس الغرب والولايات المتحدة من التمدد الروسي واعمال الإرهاب العابرة للحدود، إنها اوراق مجانية في رصيده لكن السؤال هو من سيستخدم الجوكر في نهاية اللعبة.

الشيوعي (زوغان) وتدليس
كشف الناطق الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي عادل خلف الله عبر حوار مع صحيفة (اليوم التالي) أجراه الزميل مهند بكري، كشف أن الحزب الشيوعي كان مشاركاً مع قوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكري في المفاوضات التي تمت مع المجلس العسكري، وكان أكثر الأطراف مرونة بممثله المهندس صديق يوسف، وهو صاحب مقترح منح الفترة الانتقالية الأولى للمكون العسكري وإعطائه أيضاً ثلاثة أشهر زيادة ..(21) شهراً مقابل (18) شهراً بدل فكرة المناصفة بسبب الخريف حسب مقترحه، وأضاف أنه بالتالي يتحمل المسؤولية في كل ما جرى، بل له تمثيل ومشاركة في السلطة حتى بعد انقلاب (25) اكتوبر، وعليه أن يتحمل دوره في التمهيد للانقلاب واتساقه مع الفلول في تقويض الانتقال بالانقلاب على قوى الحرية والتغيير.
وكان احد قيادات الحزب الشيوعي عندما سئل في وقت سابق عن مشاركة الحزب الشيوعي في المفاوضات مع المجلس العسكري بعد تفجير ثورة ديسمبر، قد قال إن ممثله صديق يوسف شارك باعتباره عضواً بالحرية والتغيير وليس الحزب الشيوعي، الا أن السؤال المهم هو لماذا لم يعلن الحزب منذ بدء التفاوض أنه لا يشارك فيها وأن مندوبهم لا يمثل الحزب.
مما يعني أن كل الهجوم الضاري الذي كان يوجهه للحرية والتغيير والحكومة التي كان يدعو لإسقاطها بالتزامن مع ذات الدعاوى التي كان يقودها فلول النظام السابق والطامعين في السلطة، يقع في باب الانتهازية السياسية بغرض إقصاء المنظومة من المشهد السياسي والتقرب زلفى لشباب الثورة الثائر في محاولة للاستفادة من الفوران الثوري لديهم.

ذهب السودان منقذ الكبار
قالت صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حضّر للعقوبات الدولية بأطنان من الذهب الإفريقي.
وأشارت ــ في تقرير لها ــ إلى أن السودان هو المصدر الرئيس للذهب إلى روسيا التي هرّبت مئات الأطنان من الذهب السوداني خلال السنوات الماضية، كجزء من بناء روسيا القلعة ومنع تداعيات العقوبات التي قد تُفرض عليها إذا غزت أوكرانيا.
وفي الوقت الذي لا تظهر إحصائيات الحكومة أية صادرات للذهب من السودان إلى روسيا، إلا أن مديراً تنفيذياً لأكبر شركة إنتاج للذهب في السودان أخبر (ديلي تليغراف) بأن الكرملين أكبر لاعب في قطاع التنقيب عن الذهب في السودان.
وقال المصدر: (روسيا لديها الكثير من العمليات في الذهب السوداني، وتم تهريب الكم الأكبر منه إلى روسيا عبر طائرات صغيرة).
ويُعتقد أن (30) طناً من الذهب السوداني تنقل إلى روسيا كل عام، مع أنه من الصعب تحديد حجم العملية الروسية في الذهب السوداني.
والغريب في هذا الخبر بالطبع ليس فقط كميات الذهب المهرب خلال السنوات الماضية منذ حكومة البشير ولاحقاً أو الذي يتم تهريبه ولا يظهر كله في الموازنة الرسمية، لكن في الإشارة إلى الآلية التي يتم بها بحسب الخبر، وهي طائرات صغيرة. والسؤال من أي المطارات في السودان تقلع هذه الطائرات؟ ومن الذي يعطيها أمر الهبوط والإقلاع دون تفتيش محتوياتها؟ وكم عدد الرحلات التي كونت في النهاية محزوناً ضخماً من الذهب، حتى أن روسيا تعتبره الآن رصيداً آمناً لها من العقوبات الأمريكية، ويقفز السؤال الملح وهو: أي الجيوب السودانية التي استقبلت تلك العوائد الدولارية المليارية طوال السنوات التي خلت؟

فولكر.. تشاؤم وتفاؤل
أقرّ الدبلوماسي الألماني فولكر بيرتيس مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، بصعوبة المرحلة الانتقالية في ظل تجاذبات القوى بين المدنيين والعسكر، مؤكداً أن الاقتصاد في طريقه للانهيار، ولا مستثمرون يأتون للبلاد، والأمن ما عاد مضموناً، وأجزاء من البلاد تسودها تقريباً فوضى سياسية، ولا توجد قدرة حقيقية للدولة، والخدمة المدنية لا تعمل. وبالمقابل هناك احتجاجات مستمرة ضد هذه الأوضاع تشهد ضحايا مرةً بعد أخرى.
وأضاف في حواره مع صحيفة ألمانية نقلته صحيفة (الجريدة) أمس، أن الحكومة المدنية التي يمكن أن يتفق عليها الجميع من المرجح أن تجلب الاستقرار، وبحسب فولكر أنه من الضروري أن تتحدث الأمم المتحدة مع الجميع، خاصة أن الطرفان غير راغبين في التحدث مع بعضهما البعض، ومن يتحكم في الموقف لديه الأسلحة والموارد والقوة.
وتجدر الإشارة الى أن فولكر لاقى صعوبات جمة في مهمته التي وصفها بالمسهلة للحوار بين اطراف اصحاب المصلحة، وكانت تنسيقية لجان المقاومة قد رفضت مقابلته وكذلك الحزب الشيوعي، بينما تحفظت الحكومة تلميحاً على عمله، ونظمت قوى النظام القديم وبعض الأطراف الداعمة لها تظاهرة تطالب برحيل البعثة الأممية، بينما مركزية الحرية والتغيير لم ترفض الجلوس مع فولكر لكنها اعلنت أنها ترفض أي مقترح بعودة الشراكة مجدداً مع المكون العسكري السابق، وتحاول الدول الغربية سيما بريطانيا إعادة الشراكة العسكرية مع تكوين حكومة متفق عليها، وهو أمر مرفوض من كافة قوى الثورة باستثناء التيارات الداعمة الآن للعسكريين في السلطة. وتسعى دول الترويكا الى أن تبقي على الحكومة الحالية كأمر واقع، مع محاولة الوصول إلى تفاهمات واسعة حول حكومة كفاءات وإن اعترضت عليها القوى الشبابية، حتى الوصول للانتخبات القادمة التي تأمل تلك الدول في ظل الواقع الحالي الآن أن تكون فيها السيادة للقوى النافذة الآن في المشهد السياسي بمشاركة قوى حزبية تقليدية مثل حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي بعد عودة التيارات التي انفصلت عنها إبان حكومة البشير، بالإضافة إلى قوى منبثقة عن الحركات المسلحة والقطاعات الأهلية تدخل ضمن تحالف واسع في تلك الانتخابات التي من المتوقع أن تكون برلمانية تنتخب رئيساً للوزراء، وربما اختيار رئيس للجمهورية عبر الانتخاب المباشر، حيث ستكون للرئيس صلاحيات واسعة وفق صيغة نظام رئاسي برلماني. وهي مقترحات في طياتها تحمل مشروع برميل متفجر، لهذا فإن فولكر يبدو متشائماً ومتفائلاً في ذات الوقت في حالة حدوث المعجزة بتوافق كل قوى الثورة على حلول ترضي كافة الأطراف بما فيها حكومة (25) اكتوبر الحالية.

مقاومة الشمالية.. انسحاب مفاجئ من الميثاق
أعلنت لجان مقاومة الولاية الشمالية انسحابها من ميثاق وحدة القوى الثورية بالولاية، واعلنت اعتذارها واعترافها بالخطأ بالتوقيع، وقالت: (ننتقد انفسنا نحن عضوية التنسيقية على هذا التصرف، وسوء تقديرنا للأمر بالتوقيع على هذا الميثاق دون التشاور المستفيض مع لجان المقاومة بالمحليات والقواعد التي تعتبر المرجعية الشعبية والرقيب الحقيقي علي كل خطواتنا، ونقر بان ممارستنا تلك كانت تفتقر لابسط قواعد العمل الديمقراطي والتنسيق بين القواعد والتنسيقية، ونعاهدكم على الا تتكرر مثل هذه الممارسات مستقبلاً، ونتحمل نحن مسؤولية ما حدث).
وكانت منسقية لجان الخرطوم قد اعلنت ميثاقاً سياسياً، ودعت قوى الثورة للتوقيع عليه وفق شروط محددة، بينما انتقد القيادي بالحرية والتغيير المتحدث الرسمي باسمها الميثاق رغم الترحيب المبدئي به، ووصفه بأنه يكرس للدكتاتورية، وطالب في حوار مع جريدة (اليوم التالي) بإبعاد ما وصفها بالنزعة الاقصائية والاشتراطات التي لا تتسق مع ضرورة الحوار والتفاعل، في حين اتهم بعض المراقبين الحزب الشيوعي بأنه يقف وراء الميثاق الذي يرى عدد من الأطراف السياسية ضرورة مراجعته وتوسيع المشاركة في الرأي حوله داخل القواعد، مع التأكيد بأن لجان المقاومة لا ينبغي أن تتجير بأية آيديولوجية سياسية من أجل وحدة القوى الثورية وتحقيق اهداف الثورة التي خرج الشباب من أجلها دون عصبية سياسية أو فكرية.
ويرى المراقبون أن خطوة لجان مقاومة الشمالية الجريئة تستحق التقدير، فهل تحذو تنسيقية الخرطوم حذوها؟
عباقرة الاحتكار
تحدثت الأنباء عن جهات طالبت باحتكار استيراد الوقود، منها حكومية وخاصة ومنع القطاع الخاص من استيراده، واشار الخبر إلى أن مسؤولين بقطاع النفط قد حذروا من الخطوة لأنها من شأنها ان تصنع ندرة في الوقود وارتفاع اسعاره.
والنبأ يذكرنا بعباقرة الاحتكار في عهد حكومة المؤتمر الوطني المحلول، وإن اختلفت الصورة لكن في النهاية الخاسر هو المواطن البسيط. والمعروف أن حقبة حكومة البشير آنذاك شهدت موجة شرسة من المحتكرين للسلع.

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة الانتباهة