*في الجزء الأول من المقابلة توقفنا عن استثناء المؤتمر الوطني المحلول والحركة الاسلامية من المشاركة السياسية .. نواصل الحوار اليوم بالسؤال، هل توصلتم لاتفاق مع الكتلة الديمقراطية في الورشة التي نظمتها منظمة بروميديشن الفرنسية بجنيف الأسبوع الماضي؟
-من يحضر اجتماعات (تقدم) ويتابع أخبارها يدرك أن هذا الحديث غير صحيح، وأن القوى السياسية ليست في الساحة لوحدها، القوى السياسية لديها 30% فقط من المقاعد في (تقدم)، وارتفعت مؤخراً إلى 40% بعد أن تقرر فصل الجبهة الثورية لتكون فئة منفصلة داخل (تقدم)، وهنالك فئات أخرى، مثل لجان المقاومة والمجتمع المدني والنقابات والمهنيين وهناك عدد من الطلبات التي قدمت للانضمام لـ(تقدم) وتم تشكيل لجنة للنظر في تلك الطلبات.
هذه الاتهامات ظللنا نسمعها منذ أن كنا في الحرية والتغيير، وكلها اتهامات صادرة من الأطراف الذين يدعون لاستمرار الحرب ومن قبلها كانوا يدعون للانقلاب العسكري، وكانوا يقولون (أربعة طويلة)، وبعدها ثلاثة طويلة وستظل هذه الاتهامات مستمرة، ونحن نعلم مصدرها.. رغم ذلك نحن لا نلقي لها بالاً ونسير في اتجاه توسيع التحالف والجلوس مع كل القوى المدنية والقوى الثورية على قدم المساواة.. نحن لا نفرض رؤيتنا على أحد كما لا نقبل أن يفرض أي طرف رؤيته علينا.
*حزب الأمة قدم مذكرة إصلاحية وقيادي بالحزب وجه لكم ذات الإتهام ( 4 طويلة)؟
-خلال زيارة وفد (تقدم) للقاهرة، تقدم حزب الأمة بمذكرةـ وذكر أنه سيوردها بالتفصيل في مرحلة لاحقة، في اجتماع الهيئة القيادية لـ(تقدم) بأديس ابابا وصل وفد من حزب الأمة، وتم اجتماع بينه وبين وفد من (تقدم) برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الهيئة القيادية، تم استلام المذكرة، وفي حقيقة الأمر تناولت المذكرة في مجملها قضايا موضوعية وهي قضايا ظللنا نناقشها في (تقدم)، حتى قبل تقديم المذكرة، قضايا متعلقة بالهيكل المؤقت، قضايا متعلقة بالإعلام، قضايا متعلقة بنسب المشاركة.. كلها كانت قضايا موضوعية، إتفقنا حولها، وتمت الموافقة على مذكرة حزب الأمةـ وتم الرد عليهم، وبدء العمل في المشروع الإصلاحي الذي حوته المذكرة، وكانت هناك خطوات في كل القضايا التي تناولتها. ويمكن أن نقول إنه ليس هنالك إشكالية حالياً في هذا الاتجاه.
تحالف بهذا الحجم الكبير وعمره لا يتجاوز الخمسة أشهر، لابد أن تكون به مثل هذه الاختلافات، وهناك أطراف أخرى خلاف حزب الأمة كان لها وجهات نظر في القصور في الأداء وبعض أوجه العمل، وكلها نعتبرها خطوات في طريق التجويد ونحن مقبلون على المؤتمر التأسيسي الذي سينعقد في شهر مايو القادم. وهو المؤتمر الذي سيتم من خلاله اختيار الهياكل الدائمة والثابتة للتحالف، ونتمنى ان نستطيع حتى ذلك الوقت من توسيع التحالف حتى يصبح أوسع تحالف مدني ممثل للشعب السوداني.
*المبعوث الأمريكي توم بيريلو حدد أكثر من مرة موعداً لاستئناف مفاوضات جدة، ولكن لم يحدث شيء، هل تعتقد أن عودة الطرفين للتفاوض ممكنة؟
افتكر الإلحاح والضغوط التي مورست تؤكد أن هنالك إمكانية كبيرة للعودة لمنبر جدة، خصوصاً بعد الضغط التي تمارسه كل الأطراف الإقليمية والدولية الساعية لوقف هذه الحرب والتي ليس لديها مصلحة من استمرارها، وتدرك خطورة استمرار الحرب التي ذكرتها خاصة على المواطن وعلى الشعب السوداني، المجاعة، نذر تفكيك البلاد، دائرة العنف المستمر، إضافة لخطورة الوضع بالنسبة للاستقرار الإقليمي والوضع الذي يمكن أن يساهم في التدخلات الأجنبية، والسودان جزء من موضوع أمن البحر الأحمر، الذي يشتعل الآن وبه صراع كبير. بالتالي كل هذه الأطراف من مصلحتها وقف الحرب في السودان، وأعتقد أن هنالك إمكانية كما ذكرت لاستئناف المنبر في الموعد المضروب.
*هل تفتكر أن مسألة الانتخابات الأمريكية لها علاقة باستئناف التفاوض في منبر جدة، خصوصاً وأن إدارة بايدن تسعى لتحسين صورتها لدى الناخب الأمريكي؟
ليس لدي معلومات عن الأمر، ولكن نحن ظللنا منذ بداية الحرب نتحدث عن أن هنالك دولتين (مهمات جداً) وهما مصر والإمارات العربية المتحدة، لا بد أن ينضما للتفاوض في منبر جدة، لما لهما من تأثير مباشر على طرفي الحرب. وظللنا نتحدث مع الميسرين على الدوام عن أن إشراك هاتين الدولتين مهم للغاية في طريق وقف إطلاق النار.
هذا الأمر لم يتم حتى توقف منبر جدة في اكتوبر، ولكنه تم في المنامة، ونتمنى أن يكون لهاتين الدولتين وجود عند استئناف منبر جدة، خاصة وأن المنبر توسع منذ الجولة السابقة حينما دخل إليه الاتحاد الإفريقي والإيغاد عبر ممثل مشترك، مما يضمن أن كل الأطراف المؤثرة على الوضع السوداني موجودة في التفاوض القادم إذا تم إن شاء الله.