السودان الان

“الممكن والمستحيل” وزراء خارجية “إيقاد” في جوبا لبحث إحياء عملية السلام بين فرقاء جنوب السودان، فهل تنجح في نزع فتيل الأزمة؟

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم – بهرام عبد المنعم
تبذل الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيقاد)، جهودًا كبيرة لإيجاد علاج جذري لأزمة دولة جنوب السودان، التي شهدت أحداثًا مأساوية طيلة السنوات الماضية.
ولم يفلح الاتفاق، الذي توصلت إليه الهيئة الحكومية مع طرفي الصراع في أغسطس 2015 في نزع فتيل الأزمة، لتنجح أخيرًا بعد جهود حثيثة في وضع جدول للقاء أطراف الصراع، الذي يمثل زعيم المعارضة المسلحة، ريك مشار، إحدى أهم ركائزه.
حسنًا، وصل إلى جوبا، أمس الأول (الجمعة)، وزراء خارجية دول منظمة (إيقاد)، لإجراء مشاورات مع مختلف الأطراف حول إحياء الاتفاق الموقع بين الحكومة والمعارضة المسلحة عام 2015.
وضم الوفد إلى جانب وزيري خارجية السودان وإثيوبيا، نظراءهم؛ الكينية، أمينة محمد، والأوغندي، سام موتيسا، والجيبوتي، محمد علي يوسف، والصومالي، عبد القادر أحمد خير أبدي.
وبدأ الوفد اجتماعاته التشاورية مع الرئيس سلفاكير ميارديت، ثم مع النائب الأول للرئيس، الجنرال تعبان دينق، الذي يقود المعارضة المسلحة.
بالنسبة إلى وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، للصحافيين، فإن وفد مجلس وزراء خارجية (إيقاد)، المنظمة الحكومية للتنمية لدول شرقي أفريقيا، التقى بجميع أطراف المعارضة الموجودة خارج البلاد، وأنهم جميعًا أكدوا التزامهم بعملية السلام.
من جهته، قال وزير الخارجية الإثيوبي، ورقيناه جيبيو، في تصريحات للصحافيين: “نحن اليوم هنا في جوبا للجلوس مع الرئيس سلفاكير وبقية الأطراف السياسية، ونتمنى أن تكون الاجتماعات إيجابية مثمرة بدعم الدول المجاورة في الإقليم.
وبدأ وزيرا خارجية السودان، إبراهيم غندور، ونظيره الإثيوبي، ورقينه جبيو، الأسبوع الماضي، زيارة إلى جنوب أفريقيا، لإيجاد خطوات عملية لإنهاء الإقامة الجبرية لزعيم المعارضة الجنوبية، ريك مشار، في دولة جنوب أفريقيا، وذلك لإفساح المجال أمامه من أجل المشاركة في خارطة الطريق التي أقرتها (إيقاد)، لإحياء اتفاقية السلام الشامل.
وفي أكتوبر 2016، انتقل مشار إلى جنوب أفريقيا، بهدف العلاج، بعد أن أصيب في كمين نصبته الحكومة في جوبا أثناء هروبه منها، عقب انهيار عملية السلام.
وفي اتفاق غير معلن بين دول الإقليم، والمجتمع الدولي، تم وضع الرجل قيد الإقامة الجبرية، كمحاولة للحد من اشتعال الحرب في الدولة الوليدة.
تمثل مساعي وزيري خارجية السودان وإثيوبيا، ولقائهما مع مشار في جنوب أفريقيا، الخطوة التي تضمن نجاح الجدول، لما يمثله رياك مشار من أهمية في الصراع.
وتأتي أهمية إثيوبيا كونها تترأس (إيقاد)، فيما ترتكز أهمية السودان على خلفية العلاقة الحميمة ما بين مشار، وحكومة الخرطوم، ما يزيد من أهمية اللقاء وزيادة فرص النجاح.
وتتبنى منظمة (إيقاد) منذ 2014، مفاوضات متعثرة لإنهاء الصراع بين حكومة جنوب السودان، والمتمردين بقيادة مشار.
و(إيقاد) هي منظمة شبه إقليمية في أفريقيا، تأسست عام 1996، وتتخذ من دولة جيبوتي مقرًا لها، وتضم دول القرن الأفريقي (شرق أفريقيا)، الصومال وجيبوتي وكينيا وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا.
وتعاني دولة الجنوب، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء شعبي في 2011، من حرب أهلية بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، خلّفت نحو 10 آلاف قتيل، وشردت مئات الآلاف من المدنيين، ولم يفلح اتفاق سلام أبرم في أغسطس 2015، في إنهائها.
ووفق الأمم المتحدة، فإن 7.5 مليون شخص في جنوب السودان (من أصل أكثر من 12.5 مليون نسمة) بحاجة إلى مساعدات إنسانية، منهم أكثر من 4.9 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد؛ بسبب النزوح والصراع المسلح والتدهور الاقتصادي.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي