السودان الان

(البعث والشيوعي).. هل ينجحان في إيقاف مكابح (الإطاري)؟

مصدر الخبر / صحيفة الانتباهة

تقرير: هبة عبيد
بعد مغادرة حزبي الشيوعي والبعث العربي الاشتراكي (الأصل) من تحالف الحرية والتغيير بسبب خلافات حول قضايا مختلفة وانقطاع الاتصال المباشر بينهما، قرر الحزبان معاودة العمل المشترك، وذلك في مساعٍ لتأسيس سلطة مدنية كاملة، والبعض يرى ان الغاية التي تعمل من اجلها جميع الاحزاب والقوى السياسية في مساعيهم لتكوين تحالفات لا تستمر في ظل تغيير الاحداث السياسية وتعيش حالات جديدة من الانقسام او الخلاف، وفي ظل تطور المشهد السياسي في البلاد هل يتمكن الشيوعي والبعث من تحقيق ما فشل فيه الكثيرون؟
وكان المكون العسكري ومكونات المركزي وقوى سياسية اخرى قد انخرطوا في عملية سياسية تمضي صوب نهاياتها بدخولها في مراحلها الحاسمة، وسط رفض العديد من التحالفات والأحزاب على رأسها الكتلة الديمقراطية وآخرون.
تنسيق جديد
وتم اتفاق بين الحزبين الشيوعي والبعث العربي الاشتراكي على التنسيق والعمل المشترك خلال المرحلة الحالية وتنسيق الجهود لإنهاء الانقلاب، وعقد وفد من الحزب الشيوعي السوداني وحزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل) اجتماعاً في دار الأخير اول امس الإثنين، وناقش الاجتماع التطورات السياسية والتحديات التي تواجه السودان التي عمقها انقلاب 25 اكتوبر2021م، وسبل التنسيق المشترك بين الحزبين والقوى الحية المقاومة للانقلاب وجهود شرعنته وخدمة تطلعات الشعب وقضايا النضال الوطني. وقرر الاجتماع مواصلة الحوار واللقاءات بين الجانبين وصولاً لما يخدم الشعب السوداني ووحدة قوى انتفاضته الثورية.
هزيمة السلطة
ويوضح الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي فتحي فضل أن اللقاء جاء بعد انقطاع الاتصال المباشر بين قيادات الحزب الشيوعي والبعث العربي الاشتراكي، وقال: (تم اجتماع لممثلين للحزبين، وتمت مناقشة أولية للعلاقات الثنائية بين الحزبين وامكانية التعامل وليس التحالف في اطار التغيير الجذري لهزيمة السلطة الانقلابية)، وقال فضل في حديثه لـ (الإنتباهة): (حتى الآن لا يمكننا ان نسميه تحالفاً، ولكننا نسعى لتطوير العلاقات النضالية مع حزب البعث، اما في ما يتعلق بدعوة جهات اخرى او قوى سياسية فهذه مسألة خاضعة للنقاش، خاصة انه لاول مرة بعد فترة طويلة يتم لقاء رسمي بين قيادات الحزبين، وهذه خطوة ايجابية يمكن تطويرها لخدمة القوى الحية التي تعمل لانتزاع السلطة في اطار الجبهة العريضة، وهذا الامر مطروح امام حزب البعث لمناقشته).
تحركات سياسية
ويقول المحلل السياسي د. الحاج حمد ملاحظ: (هناك تحركات كثيرة للقوى السياسية المختلفة، فالمعارضون يتجهون بعيداً عن الاطاري الذي اصبح معياراً للتحالفات، وموقف الحزب الشيوعي واضح لفترة طويلة وليست لديه علاقة مع الحرية والتغيير، في نفس الوقت الذي دخل فيه الاتحاد الديمقراطي في التحالف)، وقال في حديثه لـ (الإنتباهة): (واضح ان هناك اتفاقاً في التحرك والتحرك المضاد ضد الاتفاق الاطاري، والاحزاب السودانية ليس لها فعل ينسب اليها ودائماً تتعامل بردود الافعال، وبالتالي لديهم تفكير في ما يسمى الميثاق الثوري للتغيير الجذري، اما البعث فهو مقسم الى اجزاء موجودة في قحت، وهذا الجزء الذي يمثل المعارضة للاطاري، ومنذ خروج الشيوعي من قحت ظل يتحدث عن تغيير جذري، وظلت جذريته هي واجهات لتنظيمات ديمقراطية في الاصل، وتاريخياً تتبع للحزب الشيوعي، واغلب المجموعات تنظيمات تتبع لحزب البعث الاشتراكي، وبالنسبة له هذه هي الكتلة التاريخية التي يعمل بها، وفقد كتلته في النقابات، واصبح هناك تنسيق بينهم ككتلة مستقلة تعمل كنقابة ولكن لكل حزبه).
أسباب الانسحاب
وكان حزب البعث العربي الاشتراكي قد اعلن في ديسمبر الماضي خروجه من تحالف الحرية والتغيير احتجاجاً على استمرار التحالف في ما اعتبره تسوية سياسية بينهم وبين المكون العسكري، ولحق به الحزب الشيوعي الذي اعلن انسحابه من تحالف الحرية والتغيير في نوفمبر من عام 2020، بقوله: (هناك عناصر من الحرية والتغيير تعقد اتفاقيات سرية ومشبوهة داخل وخارج البلاد، وتقود التحالف نحو الانقلاب على الثورة والموافقة على السياسات المخالفة للمواثيق والإعلانات المتفق عليها، وتتآمر على توصيات اللجنة الاقتصادية للحرية والتغيير) وظل البعث يتابع المشهد السياسي، فيما كان الشيوعي قد انخرط في تحالف الحل الجذري الذي تزعمه، ويرتبط الحزبان اللذان اسهما في تشكيل مركزية الحرية والتغيير في اعقاب سقوط نظام الانقاذ بتمترسهما برفض اي حوار يجمعهما مع المكون العسكري وتمسكهما باللاءات الثلاث).
ويرى خبراء سياسيون ان تشكيل تحالف يجمع البعث والشيوعي يأتي بمثابة مزيد من الضغط على أطراف العملية السياسية، خاصة بما يمتلكان من تأثير واسع في القوى الشبابية التي تقود التظاهرات.

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة الانتباهة