24- رنا نمر
يرى مسؤولو الأمم المتحدة أن آلاف السودانيين يعبرون الحدود إلى دول تعاني أصلاً من الإجهاد الشديد، بسبب الجفاف والصراعات وانعدام الأمن الغذائي والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وتحت عنوان “جيران السودان لا يملكون ما يقدمونه للنازحين”، كتبت صحيفة “غارديان” البريطانية أن المنظمة الدولية تسابق الزمن لتوفير الإمدادات الغذائية، والمساعدات للاجئين السودانيين الذين يعبرون الحدود السودانية مع تشاد، قبل بداية موسم الأمطار، فيما تكافح دول الجوار بشكل عام لاستيعاب العدد الكبير من اللاجئين السودانيين.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 110 ألف شخص عبروا الحدود حى الآن إلى دول أخرى، بعدما فشلت اتفاقات وقف إطلاق النار في منع الاشتباكات الدامية بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ، والتي أسفرت عن مقتل المئات وأجبرت أكثر من 330 ألفًا على النزوح من ديارهم.
مخاوف جدية
ولكن في منطقة تعاني بشدة من الجوع وتستضيف بالفعل أعداداً كبيرة من اللاجئين مع انخفاض التمويل بشكل كبير، يحذر عمال الإغاثة من مخاوف جدية حول ما ينتظر الوافدين الجدد بمجرد عبورهم الحدود.
ويقول التقرير إن المنظمات الإغاثية تطالب بتوفير كميات من المساعدات للاجئين في تشاد قبل موسم الأمطار الوشيك، وما يسببه عادة من قطع وسائل المواصلات في الأقاليم الحدودية النائية في البلاد التي تستضيف نحو 600 ألف لاجئ من دول الجوار المختلفة.
مصر وتشاد وجنوب السودان
حسب الإحصاءات التي ينقلها التقرير عن المنظمة الدولية لشؤون اللاجئين، فإن أكثر دول الجوار السوداني استقبالاً للاجئين حتى الآن هي مصر، والتي استقبلت أكثر من 40 ألف لاجئ، بينما تحل تشاد وجمهورية جنوب السودان في المركز الثاني معاً، واستقبلت كل دولة نحو 30 ألف لاجئ، ثم إثيوبيا 11 ألفا، وأخيراً جمهورية أفريقيا الوسطى، التي لم تستقبل سوى 6 آلاف نازح من السودان.
وينقل التقرير عن المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ماثيو سولتمارش تحذيره من النقص الموجود حالياً في التمويل المطلوب لدعم اللاجئين السودانيين، مضيفاً أن تقديرات برنامج الغذاء العالمي، تقدر حجم الميزانية المطلوبة بنحو 127 مليون دولار أمريكي لتوفير الإمدادات الكافية للأشهر الستة المقبلة.
وبالنسبة لمصر يوضح التقرير أن هناك أكثر من 288 ألف لاجئ من عدة دول، لكن غالبيتهم قدموا من سوريا، ثم السودان في المركز الثاني، تليها جنوب السودان، مضيفاً أن أغلب النازحين خلال الأسابيع الماضية وصلوا في حال صدمة مما يجري في بلادهم، ومنهم من فقد أقاربه خلال الاشتباكات.
ويختم التقرير بالقول إن انخفاض سعر صرف الجنيه السوداني مقارنة بنظيره المصري، يجعل القدرة الشرائية لما حمله النازحون من الجنوب أقل كثيراً مما توقعوا، وهو الأمر الذي يضيف إلى معاناتهم.
المصدر من هنا