*تحالف أحزاب وقوى مؤتمر البجا: نرفض إغلاق الشرق ونعلن دعمنا للعملية السياسية
*قحت بكسلا: الإغلاق لم يجد الإستجابة الواسعة عدا بعض المجموعات المحرضة
*الأمين داؤود: يمكن أن يستمر الإغلاق حال لم تكن هناك إستجابة من المركز
*الساعوري: الإغلاق مناورة سياسية لكنه أكد عدم وجود سلطة قادرة على أن تفرض هيبتها
الجريدة ـ عثمان الطاهر
نوقشت خلال الفترة الماضية ضمن القضايا الخلافية بالاتفاق الإطاري قضية شرق السودان التي استفحلت وتفاقمت كثيرا على خلفية تمسك الأطراف الموقعة والرافضة لمسار الشرق بموقفها لاكثر من ثلاثة أعوام خلت، ويبدو أن الإقليم الشرق على موعد مرتقب بتكرار سيناريو الإغلاق مجددا تحت ذريعة رفض العملية السياسية الجارية الآن رغم المساعي الجارية لتدارك الخطوة منذ الكشف عن هوية الاتفاق الإطاري حيث أعلن طالبت عدد من القوى السياسية حينها بإرسال وفد من أجل مقابلة الأطراف الفاعلة وحثها على عدم اللجوء للإغلاق المبكر ،فيما تزامنت محاولات الإغلاق من قبل مجلس نظارات البجا بقيادة محمد سيد الأمين ترك وبعض قادة الكتلة الديموقراطية مع الموعد الذي كان مقرر له أمس من أجل التوقيع النهائي للعملية السياسية التي تقودها قوى سياسية وعسكرية بهدف إنهاء الأزمة الحالية، بينما يتخوف الكثير من المراقبين أن تتفاقم الأوضاع مع تباعد الهوة ما بين المواطنين والسلطة الحالية وتمدد حالة السيولة الأمنية بالبلاد.
رفض قاطع
وأعلن تحالف أحزاب وقوى مؤتمر البجا عن رفضه القاطع للمزاعم التي تتحدث عن إغلاق الشرق تحت ذريعة مصلحة انسانه خاصة وأن التجربة قد أوضحت زيف الشعارات، واعتبر أن مسببات الصراع في أصلها خوض صراعات بالوكالة وإنابة عن الغير، وشدد على ضرورة الدعم الجاد للعملية السياسية الجارية الآن، وأكد التحالف سعيه للوصول مع القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري لصيغة توافقيه باسرع ما يمكن، وقال التحالف في بيان تحصلت عليه (الجريدة):”تتواتر الأنباء عن عزم مجموعات ما تزال تعمل على خدمة وأهداف غيرها في نيتها إغلاق الطريق القومي لتحقيق مصالح تحالفات سياسية، ظلت طوال الأعوام السابقة تخدم أهدافها بعيدا كل البعد عن أهداف شرق السودان، بل ظلت من اشد المتمترسين حول عدم إيجاد حلول تخرج الشرق من ازمته التي جاءت في اصلها بفعلهم في اتفاقية جوبا”،وقطع أن ما يجري حالياً عملية سياسية يمكن أن تفضي إلى واقع جديد بمشاركة جميع أصحاب المصلحة في التغيير دون الركون إلى إرضاء أطراف بعينها، وجدد دعمه التام للانتقال المدني الديمقراطي وتحقيق أهداف الثورة وفق كل الآليات المتاحة.
الشروع بالإغلاق
ومن جانبه أكد القيادي بالكتلة الديموقراطية وبمسار الشرق الأمين داؤود البدء في الإغلاق لإقليم شرق السودان من قبل مدخل مطار ولاية كسلا وصولا إلى مدينتي جبيت وسنكات، وجدد رفضهم للعملية السياسية الجارية الآن، وأشار داؤود في حديثه لـ(الجريدة) إلى أنه إذا لم تكن هنالك إستجابة سريعة من المركز سيستمر الإغلاق مجددا خلال الفترة المقبلة، وهدد بأن يكون الإغلاق أكبر وأشمل بسبب أن هناك وسائل آخرى كالإضراب والعصيان المدني، وكشف عن وجود اجتماعات ستلتئم بين ولايات الشرق الثلاثة بهدف التشاور والتداول حول تحديد الموقف النهائي للإغلاق .
استجابة ضعيفة
فيما أعلن القيادي بالحرية والتغيير بولاية كسلا عبد العظيم عبد الكريم رفضهم لإغلاق عملية الشرق مرة آخرى بسبب أن ما سيحدث يدخل في إطار التعدي على الأمن القومي، ووصفه بأنه نوع جديد من الإبتزاز تستخدمه المجموعات التي تقوم بالإغلاق، وتخوف من إستغلال قضية الشرق بشكل أو باخر لتحقيق أجندة سياسية لشخصيات بعينها،وأشار عبد الكريم في حديثه لـ(الجريدة) إلى أن الإستجابة عموما للإغلاق بدأت ضعيفة نوعا ما عدا أصحاب المركبات العامة والبصات السفرية الذين رفضوا المغامرة بأرواح الناس لاسيما في شهر رمضان الكريم، وأكد أن خطوتهم جاءات للحفاظ على سلامة المواطنين، ودلل على ذلك بأن نقابة المواصلات قد أضطرت لإصدار بيان أعلنت فيه امتناعها عن الإغلاق، لافتا إلى أن مجموعات محدودة ومحرضة قامت بحرق الإطارات عند مدخل البطانة، وعن إمكانية إستخدام العملية السياسية ممثلة في الاتفاق الإطاري ككرت ضغط من أجل الشروع بالإغلاق يؤكد عبد الكريم أن ذلك أمر وارد لكنه عاد وذكر أن الإستجابة ستكون له ضعيفة وليست كما كانت بالسابق حينما هرول البعض لنصب المتاريس ووضع الإطارات المحترقة على الطريق القومي،وحول إمكانية الحسم عبر سلاح القانون يرى أن البلاد في وضع هش ولا يمكن فرض القوة في ظل عدم وجود حكومة ودولة يمكن الإحتكام إليها، وقطع أن تأجيل عملية التوقيع النهائي سيكون لها جانب إيجابي.
دعوة الإغلاق
وبالمقابل لم يذهب بعيدا عن ذلك القيادي بحركة بلدنا جعفر خضر حيث استبعد أن تكون هناك إستجابة للإغلاق والتفاعل معه كما كان يحدث بالسابق، ودلل على ذلك بأن الإغلاق في منطقة العقبة المؤثرة المفضية إلى ميناء بورتسودان فقط، ولكن لم تنخرط في الإغلاق نقاط أخرى في ولايتي كسلا والقضارف اللتان شملتها دعوة الإغلاق من منسوبي النظام البائد، وأكد خضر في حديثه لـ(الجريدة) أن عدد قليل يستطيع الإغلاق في ظل تراخي من وصفهم بالانقلابيين و تآمرهم، وقطع أن قرار الإغلاق قد وجد إستنكارا كبيرا من مجموعات البجا نفسها بسبب الإضرار الجسيمة التي لحقت بهم في الإغلاق السابق، وتابع:” لذلك من المتوقع عدم نجاح أي إغلاق طويل الأمد” .
إنذار للقوى الموقعة
ومن جهته يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب:”إن إغلاق شرق السودان سيكون لمدة يوم واحد وهو مجرد إنذار من أهل الشرق لاطراف العملية السياسية الجارية الآن بأن تجاهل قضية شرق السودان قد يتسبب بالإطاحة باي حكومة جديدة ولذلك يجب التوافق مع أهل الشرق حول كيفية حل قضاياهم، وشدد محجوب في حديثه لـ(الجريدة) أن يكون ذلك قبل تكوين الحكومة الانتقالية الجديدة خاصة وأن التوافق هذه المرة جاء بين أهل الشرق حول إغلاق شرق السودان بمثابة جرس إنذار لجميع القوى السياسية السودانية والرباعية الدولية والثلاثية الدولية بأن نجاح أي حكومة انتقالية مرهون بحل أزمة شرق السودان.
مناورة سياسية
وعلى صعيد متصل يرى المحلل السياسي حسن الساعوري أن الإغلاق الذي جرى لايخرج عن كونه مناورة سياسية من الأطراف الغاضبة التي اغلقت الطريق القومي، وأكد أن ظاهرة إغلاق الطرق بصورة عامة وظاهرة إغلاق الميناء والطريق القومي بصورة خاصة تكررت كثيرا، وأعتبر الساعوري في حديثه ل(الجريدة) أن ذلك يؤكد عدم قدرة الحكومة على فرض سيطرتها وهيبتها داخل حدودها،وقطع بأنه لايمكن لأي حزب سياسي أو جهة أن تشرع بإغلاق الطريق القومي،وذكر أن من أهم شروط أي حكومة هو فرض هيبيتها بشكل كامل، وجزم بأن السلطة الحالية ليست مؤهلة لإدارة البلاد والدولة بشكلها الحالي، ولم يستبعد الساعوري أن تنزلق البلاد إلى مدارج الفوضي بسبب تنامي وتزايد ظاهرة الإغلاق في ظل عدم مقدرة الحكومة على فرض هيبتها،في حين توقع أن يكون هنالك إغلاق شامل ربما أسبوع أو يزيد حال مضى الوضع بهذه الصورة، وأكد أنه ضعف من الحكومة فقط مما يعني أنها غير مرغوبة لدى الشعب.
الجريدة
المصدر من هنا
دامت ايامك سعيده يا استاذنا التشكيلي عمر دفع الله،
تحياتنا لود ابوه
وعمالقة الشعر
(ازهري محمد علي، وهاشم صديق)،
و لإبنهم شاعر نفس الزول القاتل ولدك، شال الفاتحة لروحو وقلدك،
وللجميع،
هذه اسهل وسيله للتواصل،