بصمة اخوانية في التحريض على تسليح القبائل لمواجهة الدعم السريع
أرجح التقديرات تذهب إلى أن جماعة الإخوان الداعمة للنظام السابق والتي قضت نحو عامين في الانكفاء والانشغال في العمل الدعوي واستقطاب الأنصار تحت غطاء العمل الخير، هي من يحرك النعرات القبلية والدفع لإخراج النزاع المسلح من نطاقه الحالي
السودان ينفتح على أكثر السيناريوهات دموية مع تحريض على تسليح القبائل
اللعب على ورقة العصبية القبلية والعرقية ورقة الإخوان لضرب الدعم السريع
الجيش قد يلجأ لتشكيل ميليشيات مسلحة لمواجهة الدعم السريع
مطالبة قبيلة البجا الجيش بتسليحها ينذر بانزلاق السودان إلى حرب أهلية واسعة
أي حرب تنخرط فيها القبائل قد تتطاير شظاياها إلى الجوار الإقليمي للسودان
الخرطوم – ينفتح السودان على أكثر السيناريوهات دموية مع دعوات وتحشيد لتسليح القبائل لدعم الجيش في مواجهة قوات الدعم السريع، أو لجوء الجيش لتشكيل ميليشيات مسلحة، ما قد يدفع البلاد التي تئن منذ سنوات تحت وطأة أسوا أزمة سياسية واقتصادية ونزاعات مسلحة إلى حرب أهلية واسعة قد تتطاير شظاياها إلى الجوار الإقليمي مع التمدد والارتباط القبلي جغرافيا ومع العصبية القبلية التي تهيمن على النسيج المجتمعي السوداني.
واختبر السودان في السابق إلى أين يمكن أن تذهب النزاعات القبلية بالبلاد والتي تعود لأسباب عرقية أو مرتبطة بالرعي والزراعة وخلفت مئات القتلى وشردت الملايين.
وفي شرق البلاد على بعد 850 كلم شرق الخرطوم بمدينة بورتسودان، دعت مسيرة، الجيش إلى تزويد المدنيين بالسلاح لدعمه في المعارك الدائرة. وشاركت فيها قبيلة البجا أو البجاة وهو الاسم الذي يطلق على السكان في ما بين ساحل كسلا والبحر الأحمر ونهر النيل (في السودان) وعلى امتداد الشمال مرورا بمنطقة مثلث حلايب وجنوبا ما بين باضع (مصوع حاليا) وجزر دهلك إلى منطقة بركة في داخل الحدود الإرترية وامتدادا إلى الغرب إلى قلع النحل والقلابات والقضارف والبطانة ونهر عطبرة.
وفي المقابل قد تُحرك هذه الدعوات القبائل الموالية لقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي يرتبط بعلاقات قوية مع الكثير من القبائل وقد لعب دورا حساما في تهدئة التوترات والنزاعات القبلية حتى قبل وقت قصير من انفجار الحرب بينه وبين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان.
والمعروف أن القبائل والعشائر في السودان تحركها عصبية الانتماء بقوة ولا من ضمانات لعدم انخراطها في الصراع الدائر بين الجنرالين شأنها في ذلك شأن حركات التمرد المسلحة التي تحركها العصبية العرقية.
وتذهب أرجح التقديرات إلى أن جماعة الإخوان الداعمة للنظام السابق والتي قضت نحو عامين في الانكفاء والانشغال في العمل الدعوي واستقطاب الأنصار تحت غطاء العمل الخير، هي من يشحن العصبية القبلية والدفع لإخراج النزاع المسلح من نطاقه الحالي وخلق حالة من الفوضى وهو ما يسهل استهداف قوات الدعم السريع ويركز القتال ضدها بسبب عمل الأخيرة على تحصين السودان من عودة هؤلاء للحكم.
وتعيد دعوات تسليح القبائل والمدنيين واحتمال شحن حركات التمرد، إلى الأذهان النزاع القبلي في إقليم دارفور وغيره من الأقاليم المجاورة وهو النزاع الذي خلف مئات الآلاف من القتلى وشرد الملايين.
وخرج مئات من أبناء قبيلة البجا النافذة إلى الشوارع دعما للجيش في المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر والتي أصبحت بعد أيام من اندلاع النزاع الملجأ ومركز الإجلاء الرئيسي للسودانيين والأجانب على السواء.
وهتف المتظاهرون “الجيش والشعب واحد”، و”لا للمفاوضات”، في إشارة إلى المحادثات التي تجري في جدة بين ممثلين للطرفين المتصارعين بشأن هدنة جديدة، مطالبين بمدهم بالأسلحة للقتال في صفوف الجيش. وقال محمود البشاري عضو البجا في كلمة خلال المسيرة “نحن (قبائل) البجا مستعدون جميعا للتسلح ولحماية أرضنا وشرفنا”.
ورأى محلل في الشأن السوداني بمعهد ريفت فالي مجدي الجزولي أن “هناك خطرا متزايدا أن يبدأ الناس بتسليح أنفسهم محليا أو ربما يلجأ الجيش إلى تشكيل ميليشيا مضادة لقوات الدعم السريع”، موضحا أن هذا سيكون ناجما عن “استمرار الحرب وقد يصبح سمة من سمات الحياة المحفوفة بالمخاطر”.
وفي تأكيد لتحذيرات أطلقتها قبل يومين من أن هناك اتجاه داخل الجيش وبتحريض من الإخوان وفلول النظام السابق بقصف مدن الخرطوم ومقرات ومواقع قوات الدعم السريع بما في ذلك مواقع احتجاز المئات من عناصر الجيش وانتهاج سياسة الأرض المحروقة، أكدت قوات الدعم اليوم الثلاثاء أن “قيادة القوات الانقلابية وفلول النظام البائد المتطرفة نفذت اليوم هجوما بالطيران على القصر الجمهوري القديم باستخدام صواريخ مما أدى إلى تدميره”.
وتابعت في بيان نشرته على صفحتها بفيسبوك “تود قوات الدعم السريع أن تؤكد للرأي العام المحلي والعالمي، أن هذا الفعل الشنيع لن يمر مرور الكرام دون أن يجد منا الرد المناسب”، مضيفة “استهدف الانقلابيون اليوم عدد من المنشآت المدنية والأحياء السكنية والمصانع والمؤسسات الخاصة مما تسبب في إصابة ومقتل عدد من المدنيين الأبرياء”.
وخلصت إلى القول “نشير إلى أن الانقلابين بلغوا من اليأس والفشل مرحلة جعلتهم يستهدفون المدنيين في حملة اعتقالات على أساس عنصري وقبلي الأمر الذي سيكون له انعكاسات سالبة”.
وأفادت الأمم المتحدة الثلاثاء بأن المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان تسببت حتى الآن بتشريد أكثر من 700 ألف شخص، في وقت فشلت فيه مفاوضات تجري في السعودية منذ ثلاثة أيام في التوصل إلى هدنة جديدة.
ومنذ اندلاع المواجهات في 15 أبريل/نيسان تشهد العاصمة السودانية حالة من الفوضى ناجمة عن المعارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.
وتهز أعمال العنف والقتال العاصمة لليوم الخامس والعشرين على التوالي، حيث أجبرت الغارات الجوية والاشتباكات بالأسلحة المختلفة الملايين على ملازمة منازلهم مع صعوبة الحصول على الموارد من ماء وغذاء ودواء ومال.
وأفاد أحد سكان منطقة شمبات شمال الخرطوم الثلاثاء بوقوع “اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة”، فيما أكد شاهد عيان “استمرار الاشتباكات بمنطقة الصحافة جنوب العاصمة”.
وأسفرت المعارك الدائرة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع عن 750 قتيلا وخمسة آلاف جريح بحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، كما دفعت مئات الآلاف إلى النزوح داخليا أو اللجوء إلى البلدان المجاورة.
وقال المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة بول ديلون الثلاثاء “هناك الآن أكثر من 700 ألف شخص نزحوا داخليا من القتال الذي بدأ في 15 ابريل”، مؤكدا “الثلاثاء الماضي، وصل العدد إلى 340 ألف” نازح. وبحسب ديلون فإنه حتى قبل بدء القتال، كان نحو 3.7 ملايين شخص مسجلين كنازحين داخليا في السودان.
وأبدت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة إلى القرن الأفريقي حنّا تيتيه تخوفا بشأن تأثير الصراع على جنوب السودان “مع احتمال عودة أكثر من 200 ألف لاجئ من جنوب السودان” إلى بلادهم مجددا إذا لم يستقر السودان قريبا، مضيفة أمام مجلس الأمن الثلاثاء “هذا تحدّ لبلد يحتاج ثلثا سكانه بالفعل إلى مساعدات إنسانية”.
وأفادت وزارة الخارجية السودانية الخاضعة لسلطة الجيش الثلاثاء بأن البرهان أجرى اتصالين هاتفيين بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس جزر القمر، رئيس الدورة الحالية في الاتحاد الإفريقي غزالي عثماني وأبدى “انفتاح الحكومة السودانية على أي مبادرة من شأنها المساعدة في التخفيف على الشعب السوداني”.
ويكرر البرهان منذ فترة استعداده للتعاطي بايجابية مع أي مبادرة من شأنها أن تعيد الاستقرار، لكن على الأرض تستمر قواته في استخدام سلاح الجو والمدفعية في قصف مناطق سكنية ومواقع لقوات الدعم السريع.
وقالت الأمم المتحدة إن استمرار الحرب يمكن أن يدفع 2.5 مليون شخص إلى الجوع، ما يعني ارتفاع عدد من يعانون من “انعدام غذائي حاد” إلى 19 مليون شخص في غضون أشهر.
وحذّرت من تفاقم الأزمة الإنسانية بينما تعرضت مرافق تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى لـ”أعمال نهب على نطاق واسع” من بينها برنامج الأغذية العالمي في الخرطوم خلال نهاية الأسبوع، وفق ما قال متحدث باسم الأمم المتحدة الاثنين.
كما تحاول منظمات الإغاثة غير الحكومية التفاوض على ضمان ممرات إنسانية آمنة لإيصال مساعدات إلى الخرطوم ودارفور حيث قُصفت أو نُهبت المستشفيات ومخازن المساعدات الإنسانية.
وتلبية لمبادرة سعودية-أميركية، أرسل القائدان العسكريان ممثلين لهما إلى مدينة جدة السبت لإجراء مباحثات وصفتها واشنطن والرياض بـ”المحادثات الأولية”.
وأفاد دبلوماسي سعودي الاثنين بأنّ “المفاوضات لم تحرز تقدما كبيرا حتى الآن”، مضيفا أنّ “وقفا دائما لإطلاق النار ليس مطروحا على الطاولة. كل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة”.
وقالت خلود خير مؤسّسة مركز “كونفلوانس أدفايزوري” البحثي في الخرطوم أن وجود ممثلي الجانبين في جدة هو “غالبا نوع من التقرب إلى السعوديين والأميركيين، بدلا من استخدام هذه المنصة بشكل موثوق للتوصل إلى اتفاق”.
وأتت محادثات جدة بعد سلسلة غير مثمرة من المبادرات الإقليمية العربية وأخرى إفريقية قامت بها خصوصا دول شرق القارة عبر منظمة إيغاد للتنمية.
والثلاثاء، التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري في جوبا برئيس جنوب السودان سلفا كير غداة زيارته لتشاد ومقابلته الرئيس محمد ادريس ديبي، للتشاور بشأن “دعم جهود وقف إطلاق النار والتعامل مع الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوداني”.
المصدر : ميدل ايست اونلاين
الاسلام هو الحل…عسل ينقط
كذب فارغ لخداع العالم، الجيش لا يحتاج لقبائل.
ميدل ايست اونلاين معروف توجهك العام ضد الاسلام و المسلمين عامة.. و ليس ضد كيزان ققط..
تبا لكم ملاحدة