السودان الان السودان عاجل

تقرير أممي جديد: السودان يمر بأعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي في تاريخه

مصدر الخبر / وكالات

 

ورد في تقرير صادر عن وكالات أممية إنسانية وشركائها حول التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، والذي نُشر امس الخميس، أن السودان يعاني من أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد المُسجلة على الإطلاق.

 

وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن يواجه أكثر من نصف السكان، أي نحو 25.6 مليون شخص، في السودان مستوى “الأزمة” أو ظروفاً أسوأ خلال الفترة من يونيو إلى سبتمبر المقبلين.

وخلال نفس الفترة، يعاني 755 ألف شخص في عشر ولايات بالسودان من مستوى الكارثة أو المجاعة، بما في ذلك ولايات دارفور الخمس وجنوب وشمال كردفان والنيل الأزرق والجزيرة والخرطوم، في حين يواجه 8.5 مليون شخص، ما يعادل 18 بالمئة من السكان، حالة طوارئ.

وفقًا للتقرير، يتكون التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من خمس مراحل. تمثل المرحلة الثالثة مستوى “الأزمة” أو الجوع الحاد، في حين تشير المرحلة الرابعة إلى حالة الطوارئ، وتُعبّر المرحلة الخامسة عن الكارثة أو المجاعة.

 

* خطر المجاعة يلوح في الأفق

 

حذر التقرير من أن خطر المجاعة يهدد 14 منطقة، وهو ما يؤثر على سكان الولايات المختلفة والنازحين واللاجئين في دارفور وكردفان والجزيرة وبعض المناطق الحساسة في الخرطوم. وأكد التقرير أن تصاعد الصراع، بما في ذلك زيادة تجمع الميليشيات المحلية، يعوق حرية التنقل وتقديم المساعدات الإنسانية والأنشطة التجارية وسبل العيش.

وفقاً للتقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة، فإن الوضع يعتبر حرجاً بشكل خاص للسكان المحاصرين في المناطق المتأثرة بالنزاع المباشر وغياب الأمن ونقص الحماية، خاصة في ولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة.

ذكر أن من المحتمل أن يواجه ما لا يقل عن 534 ألفًا من النازحين واللاجئين في المحليات والولايات المتضررة من النزاع، والذين تتوفر عنهم بيانات، مستويات حرجة أو كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهذا العدد يمثل حوالي 20 بالمئة من النازحين في السودان.

وتظهر نتائج التقرير “تدهوراً صارخاً وسريعاً” في وضع الأمن الغذائي مقارنةً بالتحديث السابق للتصنيف المتكامل الذي نُشر في ديسمبر الماضي. فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات “الأزمة” أو أعلى بنسبة 45%، ليصبح عددهم ما بين 17.7 مليون و25.6 مليون شخص. كما زاد عدد الأفراد في مرحلة الطوارئ بنسبة 74% ليتجاوز 3.6 مليون شخص.

أما السكان الذين يمرون بمرحلة الكارثة فقد ارتفع عددهم من الصفر إلى 755 ألفاً، وفقاً للتقرير.

 

أسباب انعدام الأمن الغذائي

عزا التقرير انعدام الأمن الغذائي في السودان إلى أسباب رئيسية مثل الصراع وانعدام الأمن والنزوح والصدمات الاقتصادية.

وأشار إلى أن تصاعد النزاع وانعدام الأمن أفضى إلى نشوء أزمة غذائية “معقدة، ما زالت تؤثر على حياة ملايين الأشخاص بسبب القيود المفروضة على التنقلات، وتعطيل الأسواق والخدمات الأساسية، وعرقلة الإنتاج الزراعي وسبل العيش، وتقليص إمكانية وصول المساعدات الإنسانية”.

ذكر التقرير أن نطاق الصراع في السودان “لم يعد محصورًا في تركيزه الأولي على ولايات الخرطوم وغرب ووسط دارفور، بل توسع ليشمل مناطق إضافية مثل شمال دارفور وجنوب وغرب كردفان، وكذلك الجزيرة وسنار والنيل الأزرق”.

يعيش السودان أزمة نزوح داخلي هي الأكثر حدة على مستوى العالم، إذ وصل عدد النازحين إلى 10.1 مليون شخص عبر كافة ولايات البلاد، وهو رقم لم يسبق له مثيل. في الوقت نفسه، هاجر 2.2 مليون شخص آخرين إلى الدول المجاورة بحثاً عن الأمان والمساعدة الإنسانية.

وأوصى التقرير باستعادة الوصول الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية، وذلك لتمكين إيصال الإغاثة الإنسانية بسرعة ودون أي عوائق إلى الأشخاص المحتاجين.

كما دعا إلى تقديم مساعدات إنسانية فورية في مختلف القطاعات، مثل ضمان التوصيل الآمن للإمدادات الإنسانية الأساسية.

عن مصدر الخبر

وكالات