السودان الان

مبعوثون دوليون في الخرطوم لدفع التسوية السياسية في خضم زيارة لافروف

مصدر الخبر / المشهد السوداني

الدبلوماسيون الستة يعدون باستئناف دعمهم للسودان بعد التوقيع على الاتفاق النهائي، فيما يرجح أن تستهدف مباحثات وزير الخارجية الروسي ترسيخ وجود موسكو في المنطقة.

العرب اللندنية – أعلن الناطق الرسمي باسم العملية السياسية في السودان خالد عمر يوسف أن الموقعين على الاتفاق الإطاري اجتمعوا الأربعاء، مع ستة من المبعوثين الدوليين الذين وصلوا مساء الثلاثاء إلى الخرطوم، فيما يصل في وقت لاحق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في زيارة منفصلة، يرجح أنها تهدف ترسيخ وجود موسكو في منطقة

وذكر يوسف في تصريحات صحافية عقب الاجتماع أن المبعوثين أكدوا دعمهم للعملية السياسية بين المكون العسكري والمكونات المدنية، ووعدوا باستئناف دعمهم للسودان بعد التوقيع على الاتفاق النهائي وتشكيل الحكومة المدنية، كما أكدوا أن العملية السياسية تواجه تحديات ومصاعب.

ورفض يوسف التعليق على تصريحات للمكون العسكري انتقد فيها عدم شمول المشاركة في العملية السياسية وفي عدد الموقعين على الاتفاق الإطاري، مبينا أنهم “يستوعبون حقيقة الأزمة السياسية وخطورتها التي تحتاج إلى تكريس الجهد على عملية إيجاد الحلول دون خوض معارك جانبية في وسائل الإعلام”.

كما أكد رفضهم “إغراق العملية السياسية بأطراف لا صلة لهم بها، وأنهم يواصلون ليلا ونهارا جهدهم لإلحاق بعض أطراف السلام الذين قاطعوا التوقيع على الاتفاق الإطاري”، مبينا أن “هناك مقترح ميثاق سياسي تم الاتفاق عليه بنسبة 100 في المئة ويحتاج فقط إلى إرادة سياسية للمضي فيه قدما”.

وأشار خالد عمر يوسف إلى أن القضية الرئيسية الآن أمام معسكرين “معسكر التحول الديمقراطي، وآخر يريد إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل الحادي عشر من أبريل 2019 تاريخ سقوط النظام السابق”.

وأعلن يوسف عن انطلاق المؤتمر الخاص بشرق السودان الأحد المقبل ضمن مؤتمرات المرحلة النهائية للعملية السياسية، مشيرا إلى أن المؤتمر سيشارك فيه عدد كبير من أصحاب المصلحة وسيناقش عددا من أوراق العمل المتعلقة بالحل السياسي لقضية الإقليم والتنمية وإزالة التهميش، ونفى استلامهم لأي دعوة للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وكان المبعوثون الستة قد وصلوا معا في زيارة مشتركة للخرطوم، في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء، وهم: الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي في القرن الأفريقي أنيت ويبر، والمبعوث الفرنسي الخاص للقرن الأفريقي فريديريك كلافيه، ورئيس شعبة القرن الأفريقي في الخارجية الألمانية تورستن هوتر، والمبعوث النرويجي الخاص للسودان وجنوب السودان جون أنطون جونسون، والمبعوث الخاص للمملكة المتحدة للسودان وجنوب السودان روبرت فيرويذر، ونائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق أفريقيا والسودان وجنوب السودان بيتر لورد.

وتستغرق زيارة الوفد عدة أيام يلتقي فيها برئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي” ووزير الخارجية علي الصادق، وقادة القوى السياسية والمجتمع المدني، بما في ذلك الشباب والنساء، بهدف الدفع بالعملية السياسية وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين وحثهم على تقديم التنازلات الضرورية لتحقيق الوفاق والانتقال الديمقراطي في البلاد، تمهيدا لتشكيل حكومة مدنية تقود إلى انفتاح السودان على المجتمع الدولي مرة أخرى، وفق وزير الخارجية المكلف علي الصادق.

ومن المقرر أن يلتقوا أيضا ببعثة يونتامس ومنظمات الأمم المتحدة العاملة في السودان بهدف الوقوف على سير تنفيذ برامج العون الإنساني، التي تدعمها بلدانهم عبر وكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات غير الحكومية.

وتتزامن زيارة المبعوثين الدوليين مع زيارة وزير الخارجية الروسي الذي يصل مساء الأربعاء إلى الخرطوم، ويلتقي غدا الخميس كلا من وزير الخارجية السوداني ورئيس مجلس السيادة ونائبه “حميدتي”.

وتشهد عملية التسوية السياسية بين المدنيين والعسكر لإنهاء أزمة انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 بوساطة رئيس مجلس السيادة السوداني، عددا من التعقيدات أبرزها رفض تحالفات سياسية الانضمام إليها بحجة أنها غير شاملة وتهيمن عليها قوى إعلان الحرية والتغيير، كما شهدت الأيام الماضية انقساما ظاهرا داخل المكون العسكري ما بين متحفظ على عدم شموليتها مثل البرهان، وعضو المجلس الانتقالي شمس الدين الكباشي، فيما يؤيدها على المطلق نائب رئيس مجلس السيادة “حميدتي”.

وتطرح زيارة المبعوثين الدوليين للسودان أسئلة حول نجاح المساعي الدبلوماسية في إحداث اختراق في التعقيدات السياسية، خصوصا مع تزامنها مع زيارة لافروف.

واعتبر أشرف عبدالعزيز، المحلل السياسي السوادني في تصريح لإذاعة محلية، أن زيارة المبعوثين الدوليين الستة إلى السودان لا تنفصل عن الصراع الدولي حول السودان، باعتبار أهمية السودان الجيواستراتيجية في ما يتعلق بالأمن المائي للبحر الأحمر، وكذلك لوجود الروسي الحالي بالقرب من أفريقيا الوسطي ولدعم الاتفاق الإطاري لتحقيق الاستقرار السياسي في السودان.

وأضاف أن الغرب يريد الحد من النفوذ الروسي في المنطقة، لذلك يدعم الاتفاق الإطاري وصولا إلى تحقيق الاستقرار من أجل تحقيق ضمان تمدد نفوذه إلى هذه المنطقة المهمة.

وأشار إلى ارتباط الزيارة بإعلان تشاد محاصرتها بقوات فاغنر من السودان وأفريقيا الوسطى وليبيا، حيث أعقبتها زيارتا البرهان وحميدتي إلى تشاد، مما يشير إلى محاولات جديدة من الولايات المتحدة وفرنسا لإعادة ترتيب الأوضاع في هذه المنطقة.

وأكد أن زيارة وزير الخارجية الروسي تأتي في إطار زيارة تشمل عددا من الدول من بينها مالي وغيرها لترسيخ الوجود الروسي، وأشار إلى العلاقة الوطيدة بين روسيا وقوات الدعم السريع، ونبه إلى صراع غربي – روسي واضح على أفريقيا، مما يؤثر على السودان من ناحية الأمن القومي وربما تكون لها تأثيرات وظلال كبيرة.

وقال الصحافي والمحلل السياسي شوقي عبدالعظيم، في تصريحات لإذاعة محلية، إن زيارة المبعوثين الدوليين الستة إلى السودان تؤكد اتجاه أنظار العالم بأسره إلى السودان، حتى لا ينزلق إلى المجهول أسوة بليبيا والدول الأخرى.

وأوضح أن زيارة المبعوثين الدوليين الستة إلى السودان تهدف إلى دفع العملية السياسية، وتؤكد أهمية السودان في الأجندة الدولية، ومساندة المجتمع الدولي للعملية السياسية بجانب الحفاظ على مصالحها.

وأشار إلى أن زيارة وزير الخارجية الروسي تأتي في إطار البحث عن المصالح، خاصة في ما يتعلق بالأوضاع في تشاد وأفريقيا الوسطى والدول المجاورة للسودان، مع وجود قوات فاغنر وتأثيراتها على الأمن القومي السوداني، داعيا الأطراف السودانية إلى مناقشة الملفات التي تهم مصالح السودان.

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

المشهد السوداني