السودان الان

شكلت جبهة وطنية عريضة لمناهضة الإطاري نداء أهل السودان.. خيارات المواجهة

مصدر الخبر / صحيفة الانتباهة

تقرير: محمد عبد الحميد

وصلت الأزمة السياسية بالبلاد مرحلةً خانقة وطريقاً مسدوداً، بسبب تعنت السياسيين والعسكريين في المضي قدماً تجاه تشكيل توافق سياسي شامل يخرج السودان من أزمته المتجذرة، ويفتح آفاق الحلول لاستعادة التحول الديمقراطي المدني المزعوم.
وهذا التعنت الواضح في عدم القبول بعملية سياسية متوافق عليها ظهر جلياً بإعلان اللجنة العليا لمبادرة نداء أهل السودان الداعية لتشكيل جبهة وطنية عريضة لمناهضة الاتفاق الإطاري وتحرير البلاد من قبضة المستعمر بصورته وشكله الجديد.
فمن غير المقبول ــ حسب مراقبين ــ اختزال الخلافات حول الاتفاق الإطاري الذي تأجل التوقيع النهائي عليه من أمس السبت الذي وافق الأول من أبريل الموعد المضروب، في الجداول الزمنية لدمج قوات الدعم السريع في الجيش. فأين تسير البلاد؟ وماذا ينتظرنا في مقبل الأيام؟
(1)
واعتمد اجتماع اللجنة العليا لنداء أهل السودان الطارئ حسبما قال القيادي د. محمد علي الجزولي مساء الجمعة، اعتمد تكوين جبهة وطنية عريضة لمناهضة الاتفاق الإطاري، بعد أن وصلت البلاد مرحلة الاستعمار الجديد.
في وقت دعا فيه القيادي بكتلة نداء أهل السودان بحر إدريس أبو قردة جميع القوى السياسية للانضمام الى الجبهة من أجل تحرير السودان، مطالباً عضوية النداء بالاستعداد لإسقاط الاتفاق، مستنكراً التحول المدني في ظل وجود جيشين، بجانب موقف فولكر بتحديد مدة دمج القوات بخمس سنوات التي قال القيادي إنها تمرير لأجندة الإطاري.
وتتسارع الأحداث، حيث أعلنت الإدارة الأهلية بولاية الخرطوم عن تنفيذها إغلاقاً شاملاً لمداخل ومخارج الولاية اعتباراً من يوم الأربعاء المقبل، تعبيراً عن رفضها القاطع الاتفاق الإطاري السياسي، ووقوفاً في وجه ما سمتها دعاوى تفكيك القوات المسلحة، فيما نفذ مجلس البجا بزعامة الناظر ترك تهديده بتتريس الشرق وقفل الطرق أمس.
(2)
وفي المقابل قلل أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د. عبد الرحمن أبو خريس من أهمية تتريس الخرطوم قائلاً: (إن الدعوة القبلية للتتريس بالخرطوم غير مرحب بها حتى من أهلها الأصليين)، معللاً ذلك بارتفاع نسبة التعليم والتدين وتشابك المصالح الدنيوية، وكذلك لعدم تمركز الأهالي الأصليين في منطقه واحدة بمعنى أن معظمهم قد باعوا منازلهم، مما يعني عدم وجود كثافة سكانية يكون لها تأثير ولديها الرغبة في الاستماع لقياداتها القبلية.
وتابع قائلاً: (بالإضافة إلى أن الأهالي نظرتهم لقياداتهم نظرة اجتماعية بالأساس وليست سياسية، فالتتريس موضوع سياسي والأهالي في الخرطوم لا تحركهم القبائل وإنما الأحزاب والتنظيمات، وعلاقاتهم السياسية أقوى وأمضى تأثيراً، فأهالي الخرطوم كل قضاياهم تتم معالجتها بالتوفيق والطرق السلمية).
ومن وجهة نظره يرى المتحدث الرسمي باسم نداء أهل السودان هشام الشواني أن العملية السياسية الجارية عملية فاشلة حتى ولو أصر القائمون عليها على غير ذلك، لافتاً إلى أن إلغاء مواقيت كانت قد أعلنت من قبل بكل ثقة وعجرفة، يعكس تخبطاً كبيراً تقوم عليه العملية السياسية.
ويضيف في مقال له قائلاً: (هو ليس تخبطاً عرضياً مؤقتاً، بل هو نتيجة حتمية للأسس الخاطئة التي تقوم عليها هذه العملية السياسية، والمؤسف في كل ذلك أن هذه العملية السياسية بكل عيوبها تتم برعاية أجنبية مشبوهة من عدة سفارات ومن البعثة الأممية)، مجدداً رفضهم ما وصفه بالعبث ودعوتهم الصادقة للتحلي بالحكمة ومعالجة قضايا البلاد بشكل أكثر عمقاً وشمولاً وحكمةً.
(3)
وفي غضون ذلك يشير الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عمار عوض ــ أثناء مداخلة له بقروب (الجمهورية الرابعة) في تطبيق التراسل الفوري واتساب ــ إلى أن اختزال القضايا المختلف عليها والمانعة لتوقيع الاتفاق السياسي في الجداول الزمنية لفترة الدمج للدعم السريع في الجيش شيء محير، لافتاً إلى وجود قضايا وصفها بالأصعب ولم يتم حسمها حتى اللحظة، مثل شكل السلطة السيادية وهل هي مجلس سيادي متعدد؟ أم هي شخص واحد يمثل السلطة السيادية الذي سيكون مدنياً؟ وأضاف قائلاً: (اضف لذلك عدة تساؤلات، من ضمنها المجلس التشريعي الانتقالي ممن يتكون وكيف؟ وجهاز الأمن الداخلي كيف يتم تكوينه؟ والأطراف التي ستوقع على الاتفاق النهائي وآلية اتخاذ القرار داخل المجلس هل هي بالأغلبية أم بالإجماع أم بثلثي الأعضاء؟) وأكمل قائلاً: (لا أدري لماذا يتم تصوير أزمة تأجيل التوقيع على أنها خلاف حول الدمج وسنواته، وهي قضية فنية يمكن حلها وتجاهل القضايا السياسية الرئيسة؟).
وأضاف عوض قائلاً: (علينا ألا ندفن رؤوسنا في رمال القضايا الفنية وأن نخرج رؤوسنا لنرى القضايا السياسية، وأخشى أن تتم (كروتتنا) نحن الصحافيين وعامة السودانيين مرة أخرى بصرف أنظارنا عن قضايا تمثل عصب استقرار واستدامة الحل السياسي والانتقال الديمقراطي).

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة الانتباهة

تعليق

  • ليس كافيا مناهضة الاطاري فهو ساقط حتما المطلوب تكوين حكومة ببرنامج ولا ينفع الا بيان بالعمل