السودان الان

“اندلاع السلام” فجأة تغيرت حمولة الشاحنات في جنوب كردفان.. من نقل الدبابات القتالية إلى نقل وابورات توليد الكهرباء

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم – آدم محمد أحمد
استبدلت تلك (الشاحنات) الضخمة حمولتها التي كانت آليات حرب من دبابات قتالية وسيارات دفع رباعي وقاذفات ومدافع، في مهمة لتأمين المناطق هناك من قبضة التمرد والاعتداء عليها، ولكن ذات الجرارات كانت محملة صباح أمس (الأربعاء)، بأدوات للتنمية والسلام، تمثلت في وابورات للتوليد وأدوات للكهرباء من أعمدة وأسلاك وآليات الضغط، في طريقها إلى عدد من محليات ولاية جنوب كردفان، فالطريق الرابط للولاية بالمركز ظل لسنوات ناقلاً للعتاد الحربي، لكنه تحول الآن إلى العكس، وهو أمر ينبئ باقتراب اندلاع السلام في المنطقة التي عانت كثيرا، وتأكيدات الوالي عيسى تدعم ذلك عندما قال: “وضعنا خطة للسلام ونتوقع أن يعم حسب المعطيات”، وحالة الرقص التي صاحبت تحرك القافلة تدعم هذه الفرضية.
وإن كان الشعار المرفوع للاحتفالية التي نظمت بالساحة الخضراء حول وداع قافلة الشاحنات (وداعاً للظلام)، يعبر عن حالة محددة تتمثل في إنارة المدن والشوارع والقرى المنتشرة في ولاية جنوب كردفان، في إطار ما اعتبرته حكومة الولاية أضخم مشروع للكهرباء تشهده البلاد، إلا أن المعنى الآخر للشعار يحمل مضامين تعبر عن حالة الولاية بصورة عامة، سيما الأمنية والسياسية منها، فالظلام ربما يعني للولاية أيضاً أن تودع الحرب وتعيش في سلام. قال عيسى آدم أبكر، والي الولاية، وهو يخاطب الموكب من داخل الساحة الخضراء: “ظللت أردد دائماً أن السلام في الولاية تحقق والأمن شارف على أن يعم”، وأضاف: “قلت إن السلام إن لم يشهد تنمية وتقديم خدمات، فإنه دون جدوى، لأن المواطن حينها لن يفرح به”.
لأول مرة في تاريخ الولاية أن تشهد بعض المناطق إنارة لمبة إضاءة يهتدي بها التائهون، فبعد توقيع العقد الخاص بين الولاية والشركة المنفذة أمس، تصبح خمس محليات بولاية جنوب كردفان تتطلع إلى أن تنعم بالكهرباء والمياه، المشروع الذي بلغت تكلفته حوالى (96) مليون جنيه، مخطط له أن ينتهي بنهاية العام الجاري. ويقول خالد محمد الحسن مدير شركة سنمار المنفذة: “نقدم العهد بأننا ملتزمون بتواريخ التنفيذ، وقبل أن ينقضي هذا العام لن يهدأ لنا بال حتى تُضاء كل الولاية”، ويؤكد الوالي أن خطة حكومته توصيل الكهرباء هذا العام لكل أنحاء الولاية. ويشير عيسى إلى ذلك باعتباره وضع خطة استراتيجية لتنمية المنطقة. ويقول محمد شريف وزير التخطيط العمراني بالولاية، إن الوالي ظل يردد في جلسات مجلس الوزراء أهمية التخطيط الاستراتيجي في الولاية، وكان مشغولاً بسؤال جوهري: “ما الخطة التي يجب أن تعمل عليها الحكومة في إطار مسعاها لبسط الخدمات؟”.
ذاكرة إنسان الولاية، سيما مناطق الدلنج والدبيبات والحمادي، لا تنسى أن أعمدة الكهرباء تقف من فوق رؤوسهم، ولكنها ترفض أن تمدهم بالتيار الكهربائي، زهاء السنة تقريباً ظل الحال بهذه الطريقة، والسبب بحسب والي الولاية أن كهرباء الشبكة القومية عندما وصلت إلى الولاية لم تجد البنية الأساسية موجودة، خاصة الشبكات داخل المدن، مما خلق مشكلة جاري البحث عن حلها، ويضيف: “الآن بتوقيعنا على العقودات الخاصة بكهرباء المحليات الخمس وباقي المحليات تباعاً، نهدف إلى تجهيز أساس نعتمد عليه عندما تصل الشبكة القومية إلى تلك المناطق”.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي