تقرير – محمد عبد المجيد
شغلت الأحداث التي اعقبت زيارة نفذها الحزب الشيوعي لمدينة كاودا الاوساط السياسية كثيراً كون أن الزيارة نفذتها قيادات من الحزب على رأسهم السكرتير العام محمد مختار الخطيب وتمت عبر دولة جنوب السودان واعقبها اعتقال تحفظي للقيادات في جوبا قبل وصولهم الخرطوم واعتقالهم مجدداً فور وصولهم… ولا تزال الأحداث تتلاحق إذ عقد الحزب مؤتمراً صحفياً أمس بداره أوضح فيه جميع الملابسات والتداعيات التي صاحبت الزيارة وبعد قليل من اكتمال المؤتمر الصحفي دخلت قوات أمنية لدار الحزب واعتقلت عضو اللجنة المركزية للحزب آمال الزين التي كانت مرافقة للوفد ونجت من الاعتقال الأول..
آمال الزين كشفت خلال المؤتمر الصحفي عن تفاصيل زيارة وفد الحزب إلى جوبا المكون من السكرتير السياسي للحزب محمد مختار الخطيب، وقالت إن الزيارة بدأت بعد أن حصل الوفد على “فيز” الدخول لدولة جنوب السودان من القنصلية بالخرطوم، وغادروا على متن أحد خطوط الطيران السوداني، من مطار الخرطوم في الثلاثين من أبريل الماضي، وفور وصولهم إلى جوبا شرع الوفد في عقد لقاءات مع حركة جيش تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد محمد نور على أن يتم الاعلان عن اعلان سياسي في الأيام القادمة وخلال وجودهم لمدة ستة أيام في جوبا جرى حوار عميق مع حركة تحرير السودان شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، وتوصل الجانبان لاتفاق وأرجيء التوقيع عليه لوقت لاحق.
الرحلة إلى كاودا
وأشارت آمال الزين إلى أن الوفد غادر جوبا في السادس من مايو إلى كاودا عبر طائرة كينية إلى مطار أجوا داخل الجنوب، ومن ثم غادر الوفد عبر السيارات إلى مدينة إيدا على الحدود ومنها عبر الحدود إلى كاودا، وأشارت إلى أنهم عقدوا لقاءهم في الصباح مع قائد الحركة عبدالعزيز الحلو وطاقم حكومته في المقر الرئيسي ثم سجل الوفد زيارات لمرافق وإدارات حكومية ووقف بالكامل على تفاصيل التجربة هناك وبينت أنهم زاروا مرافق الأجهزة العدلية والقضائية والتعليمية والصحية والثقافية وعقدوا لقاءات مع الجماهير .
حوارات عميقة
قالت آمال إنهم عقدوا حوارات عميقة مع الحركة حول جذور الأزمة السودانية واتفقوا على مقاومة الانقلاب واسقاطه عبر النضال السلمي الديمقراطي وكذلك حول التحالف المزمع قيامه بين قوى التغيير الجذري ووصفته بتحالف الأقوياء.
وأشارت إلى أنهم عادوا إلى جوبا لكن سلطات الأمن أوقفتهم في المطار ووصفت حصيلة التجربة في اللقاءات بأنها كانت كبيرة وعميقة، يستحق الشعب أن يقودها عبر الحراك الجماهيري لتحقيق آمال وأهداف الثورة ،وقالت آمال ان الوفد ناقش قضية تحديد المصير مع الحركة الشعبية شمال.
تحريض
تحدث في المؤتمر أيضا عضو اللجنة المركزية للحزب صالح محمود وقال إن حكومة جنوب السودان كشفت لهم بحرج أنهم استلموا تقريرين أحدهما باللغة الإنجليزية من دولة غربية والآخر بالعربية انتقدا فيه زيارة وفد الحزب ولقاءاته مع الحركتين، وأبان أن المسؤولين الجنوبيين عرضوا عليهم سفرهم إلى دولة أخرى إن أرادوا ذلك، لكن الوفد أكد لهم رغبته في العودة إلى الخرطوم، وأشار إلى أن جهاز الأمن استجوبهم عند اعتقالهم حول الرحلة ومن مولها، وقال إن ردهم بأن التمويل من الحزب وفرته العضوية .
دعوة للآلية الثلاثية
وأكد صالح محمود في رده على السؤال الذي وجهته له الصحيفة بأن الزيارة ازعجت بالتأكيد دوائر خارجية، مبيناً أن هذا طبيعي، واشار إلى تدفق عملاء المخابرات المصرية والإماراتية والتركية ودول الجوار وغربية تعودوا على نهب السودان خاصة إن انتصار الثورة يؤثر بشدة عليهم، لذلك جاؤوا بالآلية، ودعا صالح محمود فولكر بيريتيس لمراجعة نفسه، كما دعا الآلية الثلاثية لرفع يدها عن السودان مبيناً أن الأزمة السودانية ليست في حاجة للمجتمع الدولي ولا لمجموعة ايقاد ولا يريدون شراكة ملتوية واكد ان الحزب الشيوعي سيعمل ضد التسوية وقطع بان مهمة مبعوث الاتحاد الافريقي محمد حسن ولد لبات انتهت وانه مرحب به في السودان كضيف وليس سياسياً، لافتا] الى انه يريد تكرار ذات الادوار التي لعبها بعد ثورة ديسمبر.
وقال إن جهاز الأمن سأله عن ماذا يعنون باسقاط النظام وأنهم ردوا بأن الذي يقرر ذلك هو الشعب الذي يعبر عن نفسه الآن وهو صاحب السلطة والقرار، مؤكداً تمسك الحزب الشيوعي بالسلمية .
لا حاجة للإذن
وقال صالح بأن الحزب لم يجد مشكلة في لقاء الحلو وعبد الواحد، لأنهما يمثلان قوى سياسية سودانية، وليست هناك مشكلة في ذلك، وأن عقد لقاء معهما لا يقتضي الاستئذان من أحد، مبيناً أن الوفد عقد لقاء مع سودانيين وهم أصحاب قضية .
نجاح
وقال سكرتير عام الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب بأن الحزب حقق كل غاياته بنجاح خلال الزيارة التي قاموا بها إلى دولة جنوب السودان، وأشار إلى اجراء الوفد حوارات عميقة مع الحركتين في جوبا وكاودا، وأشار إلى أن الحوار بدأت معه ملامح السودان الجديد الذي تاق له الشعب السوداني منذ الاستقلال في الانعتاق من التبعية والوصول لصحة وتعليم مجانيين، وقال إن الوفد وقف على نتائج مجزرة هيبان وقصف وتدمير مدارس الأطفال الذين قتلوا بالبراميل الحارقة، وأشار إلى أن الطرفين الحركة الشعبية شمال والشيوعي وافقا على أن الحل يتطلب التغيير الجذري الشامل لتحقيق السلام والعدالة والتنمية، ومفارقة النهج السياسي والاجتماعي الذي راكم الأزمة الحالية، وأدى إلى الضغط الذي يعيشه السودانيون، واشار إلى أن حكومة الفترة الانتقالية كانت امتداداً لنفس الحكومات والقوى السابقة، مبيناً أنها اتبعت ذات سياسات الانقاذ مما أدى لتراكم الأزمة العامة من جديد، لذلك فإن الجميع يرون الآن الانتهاكات التي تتم في مناطق النزاعات، وأكد الخطيب أن اعتقال وفد الشيوعي بعد عودته من جوبا تم بذات أجهزة النظام البائد!!
اتفاق
الخطيب أكد أن الشيوعي والحركة الشعبية شمال وحركة وجيش تحرير السودان اتفقوا جميعاً على ضرورة تحالف قوى الثورة الحية في المركز والهامش وأن يواصلوا معاً النضال المشترك عبر الطرق السلمية والتنسيق مع بعضهم البعض، وأكد الاتفاق كذلك على قيادة سياسية موحدة للثورة والعمل سوياً على اسقاط الانقلاب، وأن يتفق الجميع على برنامج للفترة الانتقالية وأن يضعوا سوياً مع قوى التغيير الجذري خارطة طريق للفترة الانقتالية لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية،و المواطنة أساس الحقوق والواجبات وفصل الدين عن الدولة. ودعا لحل جميع المليشيات بما فيها الدعم السريع واصلاح وهيكلة القوات المسلحة.