بصورة متعمدة ومخطط لها تم استهداف موكب الحرية والتغيير بالامس في باشدار، التخطيط والتعمد كان واضحا في الأشخاص الذين تم استهدافهم، فجميعهم قيادات او كوادر نوعية في أحزاب الحرية والتغيير.
من الذين قاموا بالعنف تجاه الموكب؟ هذا السؤال كان الأهم والاكثر تداولا طيلة نهار وليلة الأمس، وقد تتبعت العديد من المصادر والأخبار ووجدت ان الذين قاموا بالعنف ثلاث فئات : الأولى فئة انقلابية تم حشدها وايصالها إلى موقع الموكب، وبعد انتهاء مهمتها تم حملها أمام أعين الناس في عربات مفتوحة لجهة غير معلومة.
الفئة الثانية هي فئة المحرشين والمنتفعين من شباب صغار لا يملكون من الوعي المقدار الكافي للتفريق بين ما يضر الثورة وما ينفعها، وهؤلاء قبضوا الثمن، وكانوا يفاوضون في بعض كوادر الموكب بأنهم مدفوع لهم واذا اردوا توقفهم عليهم ان يدفعوا لهم أيضا !!! .
الفئة الثالثة ثوار من الديوم وغيرها، تعرف عليهم عدد من الصحفيين والناشطين، وتم التاكد من أنهم شباب ناشطين في المواكب. دافع هذه الفئة مازال مجهولا لدي، هل هو الحنق على قوى الحرية والتغيير نتيجة الشراكة، ام هو الحقد على نشاطها وديناميكيتها، ام هو تنفيذ لقرار لجنة مقاومة الديوم بعدم قيام منصة للموكب، لا أدري بالضبط ماهو الدافع، وقد تكون كل هذه الاسباب مجتمعة او غيرها دوافع هذا الفعل، الذي لا يمكن ابدا ان يمر مرور الكرام اذا استهدفنا جميعا مواصلة سلمية الثورة.
قوى الحرية والتغيير في بيانها لم تسمي الجهة التي قامت بالاعتداء وحملت الاجهزة الانقلابية وزر ما حدث، قادة قوى الحرية والتغيير في تعليقاتهم بعد الموكب ساروا في نفس الطريق محملين الانقلاب مسؤلية ما حدث. وهذا يدل على أن موقف قحت كان هو عدم الدخول في صراع مع لجان المقاومة والاكتفاء فقط بمقاومة الانقلاب.
لجان مقاومة الديوم الشرقية وبعد ساعات طويلة اخرجت بيانا تبرأت فيه من العنف الذي حدث في الموكب، ولكنها ولدهشة الحميع لم تتبرأ من موقفها الكارثي الاول الرافض لاقامة منصة لقوى الحرية والتغيير في باشدار، بل أكدت عليه مرة اخرى !!! .
ما يستفاد من هذه المعركة متعدد، أولها ان قوى الحرية والتغيير مستهدفة بصورة حادة ليس من الانقلابيين فقط وانما من كوادر ثورية ايضا، وان الكراهية التي يحملها البعض لقحت اكبر من ان تغطيها معاني الوطنية والحرية والعدالة، وأن هؤلاء اذا وجدوا فرصة سيفعلون كل ما يستطيعون في قحت وقياداتها وكوادرها.
الفائدة الثانية ظهور حقيقة ان (بعض) لجان المقاومة غير قادرة على السيطرة على كوادرها، سواء التي تقود خطها الاعلامي، أو تلك التي تنشط في الشارع، والإستمرار في الثورة بلجان معطوبة كلجنة الديوم الشرقية التي تعتبر الارض التي تسكنها محرمة على الاحزاب والتحالفات، سيقود عاجلا ام اجلا إلى عودة الطغيان والشمولية.
بالسلمية هزمت الثورة البشير واسقطته، وبالسلمية وحدها تستطيع ان تهزم البرهان وتسقطه، فإذا لم ينضبط الشارع بالسلمية فان الحديث عن نجاح وانتصار الثورة سيكون مجرد أمنيات.
[email protected]