السودان الان

قائد جبهة الهامش اللواء صديق آدم لـ(الإنتباهة): اتفاق سلام جوبا (جريمة) ويجب مراجعته الآن

مصدر الخبر / صحيفة الانتباهة


أجرته : هاجر سليمان


مياه كثيرة جرت أسفل الجسر منذ توقيع اتفاق سلام جوبا ولغط كثير دار حول ذلك الاتفاق الذي اعتبره البعض معبرا للحركات المسلحة تقفز من خلاله الى السلطة بينما اعتبره البعض الآخر انتهاكاً لحقوق اثنيات وقبائل متنوعة بالبلاد بينما اعتبرته السلطة الحاكمة هاماً لبسط الامن والسلام، وبين هذا وذاك كان لبعض الموقعين على اتفاق سلام جوبا آراء متنوعة ومنهم من انتقده وكانت له رؤى مختلفة، (الإنتباهة) التقت عضو الجبهة الثورية التحالف السوداني قائد حركة جبهة الهامش للتغيير اللواء صديق آدم أحمد سليمان فماذا قال ؟؟.

*     نبذة عن القائد ؟
من مواليد قشلاق الجيش نيالا 1966م، تعينت في القوات المسلحة بتاريخ 10اغسطس 1985م تدرجت في العمل العسكري حتى وصلت رتبة المساعد كاتب، علماً بانني من الكتبة المؤسسين للكلية الجوية 1990م ولكنني اعلنت التمرد في العام 2008م حيث انضممت للحركة الشعبية قطاع (تمساحة)، ثم قمت بتأسيس معسكر حجر مرفعين في راجا 2010م.


*     ما علاقتك بحركة تمازج ؟
نحن (7) ضباط قمنا بتأسيس حركة تمازج اثنان يتبعان للحركة الشعبية جنوب السودان وهما العميد استيفن قاور والنقيب ريغن بينما كنا نحن خمسة ضباط من الحركة الشعبية قطاع الشمال ونحن العميد احمد عبدالرحمن وشخصي وكنت وقتها برتبة الرائد بجانب المقدم موسين وهو حالياً ضابط برتبة اللواء واحد قادة تمازج وايضاً المقدم جمعة وهو ايضاً الآن لواء وقائد بحركة تمازج بجانب المقدم كبور ولا نعرف اين هو الآن.

*     ماهو الغرض من تأسيس تمازج ؟
في الاساس فان فكرة تأسيس حركة تمازج هي فكرة القائد ريك مشار وذلك قبل الانفصال ووقتها قال مشار ان الحركة الشعبية ليست لديها جهة موالية للتنسيق في الشريط الحدودي لمناطق دارفور وتحديداً المناطق التي تنتشر فيها القبائل العربية بدارفور والمتاخمة لحدود جنوب السودان ووقتها دعا لضرورة انشاء حركة بتلك المناطق تسهم في احكام سيطرة الجنوب على مناطق التماس داخل اراضي دارفور شريطة ان تقدم الحركة الشعبية جنوب السودان الدعم والتنمية لسكان تلك المناطق.

*      ما رؤية ونوايا  مشار آنذاك ؟
حسب رؤية  مشار آنذاك فانه كان يريد ان تمسك تمازج الموالية لهم بزمام امور المنطقة وتؤمن لهم بوابة ومعبرا لدولة الجنوب وان تصبح مناطق التماس تلك في المستقبل مناطق ذات اهمية وتشهد انفتاحاً تجارياً واقتصادياً بجانب مخططاته المستقبلية في انشاء أسواق حرة بتلك المناطق بجانب وجود قاعدة عسكرية للجيش الشعبي فيها واشترط ان يكون عناصر حركة تمازج جميعهم من ابناء تلك المناطق فقط.

*  هل قدم مشار وحركته الدعم لمناطق التماس حسب الاتفاق أم لا ؟
نعم سبق وان قدمت الحركة الشعبية جنوب السودان دعماً لتلك المناطق عبارة عن كتب مدرسية وادوية وتم ارسال (2) حفارة الى المنطقة لحفر آبار مياه جوفية ولكن لم يكتمل الامر لأسباب فنية.

*    ماذا فعلت الحركة الشعبية بعد ذلك ؟
في العام 2010م أسست الحركة الشعبية فرقتين فرقة من ابناء النوبة بـ(كاودا) وفرقة اخرى بالنيل الأزرق وكانت تفكر في تأسيس فرقة بدارفور يرأسها عبدالواحد محمد نور لما يحظى به من شعبية عالمية الا انه رفض من قبل ابناء المساليت وذلك بسبب التوترات آنذاك جراء مقتل القائد الميداني (صديق مساليت) وقتها.

* ما الذي منع قيام مؤتمر راجا ؟
كان من المفترض قيام المؤتمر لتوحيد ابناء دارفور لكن بعض القيادات تصرفوا في اموال الميزانية الخاصة بالمؤتمر مما تسبب في فشل قيامه، وبعدها في 2011م انتقلت للعمل بمدينة واو مستشاراً لقائد الفرقة وكنت وقتها برتبة مقدم.

* ما الأسباب التي قادتك لحمل السلاح ؟
التهميش هو الذي قادنا للتمرد وعدم التنمية وانحصرت مطالباتنا في سلام مكتمل في اطار مناطقنا وكنا حريصين على مناقشة كيفية حكم السودان.

*   ما رأيك في الترتيبات الأمنية في سلام جوبا الآن ؟
ماحدث باتفاق جوبا هو (جريمة) والترتيبات الامنية هي اسوأ ماتم التوصل اليه، ونحن ظللنا نناقش امر الترتيبات الأمنية باستفاضة وكنا نرفضه تماماً ولعل رفضنا للترتيبات الأمنية لم يأت من فراغ وانما عن تجربة ولعل أهم الأسباب هي ان بند الترتيبات الامنية يعني تجنيدا وبدلاً من أن يصبح السلاح هو وسيلة عندها سيصبح غاية وقد كان.

*   لماذا رفضكم للترتيبات الأمنية ؟
بعد اتفاق سلام جوبا فتحت عدد من الحركات الموقعة على اتفاق السلام باب التجنيد ولكننا لاحظنا انه تم تجنيد وتنسيب عدد من منسوبي العصابات المتفلتة ومعتادي الإجرام وهذا هو سبب رفضنا للترتيبات الأمنية.

*  ماهي التسوية الأنسب في وجهة نظرك ؟
جلسنا مع مختلف شرائح مجتمعاتنا المحلية من رعاة ومزارعين وطلاب وكنا نناقش ونستبعد بند الترتيبات وحصلنا على رأي موحد واتفاق جامع على معالجة وتوفير معينات الزراعة للمزارعين بجانب توفير متطلبات الرعي للرعاة وتنمية المناطق وتوفير الاحتياجات الاساسية للسكان بدلاً من الانخراط في الخدمة العسكرية وحمل السلاح.

* هل تحقق ماحملتم لأجله السلاح ؟
بالطبع لا.

* كيف وقعتم على اتفاق سلام جوبا ؟

شكلنا تحالفاً مع القائد خميس عبدالله ابكر والي غرب دارفور الحالي وبعد ان وقعنا اتفاق السلام قمنا بزيارة لمعسكراتنا وهي ثلاثة معسكرات في (الدبكاية) و(غبيبيش) و(قليزان) وجميعها بمحلية الردوم وتقع في مناطق تعدين الذهب بقرية سنقو.

*    ما رأيك بسلام جوبا ؟
سلام جوبا يجب ان تتم مراجعته من حيث الفكرة والتنفيذ ويجب ان يلامس جذور المشكلة الحقيقية ويعمل على حلها على أرض الواقع وليس على الورق.

* ماهي مطالبكم الآن ؟
مطالبنا الاساسية هي تنمية وليس ترتيبات امنية وكما أسلفنا اتفاق جوبا جريمة مكتملة الأركان و(سواق القطر ما بجرب البنطون).

*  ماذا عن آلية إنفاذ الترتيبات الأمنية ؟
هنالك حديث عن آلية للترتيبات الامنية مهمتها حصر القوات وضبطها والإسراع في الدمج ووضع ضوابط ومعايير حتى لا تكون هنالك ثغرة في مسألة التجنيد او القيام باي ممارسات سالبة تضر بالمجتمع ولكنني شخصياً قمت بضبط عدة مجموعات لاتتبع لنا كجبهة ثورية موقعة على اتفاق السلام ويقودها من لا صلة لهم بالجبهة الثورية او اتفاق السلام او باي حركة موقعة وضبطنا بطرفهم كشوفات باسماء اشخاص كان اولئك المارقون بصدد ضمهم للترتيبات الامنية وتجنيدهم واتضح لنا انهم وضعوا أنفسهم في خانة ترقيات برتب عسكرية كبيرة .

نعم،،، فقد ضبطنا شخصية معروفة ويدعى (أ) وهو سكرتير قيادي كبير بالدولة قام بإصدار خطابات لديوان الزكاة معنونة باسم لجنة اسناد سلام دارفور حصل بموجبها على دعم مادي وعيني والدعم المالي بلغ نحو (3.5) مليون جنيه بينما المعينات العينية كانت عبارة عن معينات ضخمة بمبالغ خرافية استولى عليها ذلك الرجل ولم نعلم عنها شيئاً وقيد بلاغ في مواجهته وصدر امر قبض ضده ولكن لم يتم توقيفه ، رغم ان مافعله يعتبر جريمة يجب ان يعاقب عليها ، هذا بجانب رصد حالات عصابات متفلتة وشبكات إجرامية تمتلك بطاقات تتبع لحركات موقعة دون ان تكون لها صلة بها.

*     ماذا عن بطاقات الحركات المسلحة في أيدي العصابات التي يتم ضبطها ؟

هذا ما ذكرناه من سلبيات للترتيبات الامنية والتي افرزت عمليات تجنيد ومنح لبطاقات ورتب لمتفلتين وتقنين أوضاعهم رغم انهم يمارسون انشطة هدامة ولا نخفي عليك سبق وان ضبطنا بعض عضويتنا وهم يقومون بتمليك بطاقات وخطابات لأشخاص لاعلاقة لهم بحركات الكفاح وبطرفنا الآن خطابات أصدرناها تم بموجبها تجميد عضوية عدد من العناصر المتفلتة التي تم ضبطها من بينهم احد الأفراد لديه استديو يقوم بتصوير الشباب وتسليمهم بطاقات برتب عسكرية ويقوم ببيع الرتبة بمبالغ متدرجة تبدأ من (100) ألف جنيه.

*هل تسلمتم الأموال المخصصة لكم ؟
في العام الماضي تم صرف مبلغ مليون دولار لكل قائد حركة ونحن كفصيل داخل حركة كان من المفترض ان يتم تسليمنا مبلغ (100) الف دولار وهو ما يعادل آنذاك (46) مليون جنيه ولكننا لم نتسلم ولا جنيه حتى الآن علماً باننا كنا قد شكلنا لجنة بغرض استغلال تلك الاموال في تنمية المنطقة ولكن لا شيء.

*     هل تم استغلال تلك الأموال فى تنمية ولايات إقليم دارفور ؟؟
إقليم دارفور يتكون من (5) ولايات الا انها جميعها لم تشهد اي تنمية وانحصر الدعم والتنمية في ولاية واحدة فقط وهي شمال دارفور لاسباب تتعلق بانتماء بعض قيادات الحركات المسلحة لهذه الولاية.. كثيرين من شمال دارفور-دون ذكر للأسماء- وهذا يفسر سر الاهتمام بها دوناً عن غيرها من ولايات الإقليم.

*   هل ستعودون لحمل السلاح ؟
– لا أخفي عليك فان عددا من الرفاق الآن تذمروا لما وجدوه من اهمال وتهميش غير متوقع وهذا قادهم في التفكير الرجعي بالعودة الى مربع حمل السلاح والبعض الآخر فكر في انفاذ مخططات تخريبية داخل العاصمة ولكننا كقيادات أحبطناها وسيطرنا عليهم واحتويناها ولكن الامر يتفاقم خاصة في ظل الصعوبات والتردي الاقتصادي الآن.

*    ما السبب في التفلتات الأمنية التي تشهدها العاصمة الآن ؟
التفلتات التي تحدث الآن سببها الفوضى وانتشار السلاح واستغلال الفراغ وعدم اكتمال الترتيبات الامنية بجانب تجنيد بعض المتفلتين وانتشار السلاح.


* كيف تفسر ما يحدث الآن ؟
مايحدث الآن هو نتاج أطماع شخصية ومكاسب فردية لا تصب في مصلحة الوطن اضف الى ذلك ان بطء عملية الترتيبات التي اقرتها الاتفاقية ورغم خطأها الا انها لم تنفذ بحجة عدم وجود ميزانية تمكن من قيام مجالس تشريعية ومفوضيات حسب افادات مصادر عليمة بالدولة.


*  هل تعاني قياداتكم من الهمجية في توزيع الرتب؟
نحن داخل الحركات يحكمنا تسلسل عسكري ولكن الذين يحصلون على رتب رفيعة دون ادنى مؤهلات فهذا ما جلبته الترتيبات الامنية وهذا أبرز مساوئها ومن الغرائب كان هنالك طباخ يعمل معنا في مطعم في منطقة (راجا) تفاجأنا به قبل ايام بانه أصبح برتبة (الفريق) واصبح قائداً معروفا وهذه هي الفوضى بعينها التي نقصدها.

*    ماذا عن الحركة المسماة (خارج المنطقتين)؟
لما جاء رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال مالك عقار ونائبه ياسر عرمان والامين العام خميس جلاب حدثت بينهم خلافات قادت لانشقاق الرفيق عمر السيد من مالك عقار وتكوينه قوات خارج المنطقتين كما أطلق عليها .


*  هل ترى أن هنالك أخطاء صاحبت سلام جوبا ؟
نعم، فمن الأخطاء الآن والتي ماكان ينبغي ان تحدث هي تحول الحركات المسلحة الى أحزاب سياسية وهذا ما كان ينبغي ان يحدث الا عقب اكتمال عمليات الدمج والسلام ولكن هذه الحركات الآن وقبل الترتيبات اصبحت تمارس العمل السياسي وتقوم بتنفيذ عمليات تجنيد عسكري بغطاء كوادر حزبية سياسية وهذا من الأخطاء.


*  هل هنالك تدخلات خارجية ؟
نعم، الآن هنالك موجة استقطاب من دول اجنبية واوربية وسيصل السودان شخصية لها علاقة بدولة اوروبية هذه الشخصية حددت اربعة قادة حركات مسلحة وانا من ضمن هذه الشخصيات وأخشى ان هذه الدولة اختارت قادة الحركات التي تنتشر في مناطق تنتشر فيها آبار التعدين ومناجم الذهب وبحسب ما وصلنا فان تلك الدولة تنوي تقديم الدعم لنا ولكن الغرض الذي نظن انها قادمة من أجله هو أطماعها في الذهب الموجود بمناطقنا وتحت سيطرة أيدينا ولكننا لن نبيع الوطن ونعرف أولئك المناديب جيداً ولدينا خطط لمواجهتهم .

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة الانتباهة