السودان الان

“سلفاكير في الخرطوم” قد تأتي زيارة رئيس جنوب السودان المرتقبة إلى الخرطوم في ظروف مختلفة، ولكن الملفات القديمة الجديدة نفسها ستكون بانتظاره، فما هي المعاجلات الجديدة؟

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم – أميرة الجعلي
على الرغم من أن الزيارة المرتقبة لسلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان للسودان بعد غد (الثلاثاء)، التي أُجلت مرات عديدة، تأتي في ظروف مختلفة، إذ تواجه حكومة الجنوب ضغوطا متعددة خاصة من قبل المجتمع الدولي مع تفاقم الأزمة الإنسانية، وأصبح السودان لاعبا أساسيا ضمن منظومة (الإيقاد) لا يمكن تجاوزه في حل قضية جنوب السودان، إلا أن كثيرين يعبرون عن عدم تفاؤلهم بالزيارة المذكورة، ويؤكدون أنها ستكون كسابقاتها ولن تحقق نجاحا يذكر، وذلك لاختلاف أجندة الزيارة وانشغالات كل طرف والتي سنذكرها لاحقا، إضافة لغياب الثقة بين الطرفين.
في السابق، كان المجتمع الدولي يعول على دور يوغندا وإثيوبيا وكينيا، ولكن الآن أصبحت لذات المجتمع الدولي نظرة مغايرة وعينه فقط على السودان في حل أزمة الجنوب، خاصة بعد أن أوفى السودان بالتزاماته تجاهه وتجاه الولايات المتحدة الأمريكية، بعدم التدخل السالب في زيادة تفاقم الأزمة في الجنوب، باعتبارها أحد المسارات الخمسة الأمريكية مع السودان.
وتفيد متابعات (اليوم التالي) أن أهداف زيارة سلفا للسودان أبرزها كسب السودان إلى جانب موقف حكومة الجنوب في عملية السلام ومحاولة إقناع الخرطوم برؤية الحركة الشعبية لحل مشكلة جنوب السودان، التي تتلخص في قيام حوار وطني ومنع عودة قادة المعارضة وعلى رأسهم رياك مشار إلى جوبا والمشاركة في العملية السياسية، الأمر الذي تعارضه الخرطوم، التفاهم مع الرئيس البشير بشأن تطبيق الاتفاقيات خاصة في مجال التعاون النفطي والاقتصاد وفتح الحدود، إضافة إلى قضايا اللاجئين والغوث الإنساني، خاصة بعد فتح السودان لخمسة معابر حدودية لتوصيل الإغاثة الإنسانية، بجانب تطمين السودان أن الجنوب لا يقوم بأي عمل عدائي أو دعم وإيواء المعارضة السودانية، التشاور مع السودان حول سيناريوهات الأمم المتحدة للتعامل مع جنوب السودان، في ما يخص حظر الأسلحة أو العقوبات التي سبق أن عارضها السودان والاتفاق على موقف موحد،
والتوقعات تشير إلى أنه رغم اهتزاز الثقة الدولية في قيادة سلفاكير في حل قضية الجنوب، إلا أن لسلفا خلال هذه الزيارة فرصة تاريخية لاستعادة ثقة البشير لحل مشاكله.
أهم الملفات التي ستضعها الخرطوم على طاولة سلفاكير مواصلة دعم جوبا للحركات المسلحة السودانية، وتشير معلومات الصحيفة إلى أن حركة العدل والمساواة لا تزال داخل منطقة راجا في جنوب السودان، تباطؤ حكومة جنوب السودان في ترسيم الحدود، إضافة إلى تباطؤها أيضا ورفضها حل قضية أبيي، خاصة بعد التهديد الذي قدمه المانحون بتخفيض ميزانية قوات اليونسفا الإثيوبية، وامتعاض الحكومة الإثيوبية بتهديدها في حوار سابق أجرته (اليوم التالي) مع رئيس الأركان الإثيوبي، سامورا يونس، بسحب قواتهم إذا لم يتحرك الجانبان. ومن أهم انشغالات الخرطوم التي ستناقشها أيضا خاصة في ظل تحرك السودان ضمن منظومة الإيقاد لإحياء عملية السلام خاصة وأنه لا يوجد تجاوب كبير من قبل حكومة الجنوب للدخول في مفاوضات جدية لتطبيق اتفاقية السلام، إذ يرى السودان ضرورة استصحاب كافة الفرقاء بمن في ذلك مشار.
في المقابل، ترى حكومة الجنوب بدعم من يوغندا مواصلة الحوار لتوحيد الحركة الشعبية وقيام انتخابات مبكرة، الأمر الذي يراه السودان تعقيدا للأزمة.
كثيرون ينظرون إلى هذه الزيارة باعتبارها الفرصة الأخيرة لترميم العلاقة بين البلدين في ظل ظروف ومتغيرات جديدة أهمها أن سلفاكير يحتاج لدعم السودان السياسي الآن أكثر من أي وقت مضى بعد الانتقادات الدولية لقيادته. وعلى صعيد المعارضة السياسية بالداخل، تأتي زيارة سلفاكير بعد انشقاق الحركة الشعبية وضعف المكون القيادي الذي كان يحظى بدعم الجنوب بقيادة مالك عقار وياسر عرمان، الأمر الذي يتطلب تغيير وجهة الخرطوم ووضع استراتيجية واضحة للتعامل مع ملف الجنوب، عليه الخرطوم ربما تجتهد أثناء الزيارة للضغط على جميع أطراف الصراع في الجنوب لوقف إطلاق النار وتنقية الأجواء للانخراط في إنفاذ اتفاقية السلام، المحاصصة العادلة للسلطة والثروة بين المكونات الجنوبية في جنوب السودان دون عزل لأحد، خاصة في ظل التحذيرات الواردة من جوبا، بأن الاستوائيين ترتفع أصواتهم الآن بدعوى التهميش أيضا.
عموماً يرى مراقبون أن السودان ليس لديه استراتيجية واضحة في كيفية التعامل مع ملف جنوب السودان، باستثناء مشاركة السودان على مستوى وزير خارجيته في جهود الإيقاد في إعادة تنشيط عملية السلام، الأمر الذي يتطلب من مؤسسات الدولة العمل على وضع هذه الاستراتيجية وأن يكون هناك اهتمام أكثر بالدولة الوليدة، وانتقدوا غياب كبار المسؤولين والوزراء من مؤتمر النفط الذي عقد مؤخرا في الجنوب، رغم وصول الدعوة مبكرا من قبل كبار المسؤولين في الجنوب، ويمثل السودان أكبر شريك للجنوب في تجارة النفط، واعتبروه أكبر دليل على عدم الاهتمام، وأشاروا إلى الزيارات المتكررة في الآونة الأخيرة لكثير من كبار المسؤولين الجنوبيين للسودان، مقابل لا زيارة لمسؤولين سودانيين للجنوب حتى على مستوى القيادة، ماعدا زيارة غندور التي لم تكن ثنائية وإنما ضمن منظومة الإيقاد، وأشاروا إلى أنها ربما تكون عوامل كافية لتكون زيارة سلفا للسودان زيارة علاقات عامة، إذا لم تؤجل مرة أخرى.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي