السودان الان

غادر أمس إلى جوبا الكباشي.. هل يطوي خلافات (سلفا) و (مشار)؟

مصدر الخبر / صحيفة الانتباهة

تقرير: عماد النظيف

عادت التوترات من جديد بين أطراف السلام بجنوب السودان، بعد وصول الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار إلى طريق مسدود، بعد قرارات الرئيس خلال الايام الماضية باعفاء وزراء في الحكومة وقيادات كبار في الجيش.
واستشعرت الخرطوم الخطر القادم لجوبا ازاء هذه التطورات، فاسرعت بإرسال عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي إلى جوبا في زيارة رسمية في محاولة لتهدئة الأوضاع، وسيبذل السودان قصارى جهده لتحقيق الاستقرار في دولة جنوب السودان خوفاً من الآثار الكارثية لاندلاع القتال على الاقتصاد السوداني وعلى امن واستقرار الوطن.
تحقيق الاستقرار
وتوجه عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي أمس إلى جوبا في زيارة رسمية لدولة جنوب السودان يرافقه خلالها وزير الدفاع الفريق الركن ياسين ابراهيم ياسين ووزير الخارجية المكلف السفير على الصادق. وكان في وداعه بمطار الخرطوم الأمين العام لمجلس السيادة الانتقالي الفريق الركن محمد الغالي على يوسف.
وتأتي الزيارة في إطار الجهود المتواصلة للسودان لتحقيق الاستقرار في دولة جنوب السودان ومعالجة تحديات تنفيذ اتفاقية السلام المنشطة بين الأطراف الجنوبية، بصفته رئيساً للدورة الحالية لمنظمة دول (إيقاد) وراعياً للاتفاقية.
ويشير الخبير الاستراتيجي الفاتح محجوب إلى ان الوضع السياسي في دولة جنوب السودان منذ استقلالها عن السودان يفتقر للاستقرار، لأن دولة جنوب السودان تفتقر كثيراً لمكونات الدولة، فهي لا تحتوي على شعب واحد بل بها مجموعة من الشعوب الافريقية التي تمتلك لغتها الخاصة ودياناتها الوثنية الخاصة بها، ولدى كل شعب او قبيلة قادتها الخاصون بها، وفي ظل انقسام النخبة السياسية وفق المكونات القبلية وتراجع الأفكار الاشتراكية التي دعا لها مؤسس الدولة د. جون قرنق، لم يبق امام القادة السياسيين الجنوبيين غير القبيلة كرافعة سياسية يتم استخدامها في الصراع على الحكم.
وقال محجوب: (يوجد صراع مستمر بين سلفا كير ورياك مشار او بين الدينكا والنوير، مع وجود قادة آخرين يمثلون الشلك والقبائل الاستوائية اضافة لممثلي الانواك، وهذا يعني أن اي اتفاق تسوية يتم بين سلفا كير ورياك مشار قابل للانفجار بمجرد حدوث احتكاك قبلي بين رجلين من الدينكا والنوير، والمسرح مهيأ لاستئناف القتال ان توفي سلفا كير او تم الاتفاق على ان يخلفه شخص آخر او ان اراد سلفا كير تمديد مدة حكمه كما هو متوقع).
لكن الحكومة السودانية ستبذل قصارى جهدها لتحقيق الاستقرار في دولة جنوب السودان خوفاً من الآثار الكارثية لاندلاع القتال على الاقتصاد السوداني وعلي امن واستقرار الوطن، وزيارة الفريق أول الكباشي تأتي في اطار محاولة الحفاظ على الاتفاق الذي تم تحت رعاية سودانية.
فلاش باك
وفي الرابع من أغسطس الماضي أعلنت حكومة جوبا عن اتفاق الأطراف على تمديد فترة الانتقال لعامين إضافيين، بعد اتفاق بين الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه رياك مشار على تجاوز الخلافات حول موعد الانتخابات، واتفقت أطراف جنوب السودان على خريطة طريق مدتها (24) شهراً لمواصلة تنفيذ بنود اتفاقية السلام المنشطة التي جرى التوقيع عليها في 12 سبتمبر 2018م، بعد سنوات من قتال عنيف أودى بحياة آلاف الأشخاص، ويحسب تمديد الفترة الانتقالية لعامين اعتباراً من 22 فبراير 2023م، ويتوقع خلال هذه الفترة أن تعمل الأطراف على تخريج القوات المشتركة وإعداد قانون للانتخابات وصياغة الدستور.
انهيار الاتفاق
ويقول المحلل السياسي محيي الدين محمد: (واضح ان طرفي معادلة الحكم في جنوب السودان لم يتجاوزا بعد نقاط الخلاف في اتفاق السلام المنشط، وحدوث تباين في المواقف حول بعض القضايا يثير القلق والخوف من انهيار الاتفاق، لذا تعمل الخرطوم على تلافي اي شيء يمكن أن يقود لعودة العنف والصراع المسلح في البلاد).
ويرى محيي الدين أن زيارة الفريق كباشي تهدف لحل الخلاف بين سفا كير ورياك مشار حتى لا يستفحل، خاصة أن الطرفين قد اتفقا على تمديد الفترة الانتقالية لعامين اضافيين لاستكمال استيعاب الجيوش في جيش واحد والترتيب لانتخابات في البلاد. وتولى الفريق كباشي ملف سلام جوبا جعله مسؤولاً عن دعم استقرار الجنوب واستكمال بنود اتفاق السلام. ومعروف ارتباط استقرار الجنوب وأثره في الأوضاع في السودان بسبب وجود قضايا عالقة مثل الحدود وابيي ومسار التعاون الاقتصادي في ملف النفط وتجارة الحدود. لذا فإن الزيارة مهمة، ويتوقع لها أن تعود بالفائدة على كل من السودان وجنوب السودان.
وحول إمكانية الخرطوم استخدام الادوات اللازمة والكافية لتحقيق الاستقرار في الجنوب، يعتقد محيي الدين أن الأوضاع متشابهة وكل طرف يملك رصيد ثقة وعلاقات مع الأطراف المتنازعة اذا كانت في الخرطوم او جوبا، وهذه العلاقات مقرونة بادراك الأطراف المختلفة خطورة عدم الاتفاق او الإخلال بقواعد اللعبة السياسية، مما يدفع بهم لقبول الوساطة وتقديم ما يلزم من تنازلات تسهم في معالجة الأزمة.

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة الانتباهة

تعليق

  • الله يرحم السودان القديم كله هم احسن مننا بي كتير في حكومة عندهم الكوكارا في اتفاقية اديس 73 الاستوائيين زيينا دارفور زادت الطين بلة و في بيتك ما آمن يا الساطور و السطو