البرهان يوصد الباب أمام أي وساطات: لن نفاوض أحدا خارج السودان
مواقف البرهان الأخيرة تزيد من تعقيد الأزمة وتقطع كل أمل للسودانيين في إمكانية حدوث انفراجة قريبة.
انفصام عن الواقع
بورتسودان (السودان)- أوصد قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان الباب أمام أي وساطات أو جهود خارجية يمكن أن تساهم في حلحلة الأزمة المندلعة في السودان منذ منتصف أبريل الماضي.
وقال البرهان في خطاب ألقاه أمام ضباط وجنود الفرقة 11 مشاة بمدينة خشم القربة بولاية كسلا شرقي البلاد، إن الحل يكمن داخل السودان وأنه لن يسافر للالتقاء بأي شخص بالخارج وأي لقاء يجب أن يتم داخل الوطن.
وكانت الهيئة الحكومية للتنمية شرق أفريقيا (إيغاد) سعت إلى جمع قائد الجيش بخصمه قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، لكن البرهان عمد إلى التملص من اللقاء وذهب حد تعليق عضوية السودان في الهيئة.
وتحدثت تسريبات عن اجتماعات عقدت مؤخرا، بين مساعد قائد الجيش شمس الدين كباشي والقائد الثاني لقوات الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دقلو في العاصمة البحرينية المنامة، برعاية مصرية وإماراتية وسعودية بغاية التمهيد للعودة إلى منبر جدة، ولما لا تعبيد الطريق للقاء الجنرالين المتحاربين.
لكن المواقف الأخيرة للبرهان قطعت كل أمل للسودانيين في إمكانية حدوث انفراجة قريبة، حيث أن قائد الجيش ومن خلفه فلول النظام السابق مصرين على نسف أي جهود إقليمية أو عربية تبذل من أجل إنهاء الصراع.
عبدالفتاح البرهان: القوات المسلحة وقوات الحركات الموقعة على اتفاق السلام تتقدم بخطى ثابتة لإنهاء هذا التمرد
وقال البرهان إن “أي تفاوض لن يرضي الشعب السوداني وقائم على أسس قوية ومتينة تحفظ للشعب السوداني عزته، لن نقبل به وأنه لا بد من الخروج من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين وإرجاع المنهوبات. فنحن مع التفاوض الذي يحفظ حقوق المواطنين”.
وشدد على أن السودان لن يقبل بأن تفرض عليه حلول من أي جهة خارجية، وجدد التأكيد على أن أي مبادرة من منظمة إيغاد لا تعني السودان باعتبار أنها غير معنية بالشأن السوداني.
وفي خطابه الذي لم يخل من نبرة تصعيد، شن قائد الجيش هجوما عنيفا على قائد الدعم السريع، وقال إنه أصدر تعليمات للجيش ومعه قوات الحركات المسلحة لشن هجوم شامل على الدعم السريع وطردها من أي مكان.
وأشار البرهان إلى أن “القوات المسلحة وقوات الحركات الموقعة على اتفاق السلام تتقدم بخطى ثابتة لإنهاء هذا التمرد وطرده نهائياً من مكان تواجده”.
◙ الخزانة الأميركية تعلن عن فرض عقوبات على ثلاثة كيانات “لدورها في تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان”
◙ الخزانة الأميركية تعلن عن فرض عقوبات على ثلاثة كيانات “لدورها في تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان”
وقال “لن ندافع بعد اليوم، بل سنهاجم وسنتحرك ومعنا قوات الحركات من كل الجهات، من دارفور ومن ولايات الشرق وولايات الوسط وولايات الشمال، مستندين على إرادة وعزيمة الشعب السوداني الذي اصطف حول قواته المسلحة لمواجهة هؤلاء المتمردين”.
ويرى مراقبون، أن تصريحات البرهان إلى جانب كونها تزيد من تعقيد الأزمة، فإنها تعكس أيضا حالة من الانفصام عن الواقع، مشيرين إلى أن الأخير لا يبدو في وارد الجنوح إلى السلام ما لم يترافق ذلك مع ضغط دولي حقيقي.
وأعلنت الخزانة الأميركية في بيان لها الأربعاء، فرض عقوبات على ثلاثة كيانات “لدورها في تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان”.
وقالت الخزانة في بيانها إن هذه العقوبات “تشير إلى التزام الولايات المتحدة المستمر برصد وعزل مصادر تمويل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بصفتهما الطرفين الرئيسيين في الصراع الدائر في البلاد”.
وكانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، مولي في، شددت في وقت سابق على حرص بلادها على إيجاد حل سلمي للصراع في السودان، وقالت خلال مؤتمر صحفي عقدته الثلاثاء، عبر الوسائط الإلكترونية، إن الولايات المتحدة مهتمة للغاية بقضية السودان وتعمل عبر عدة طرق مع شركاء آخرين للتوصل إلى سلام مستدام.
وأضافت المسؤولة الأميركية “الجميع يشعر بالإحباط بسبب الوضع الرهيب في السودان، ومعاناة الشعب السوداني، وسلوك القادة الأمنيين غير المسؤول وتجاهلهم الطائش لحياة المدنيين والبنية التحتية. لذلك، تظل الولايات المتحدة، مثل الشركاء الأفارقة، والشركاء العرب، والشركاء الدوليين الآخرين، مهتمة للغاية وتشارك عبر عدة طرق في محاولاتها لتعزيز وقف إطلاق النار والانتقال إلى الحكم المدني”.
ورحبت المسؤولة الأميركية بأي مجهودات للضغط على طرفي الصراع لوقف إطلاق النار، وقالت في تعليق على زيارة قائد الجيش السوداني للجزائر مؤخرا، “إن معظم دول القارة الأفريقية تعمل على إنهاء الصراع في السودان، ونحن نرحب بكل المساهمات في حملة الضغط هذه”.