رصد:لؤي عبدالرحمن
تسارعت الأحداث في ملف السلام خاصة في دارفور حيث يشعر الكثيرون باقتراب لحظات الاستقرار ، وهم يتابعون المجريات السياسية المبشرة والتي خلفت ارتياحاً في الشارع السوداني وذلك بإطلاق سراح الأسرى الحكوميين بطرف حركة العدل والمساواة ، ثم قرار وقف إطلاق النار من قبل الرئيس البشير تبعه الإفراج عن أسرى القوات النظامية ومجاهدين كانوا بطرف الحركة الشعبية شمال ليختتم ذلك برد التحية من الحكومة حيث أطلقت سراح منسوبي الحركات المسلحة المعتقلين بسجونها والذين تم اعتقالهم وأسرهم في أوقات سابقة ومنذ سنوات أبرزهم الدكتور عبدالعزيز عشر الأخ غير الشقيق لرئيس حركة العدل جبريل إبراهيم، وقدوم حركة التحرير الثانية بقيادة أبو القاسم إمام التي ستشارك في الحكومة الجديدة.
أجواء مناسبة
الأجواء أصبحت مؤاتية الآن لعملية السلام والتفاوض سيما بعد أن بدأت الاختلافات تدب بين الحركات المكونة للجبهة الثورية ونداء السودان وانفراد كل تنظيم بقراره دون اللجوء للآخرين ويظهر ذلك جلياً ، عندما قررت الحركة الشعبية الإفراج عن الأسرى الذين تم أسرهم تحت مظلة الجبهة الثورية (تضم قوات الفصائل المختلفة) وهو ما جلب لها الانتقاد من رئيسي حركتي التحرير برئاسة عبدالواحد نور ومني مناوي وعابوا عليها اتخاذ الخطوة دون الرجوع إليهما ، كما أن إمكانية جلوس حركات دارفور في مفاوضات منفصلة مع الحكومة لم تعد صعبة بعد أن جلستا قبل أشهر إلى الوسيط القطري أحمد آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء الذي كشف في ختام لقائه عن نتائج ايجابية لم يفصح عن تفاصيلها.
تفاؤل سيسي
رئيس حزب التحرير والعدالة القومي ورئيس السلطة الإقليمية السابق د. التجاني السيسي بدأ متفائلا بإحداث اختراق في جولة المفاوضات المقبلة ، وقال لـ (آخر لحظة ) :إن التطورات الأخيرة المتمثلة في إطلاق سراح الأسرى هنا وهناك لطفت الأجواء وبنت الثقة بين الحكومة والحركات متوقعا أن تكون الجولة القادمة من المفاوضات ايجابية لهذا السبب، لجهة أن هنالك ضغوطاً كبيرة تمارس من المجتمع الدولي على المسلحين إذ أن الأخير يرى أن حكومة السودان تقدمت خطوات باتجاه مطلوبات السلام – طبقا له – وهو تعبير يضاف إليه صلاحية الأجواء الآن للسلام سيما وأنها تتزامن مع مخرجات الحوار الوطني واشتراطات الإدارة الأمريكية للرفع الكامل للعقوبات عن السودان بالإضافة إلى مقت الجميع للحرب في مناطق النزعات وبين كوادر التنظيمات المسلحة أنفسهم بدليل انخراط عدد كبير من قياداتهم الميدانية في الحوار من الداخل
ترحيب جبريل
رئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم رحب بقرار الحكومة السودانية بالإفراج عن محكومي ومعتقلي الحركات المسلحة في دارفور وطالب بأن تشمل الخطوة جميع المعتقلين مشيراً إلى أنها تساعد في تلطيف الأجواء وتهيئة مناخ الحوار والسلام لكنها لم تكتمل بعد حسب تعبيره في تصريح أدلى به لسودان تريبيون ، حيث تابع رئيس العدل والمساواة في التصريح قائلا «مع ذلك نقول لهم أحسنتم، ونحتاج لمزيد من الجهد والخطوات الإيجابية، وصولاً للسلام ، جبريل توقع أن تشهد الأيام القادمة تحركات في اتجاه استئناف المفاوضات بينهم والحكومة السودانية ، واختتم قائلا ليست لدينا أي مشكلة في الجلوس والتفاوض وإطلاق سراح الأسرى هو جزء من اتفاق وقف العدائيات، ويمكن أن يقود إليه.
تطورات
مصدر موثوق ومطلع فضل حجب اسمه قال لـ ( آخرلحظة ) :إن الرئيس اليوغندي قام بجهود كبيرة في انجاح المسار غير الرسمي مبينا عقد ثلاثة اجتماعات ،اثنين منها بكمبالا والثالث بأديس أبابا ، وفي مايلي ملف دارفور أفاد المصدر أنه تم الاتفاق على كل النقاط الخلافية ماعدا وثيقة الدوحة وقال :إذا اتفقت الأطراف عليها كمرجعية لن تكون هنالك مشكلة أخرى كاشفاً عن لقاء مرتقب بدعوة من رئيس يوغندا يشمل مساري دارفور والمنطقتين لتسريع الخطى نحو السلام ، معرباً عن امله أن يكون لقاءً مثمراً وليس لقاء علاقات عامة وأن تحسم مسالة الدوحة لجهة أنه لاتوجد طريقة للإتيان باتفاقية جديدة في ظل وجودها.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة آخر لحظة