كتابات

يوسف السندي يكتب مبادرة الطيب الجد والصراع الثوري

مصدر الخبر / كتب : يوسف السندي

يوسف السندي
( ١ )

مبادرة الشيخ الطيب الجد هي مبادرة القوى السياسية التي لم تجد لها حظا في ان تلعب دورا رئيسيا في الحكم والسياسة في عهد الثورة، ونتج ذلك بصورة مباشرة عن حقيقة مشاركتها لنظام المخلوع حتى سقوطه او قبل سقوطه بقليل.

لا يمكن الاستهانة بتاريخ وثقل هذه القوى جماهيريا وخاصة الحزب الاتحادي الديمقراطي، ولكن الواقع الثوري الراهن لم تعد فيه الجماهير المنتشرة خارج العاصمة والتي يربطها عهد حزبي ناتج عن ولاء طائفي ذو فائدة تذكر، قد يمثل هذا الرصيد فائدة في الانتخابات، ولكن القوى الشبابية التي تحرس الشارع وتنشط فيه، لا تهتم الا بالموقف السياسي الذي وقفته هذه القوى من الثورة منذ اندلاعها ومن النظام الساقط.
لذلك لن تتحول هذه القوى إلى خانة الفاعل السياسي عبر هذه المبادرة الا اذا استطاعت ان تضم إليها قوى ثورية كتحالف الحرية والتغيير او الحزب الشيوعي او لجان المقاومة وهو ما اعتبره ضربا من المستحيل، لذلك على هذه القوى ان تتأقلم مع كونها لاعبا ثانويا في هذه الفترة وأن تعد عدتها لما بعد الثورة، سواء الانتخابات او غيرها.
( ٢ )

محمد الفكي عضو الحرية والتغيير أعلن عن نية تحالف قوى الحرية والتغيير عن تسمية رئيس وزراء واصدار اعلان دستوري خلال اسبوعين، عدد من قادة الحرية والتغيير نفوا نية التحالف تسمية رئيس وزراء بينما اكدوا على الإعلان الدستوري.
خطوة محمد الفكي ربما قصد منها محاصرة الانقلاب ومنعه من تسمية رئيس وزراء الان او في الوقت القريب على الاقل، كما قصد منها كما يبدو مخاطبة العالم الخارجي بأن الازمة ليست في تسمية رئيس وزراء وانما في عدم جدية العسكر في التنازل عن السلطة.
سيتلقف المجتمع الدولي موقف محمد الفكي وسيضغط على قوى الحرية والتغيير لتتبني هذا الموقف من أجل وضع الجيش في خانة رد الفعل، وهو ما قد يستجيب له قادة الحرية والتغيير ولكنه سيكلفهم الكثير اذا لم يدعموه بإعلان سياسي ينص صراحة على تنحي العسكر وذهاب الجيش للثكنات وضمان العدالة وتسمية حكومة تكنوقراط.

صف الثورة مازال متصدعا، والتصدع سيجر الصراعات ويحبط الجماهير، وقد يذهب بالثورة ومستقبل الحكم المدني، والجميع لاحظ ان صوت الثورة اعلاميا اصبح ضعيفا ومشوشا، نتيجة لتعدد مراكز القوى الثورية واختلاف اهدافها وتكتيكاتها.
استمرار هذا الصراع سيقود إلى تصدع نهائي في الجسد الثوري وقد يدفع نحو قيام حكومة شراكة جديدة غير متفق عليها مما قد يقود البلاد برمتها إلى واقع مجهول.

[email protected]

عن مصدر الخبر

كتب : يوسف السندي

كاتب سوداني , [email protected]