أفادت تقارير من السودان بتحطم طائرة مقاتلة تابعة للجيش في أم درمان بالقرب من العاصمة الخرطوم.
وليس من الواضح إن كانت الطائرة أسقطت أم لا، لكن مقطع فيديو أظهرها وهي مشتعلة قبل أن تسقط على الأرض.
وتُظهر صور أخرى منفصلة طيارين ينزلان بالمظلة.
وأفاد شهود عيان في مدينة أم درمان بإسقاط مقاتلي الدعم السريع لطائرة حربية كانت محلقة، وقالوا إن عناصر الدعم السريع أصابوا الطائرة بمدفع مضاد للطائرات.
وأكد سكان في مدينة بحري مشاهدتهم للطائرات العسكرية وهي تحلق في أجزاء واسعة من المدينة.
ومن المفترض أن يلتزم الجيش وقوات الدعم السريع بوقف إطلاق النار، الذي رتبته السعودية والولايات المتحدة، لمدة سبعة أيام.
وقد انخفضت حدة القتال، لكن الاشتباكات استمرت في أجزاء من الخرطوم.
لكن الناس في الخرطوم يقولون إن الاشتباكات استمرت في بعض أجزاء المدينة.
وفي الأبيض – عاصمة ولاية شمال كردفان – قال طبيب لبي بي سي إن الطرفين المتحاربين تجاهلا الهدنة وقتل في الاشتباكات خمسة أشخاص.
وكانت عدة مناطق في الخرطوم قد شهدت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد ساعات من الهدوء النسبي.
وقال شهود عيان لبي بي سي إن الجانبين اشتبكا في الخرطوم بالقرب من مباني سك العملة، مشيرين إلى استخدام أسلحة ثقيلة خلال القتال.
وتأتي هذه التطورات بعد يومين فقط من بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وطالبت الوساطة السعودية الأمريكية الطرفين بضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار.
وحث المفوض السامي لحقوق الإنسان ، الجنرالات المتحاربين في السودان على وقف العنف الجنسي الذي يطال المدنيين، وإنقاذ أرواح العالقين منهم وسط القتال الدائر.
ووصف فولكر تورك الصراع بأنه مفجع.
وطالب عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو بوقف ما وصفه بالعنف الأحمق على الفور.
ودعت السعودية والولايات المتحدة، اللتان اشتركتا في رعاية وقف إطلاق النار الأخير في السودان، الأطراف المتحاربة إلى وقف خرق الهدنة.
وقالتا إن الهدوء الذي استمر أسبوعا يهدف إلى تسهيل توزيع المساعدات الإنسانية على المحتاجين.
وقالت السعودية والولايات المتحدة في وقت متأخر الثلاثاء إنهما تسعيان إلى التحقق من انتهاكات وقف إطلاق النار في السودان، وإن الاستعدادات جارية لعمليات الإغاثة الإنسانية.
وقالتا في بيان مشترك إن الفصائل السودانية المتحاربة لم تلتزم بتعهداتها وإنها تسعى إلى الحصول على ميزة عسكرية في الأيام التي سبقت بدء وقف إطلاق النار الاثنين.
وتعهدت لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الثلاثاء “بإشراك قيادات الفصائل المعنية بشأن ادعاءات انتهاكات وقف إطلاق النار، بينما تسعى اللجنة إلى التحقق من التقارير”.
وتقول الولايات المتحدة إنها تستخدم نظام مراقبة عن بعد لمتابعة الهدنة الحالية في السودان، وحذرت من أن أي شخص يتبين أنه انتهك وقف إطلاق النار سيحاسب.
ويدور القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وهو الذي اندلع مع وضع اللمسات الأخيرة على خطط للانتقال السياسي المدعوم دوليا نحو انتخابات تمهد لحكومة مدنية.
وكان السودان يواجه بالفعل ضغوطا إنسانية شديدة قبل اندلاع الصراع في 15 أبريل/نيسان، ما أجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من ديارهم ويهدد بزعزعة استقرار المنطقة.
وتقول الأمم المتحدة إن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة قفز إلى 25 مليونا، أي أكثر من نصف السكان.
وكانت الولايات المتحدة قد أكدت في وقت سابق أنها قدمت 245 مليون دولار معونات إضافية لمساعدة الأشخاص الفارين من العنف.
اتهامات ونفي
ووقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع السبت الماضي اتفاق هدنة جديدا في مدينة جدة السعودية بوساطة مشتركة بين الرياض وواشنطن.
وينص الاتفاق على هدنة بشأن وقف إطلاق النار لمدة أسبوع تبدأ بعد مرور يومين من التوقيع عليه.
ونصت الاتفاقية على مراقبة الهدنة عبر آلية مشتركة بين طرفي النزاع والوسطاء بالإضافة إلى الصليب الأحمر الدولي.
ووقع الجيش وقوات الدعم السريع على اتفاقيات سابقة مشابهة، لكنهما لم يلتزما بها وسط اتهامات متبادلة بينهما بشأن خرق الهدنة.
وأفاد موقع صحيفة الانتباهة الخاص في 23 مايو/أيار بأن وفدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اللذين وقعا اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر سبعة أيام، غادرا مدينة جدة الساحلية السعودية.
وذكر الموقع أن “وفد السودان المفاوض برئاسة اللواء أبو بكر فقيري غادر مدينة جدة السعودية بعد توقيع وقف إطلاق نار قصير لمدة أسبوع مع قوات الدعم السريع مساء الاثنين”.
وقالت مصادر إن فقيري عاد إلى البلاد، بينما سافر وفد الدعم السريع إلى الإمارات.
وقُتل في المعارك حتى الآن 863 مدنيا على الأقل، وأصيب 3531 شخصا آخر منذ بدء القتال في 15 أبريل/نيسان.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، التي تدير مشاريع في 10 ولايات في السودان، إن العنف اندلع في أجزاء من البلاد بما في ذلك عدة مدن في إقليم غربي دارفور .
وقالت وزارة الصحة السودانية في بيان إن قوات الدعم السريع داهمت واحتلت مستشفى أحمد قاسم في بحري قبل وقف إطلاق النار مباشرة وتمركزت في مستشفى ألبان جديد أيضا، صباح الثلاثاء.
ونفت قوات الدعم السريع شبه العسكرية اتهامات وزارتي الصحة والخارجية السودانية بأنها ما زالت تحتل مستشفيات في العاصمة الخرطوم في انتهاك للاتفاق الذي وقعته الأطراف المتحاربة في السعودية.
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود في منشور على صفحتها على فيسبوك أمس “وزارتا الصحة والخارجية تنشران أكاذيب ومعلومات مضللة. لا توجد دلائل على وجود عسكري في مستشفى أحمد قاسم”.
وعزز اتفاق وقف إطلاق النار الآمال في توقف الحرب التي تسببت في نزوح ما يقرب من 1.1 مليون شخص من ديارهم، بما في ذلك أكثر من 250 ألف شخص فروا إلى الدول المجاورة.
وقال عاطف صلاح الدين، البالغ من العمر 42 عاما، وهو من سكان الخرطوم “أملنا الوحيد هو أن تنجح الهدنة، حتى نتمكن من أن نعود إلى حياتنا الطبيعية، ونشعر بالأمان، ونعود إلى العمل”.
انتهاكات
واشتكى نشطاء، منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل/نيسان من القصف العشوائي والضربات الجوية على المناطق السكنية، وكذلك استخدام المدنيين كدروع بشرية، وعمليات قتل بلا محاكمة، وتعذيب، وعنف جنسي.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن العنف والنهب والتحديات الإدارية واللوجستية أعاقت باستمرار الجهود المبذولة لزيادة أنشطتها.
قال مسؤول كبير في الصليب الأحمر الثلاثاء إن اللاجئين السودانيين يتدفقون على تشاد بسرعة كبيرة بحيث يكون من المستحيل نقلهم جميعا إلى أماكن أكثر أمانا قبل بدء موسم الأمطار في أواخر يونيو/حزيران، في إشارة إلى مخاطر وقوع كارثة.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الأسبوع إن ما بين 60 و 90 ألف شخص فروا إلى تشاد المجاورة.