ريان الظاهر : “الثورة” لعبت دوراً كبيرًا في إظهارنا للعالم من جديد وجعلت الشعوب تريد أن تتعرَّف علينا أكثر
أنا مؤمنة بأقداري وكنت أعلم أن هذا سيحدث ذات يوم
قناة العربية تجربة حقيقية حفزتني وترجمت قدراتي
لا أفكر بالزواج وهناك عروض كثيرة
السودان كان مرهوناً في حيز ضيِّق أخرنا كثيراً وصنع صورة نمطية ضعيفة
الشهرة يمكن أن تحدثها فراغات دون أثر وكم من شخصيات مشهورة دون وعاء
علمتني نفسي ألا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمة
الشعب السوداني لطيف.. وحب وتربية الحيوانات من ضمن اهتماماتي
لو لم أكن إعلامية حتماً كنت سأكون (أستاذة) مربية
كانت ومازالت مسار حديث الناس نسبة للتقدم الكبير والتطور الهائل في مسيرتها المهنية. خطفت الأنظار ونالت كثيرًا من الإشادات نتاج ما قدمته من قضايا ومواضيع اجتماعية تخص السودان وشعبه. عبر قناة العربية تصدرت هذه المواضيع التي قدمتها (الترند العربي والإقليمي) وبات بصدى ذلك السودان محطاً للأنظار لجمهور كان لا يعرف عنا الكثير سواء الشأن السياسي، القائم على مجريات ما يحدث بالبلاد من صراعات وتدخلات.
قدمت قوالب منوعات محفزة وطرحاً شمل الأدب والثقافة والسياحة الشعبية وغيرها من أشكال المواضيع الأخرى. حاورنها في عدة جوانب تتابعونها عبر مضابط هذا اللقاء.
حوار: علي أبوعركي
لكل مشوار تفاصيل، بماذا تلخصين تجربة ما قبل العربية؟
مشواري حافل بالمحطات والتجارب وجميعها كانت إضافة أسهمت في تشكيل ملامح شخصيتي الإعلامية وأنا مواصلة في دعم تجربتي ونفسي بكل ما يصنع لي الفرق ويعزز من رسالتي الإعلامية.
لكل تجربة نتائج بماذا تصفين التجربة الحالية؟
التجربة الحالية سؤال فضفاض…لكن أن كنت تقصد تجربتي بقناة العربية فهي تجربة حقيقية قائمة ومستوعبة لفكرتي أبذل مجهوداً، أفكر أتابع اقترح وأنفذ. هي تجربة تترجم كما ذكرت لك فكرتي عززت قدراتي وزوايا (شوفي) وداعمة لإيماني بحرية المحتوى والتفكير خارج الصندوق كل ذلك مدعوم بالأدوات والمناخ الملائم للإبداع والشعور المعنوي بالتحفيز فأنت ترى ثمرة مجهوداتك كردود أفعال تشكل خارطة طريق لك وتتبنى توجهاتك.
هل سبق وأن طرحت عليك عروض سابقة؟
العروض تأتي باستمرار لكنها دائماً ما تجد الرفض من طرفي. ليس تعالياً ولكن أحسب نفسي أنني أسير وفق خطة بملامح واضحة و قراءة لمستقبل أشيائي.
كل ما يحدث الآن هل تنبأت به من قبل ؟
أنا مؤمنة بأقداري وفرصي هي ليس تنبؤات، بل مجهود ونتائج كنت أدري أن هذا سيحدث وأعلم ماسيحدث لاحقاً طالما أننا نتطور نجتهد نفكر نخطط حتماً نجد الأفضل فأفكارنا تشكل واقعنا وترسم ملامح مستقبلنا و التوفيق من عند الله.
وهل هناك دواع أخرى صنعت استقرارك؟
وجدت حفاوة وترحاباً ودعماً كبيراً من قبل زملائي طوقوني بأكليل من المحبة وهذا ماعزز من ثقتي أكثر فأكثر وأضاء لي الطريق.
ما تقييم إدارة البرامج للمحتوى السوداني؟
موادنا تحقق انتشاراً عالياً جداً وردود أفعال مذهلة نحن نمتلك جمهوراً قوياً ووفياً تستطيع أن تدرك ذلك من نسب المشاهدة.
طالما أن موادنا الإعلامية تحقق انتشاراً كبيراً لماذا تأخرنا في الظهور؟
في اعتقادي أن السودان كان مرهوناً في حيز ضيِّق هذا الحيز أخرنا كثيراً وصنع صورة نمطية ضعيفة ..لكن للثورة السودانية دور كبير في إظهارنا للعالم من جديد ووضع السودان على الساحة بشكل مختلف ..جعلت الشعوب تريد أن تتعرَّف على السودان ثقافياً وفنياً واجتماعياً وسياحياً وعلى قضايانا ومنوعاتنا وإبداع إنسان السودان.
البعض يرى أنك قد تغيِّرت عن مألوفك وأنك وقعت ضحية لأضواء الشهرة؟
ما أود أن أشير إليه قبل الرد على السؤال هناك فرق بين الشهرة والنجومية. الشهرة يمكن أن تحدثها فراغات دون أثر وكم من شخصيات مشهورة دون وعاء وكم منهم وجدوا الشهرة وهم على أرض الواقع غير موجودين.. ولكن النجومية تكون بالتأثير الإيجابي على مجتمعاتك والمساهمة في وعيه وتناول قضاياه وهمومه ..لم أستيقظ من النوم ووجدت نفسي مشهورة لم أصل للناس صدفة أو (تريند)…هذا الذيوع كان تدريجياً وهذه الشهرة كانت طبيعية بالنسبة لي.
رغم التبرير ولكن لم تجبي على المحور بشكل واضح ؟
أنا لم أتغيَّر وازداد اتصالي بالجماهير أكثر، ولكن اختصرت بعض البرامج الخاصة لكثرة المسؤوليات بات الوقت ضيِّقاً ومطالبة بإنجاز الكثير فأنا أعمل بأكثر من قناة وكذلك لديَّ التزامات مع كبرى الشركات مع حرصي الشديد على التواصل مع المتابعين الأحباب غير ذلك مسؤولياتي الخاصة كل هذه الظروف ويجب على الآخرين أن يجدوا لنا الأعذار وما أود أن أشير إليه إنكم جميعاً بخاطري في موضع المحبة والتقدير.
كثرة المسؤوليات العامة ألا تعتقدين أن حياتك الشخصية قامت بدفع ضريبته؟
ليس بالشكل الملحوظ فأنا أحب ذلك أعشق عملي وأصنع في مستقبلي وأنا قادرة على التوازن بينهم.
هل كل العروض عمل؟ أين العروض الخاصة (كالزواج) ؟
هناك عروض كثيرة، ولكني الآن لا أفكر في هذا. ينصب كل تفكيري في عملي وتطوير ذاتي وصناعة فرصي، لكن هذا لا يمنع أن أعطي الموضوع مساحة تفكير قادمة بعدما أنجز جزءاً من خطتي.
في وقت مضى سمى البعض (ترند كلبك الضائع) حالة من الانصرافية؟
لماذا.. حب وتربية الحيوانات من ضمن اهتماماتي فقدت كلبي وفقدت الأمل بعدها لجأت للمنصات للمساعدة في ذلك وحقيقة وجدت الدعم والمؤازرة واكتشفت أن المجتمع السوداني لطيف وحنين ..ويقاسم المهموم همه كما لايفوتني أن الاعتناء بالحيوانات في الأدب السوداني موجود. هذا ما تربينا عليه. من منا لم يعشق القطة سميرة في كتب المطالعة.
إذن كيف تتعاملين مع النقد الموجه إليك؟
مبدئياً دعنا نتفق. ليس كل المكتوب أو المنطوق نقد. هنا أتحدث عن النقد بشقيه الإيجابي والسلبي.
هناك عبارة من كتاب البدائع والطرائف لجبران خليل جبران تقول:
وعظتني نفسي فعلمتني ألا أطرب لمديح و لا أجزع لمذمة…أعتقد أنها تمثل ردود أفعالي تجاه النقد في معظم الأحايين.
بماذا تفكرين الآن؟
أنا لا أحبذ الحديث عما أفكر ما جعل الكثيرين يصفونني بـ (الغتيتة) ولكن بلاشك أن الأيام حبلى بالكثير.
سؤال خارج الصندوق
في أي مهنة أخرى غير الإعلام تجدين نفسك ؟
أعشق التدريس والدي معلم وأمي معلمة وأحمل بداخلي حباً وتقديساً لمهنة التعليم. كنت حا أكون (معلمة) وهذا ما أجد نفسي فيه بعد مهنة الإعلام.