السودان الان

وزير الشؤون الإنسانية .. حصر الاحتياجات

مصدر الخبر / صحيفة آخر لحظة

غادرنا مكتب النائب الأول، برفقة الوزير رياك قاي الذي لم يفارقنا طيلة الرحلة، إلى الشؤون الانسانية، حيث استقبلنا وزيرها حسين مار نيوت، والذي أبدى سعادته بتوجيهات الرئيس الرئيس بإغاثة الجنوب، وقدم شكره للسودان حكومة وشعباً، وروى حسين واقعاً انسانياً مزرياً، وذكر عدة ولايات ضربتها المجاعة، بما فيها مدينة جوبا، وشكا من وجود اللاجئين من دول الجوار ببلاده، وقال نريد إنقاذا عاجلاً والسودان أولى من أي دولة بدعمنا ونعلم أن الشعب السوداني يمكن أن يدعمنا حتى ولو بشيء بسيط من عنده.
أبدى وزير الشؤون الانسانية، ملاحظة جديرة بالتوقف حيالها حين قال سمعنا أن الموسم الزراعي في السودان كان ناجحاً، وكشف عن صيانة الأمم المتحدة لشارع ولاية النيل الأبيض بالسودان وحتى بلاده لتسهيل توصيل الإغاثة.
وتسلمت الوزيرة سمية أكد الاحتياجات الضرورية والعاجلة من الوزير حسين، وأعادت الحديث الذي نورت به النائب الأول، وقال نحن والجنوب (مامشحودين) لبعض. 


السفارة السودانية .. أسرة واحدة

حرص القائم بأعمال سفارتنا بجوبا السفير أسامه عبد الباري على استضافة الوفد بمنزله لمدة ساعة قدم خلالها وأسرة السفارة تنويراً ضافياً عن أوضاع السودانيين بالجنوب ووصف العلاقة مع جوبا بالمتميزة
وأعلن الملحق الشُرطي (عقيد شرطة) عن استخراجهم (10) الف رقم وطني لسودانيين مقيمين بالجنوب، وجواز، وأشار إلى إصدارهم مابين (50-60) تأشيرة للجنوبيين في اليوم يرغبون في زيارة السودان، كانت في السابق بين (100- 150) تأشيرة.


تفاصيل من الزيارة

*عقد الأمين العام لمجلس الشباب العربي والإفريقي عوض حسن اجتماعاً مع شباب الجنوب وسكرتارية شباب الحركة الشعبية .. عوض متواصل بشكل جيد مع الجنوبيين، كما قام بإجراء اتصال هاتفي أطلع رئيس المجلس يوسف الكاظم (قطري الجنسية)، بما قام به المجلس فرعية السودان.. تعبان صافح عوض بحرارة، وكان قد قال (نحيي همة الشباب).
*ضم الوفد ممثلاً لوزارة الدفاع وهو العقيد طيار حافظ عزالدين نقد، والذي دخل في اجتماع مع الملحق العسكري بالسفارة، كما ضم الوفد لطفي مساعد الأمين العام لمجلس الشباب والذي كان منسجماً مع أمين المجلس مما أسهم بشكل كبير في نجاح الزيارة.
*قدم وزير الصحة رياك قاي دعوة رسمية، للوزيرة سمية لزيارة جوبا ، كما شملت الدعوة الأستاذ محمد عبد القادر وكاتب هذه السطور.
*أبدت الحكومة بالخرطوم اهتماماً كبيراً بالقافلة الشبابية حيث كان في وداعها بالخرطوم وزير الدولة بالخارجية د. عبيد الله محمد عبيد الله ومفوض العون الانساني محمد آدم والأمين العام لمجلس الصداقة الشعبية العالمية.  


مع النائب الأول  .. شكرا  للسودان

برتل من السيارات الفارهة، تحرك الوفد إلي قلب مدينة جوبا، وخلافاً لما توقعت لم أشهد مظهر (عسكرة) لا بالمطار ولا خارجه، بل لم تتقدمنا عربة تحمل على ظهرها (دوشكا)، كما يحدث ببعض ولايات دارفور .. كانت الحياة عادية في الطرقات، وبدأت تظهر بعض ملامح عمران وبنايات شاهقة، بينما اختفت اللغة العربية تماماً من اللافتات وإعلانات الشوارع وأسماء المقار وسيطرت الإنجليزية.وصلنا إلى مبنى عادي في مظهره الخارجي، تجاوزنا بوابته التي كان يقف عليها رجل بلباس مدني، وفي باحة فسيحة كانت تربض على مكان أربعة سيارات فارهة من فئة اللاندكروز آخر موديل، كالأسود التي تستعد للانقضاض على فريستها، كان بجواري رئيس تحرير الغراء (الرأي العام) الأستاذ الصديق محمد عبد القادر، سألت السائق عن هوية المكان، فاجاب: دا مكتب نائب الرئيس، فقلت له : (أها مكتب جيمس واني إيقا)، فـ(فاجأني) بأنه مكتب تعبان دينق.أحسست بتقدير كبير، بأن يقتطع النائب الأول لرئيس الجنوب وقتاً من زمنه للقائنا، وسرعان ما وجدنا أنفسنا أمام قاعة على بابها خمسة من الشباب أكاد أجزم أنهم لم يتجاوزوا عقدهم الثالث أو تجاوزوه بقليل، وقبلها باستقبال فسيح استقبلتنا فتاة جميلة وأنيقة .. بكل أدب طلب منا الشباب مدهم بهواتفنا.


تعبان تعبان .. حديث مهم جداً

 

بدأ النائب الأول تعبان دينق، حديثه بتأكيد وقوف السودان إلى جانبهم كثيراً، وأرسل تحياته إلى الرئيس البشير، وشكر السفارة السودانية بجوبا لتعاونها معهم، وكان بشوشاً ومرحاً مع الوفد، وأبدى تقديره لجهود الرئيس البشير، وقال نحن شعب واحد في بلدين، وأضاف دوركم الطبيعي أن تكونوا أول المبادرين والناس (يمشوا وراكم)، ونحن عاوزين السودان يساعدنا في المجاعة قبل الولايات المتحدة، وكشف عن وضع مأساوي تعيشة بلاده، وقال حتى جوبا تحتاج إلى إغاثة، وأن 80% من الشعب فقراء وعطالى ويعتمدون على الإغاثات، ورد الفجوة الغذائية إلى الأوضاع الأمنية وتذبذب الأمطار، وقال إن بلاده تحتاج للعون نسبة لقلة الأمن في كثير من المناطق، وأقر بأن المواطن الجنوبي مرهق وظل طيلة الأربع سنوات الماضية في حالة نزوج إلى دول الجوار، السودان وأثيوبيا وكينيا ويوغندا، مما أعجزهم عن الزراعة، وقال : (آخرون زرعوا ولم يحصدوا).
تعبان أعلن نهاية الحرب ببلاده، وقال الحرب انتهت ولكن توجد تفلتات أمنية، وأشار إلى أن من إفرازات الحرب الأهلية انتشار السلاح بأيدي المواطنين، وشدد على مضيهم قدماً في إنفاذ السلام، وما من خيار إلا بتطبيق اتفاق السلام ، إلى نهاية الفترة الانتقالية.
ووجة تعبان دينق ، حديثه إلى الوزيرة سمية أكد ، : (عاوزنكم تدعمونا واستقرار الجنوب استقرار للسودان).. وبدأ تعبان في شرح بعض القضايا المهمة على رأسها ملف المعارضة السودانية بالجنوب والتي نفى وجودها، وكشف عن وجود ثمانية من عناصر المعارضة قيد الإقامة الجبرية، وأنهم استفسروا الخرطوم بشأنهم والتي طلبت السماح لهم بالمغادرة إلى تشاد.
وناشد تعبان دينق الصحافة السودانية بمساعدتهم في حث الخرطوم على فتح الحدود، وقال إن ذلك من شأنه انعاش الاقتصاد بالبلدين، وقد يتساءل البعض ما الثمن مقابل فتح السودان للحدود، ونقول الثمن (نحن سودانيين) كما طلب من الحكومة مساعدتهم في إعادة تشغيل آبار البترول، وإيقاف تبادل الاتهامات وتركها خلف ظهورهم، وأكد تحررهم من أي ضغينة.
وتطرق النائب الأول لسلفاكير، إلى  بنك الجبال، الذي يضم مجلس إدارته قيادات قطاع الشمال على رأسهم عبد العزيز الحلو وستة أخرين، وقال كنا نريد إغلاق البنك، ولكن وجدنا أن مواطنين لهم ودائع بالبنك بجانب وجود صعوبات أخرى – لم يفصح عنها – وكشف عن رفع ملف البنك إلى وزارة العدل للبت فيه.
وقال تعبان: (نصحنا قيادات المعارضة السودانية بعدم الإصرار على وجود جيشين)، وأضاف يكفي ماجري في بلدنا بإصرار مشار على جيشه.
وانتقل تعبان بالحديث إلى معارض حكومته، لام أكول وأبدى إنزعاجه من وجوده في الخرطوم – هكذا قال – وصوب إليه انتقادات حاده: (لام أكول مازول مسالم، وهو مثل رياك مشار)، واستدرك : (لو اقتنعنا أن قوات لام أكول سلمية لا مشكلة) وأبدى أسفه على سيطرة الحرب على ذهنية الجنوبيين، وضرب مثالاً بتخيير المواطن الجنوبي بين مخزن مليء باسفلت وأخر مليء بالكلاش والقرنيت والرشاشات، وقطع بأن المواطن سيختار المخزن الثاني. واعتبر إعادة الرئيس البشير لمشار من حيث أتى بمثابة دعم للسلام.
وحذر تعبان من أي تدخل دولى ببلاده، وألمح إلى وضعهم كالسودان في مواجهة الكبار في العالم، ووصف التدخل الدولي بالمضر لبلاده والسودان، وناشد الحكومة السودانية : (لا تتركوهم يدخلوا عندنا، أدعمونا في الإغاثة والسلام فنحن نعيش ضائقة اقتصادية) .
عند ختام اللقاء، سارعت للنائب الأول وطلبت منه التقاط صورة تذكارية، وقد رحب بذلك، مما أغرى بقية الوفد.  

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة آخر لحظة

عن مصدر الخبر

صحيفة آخر لحظة