قامت قوات الدعم السريع بفرض حصار على مدينة الميرم في ولاية غرب كردفان، مما أدى إلى موجة نزوح جماعي لسكان المنطقة الواقعة على الحدود مع دولة جنوب السودان.
فشلت المحادثات التي قامت بها القيادات المحلية في المنطقة والتي دعت الجيش إلى الانسحاب وتجنب الاشتباكات المسلحة مع قوات الدعم السريع. ولكن الجيش رفض الانسحاب مما جعل المنطقة على حافة الصراع وأدى إلى نزوح أكثر من 40 ألف شخص من المدينة.
أعلن عبدالرحمن طبيق، وهو أحد المتطوعين في غرفة الطوارئ في بابنوسة، لموقع “دارفور24” أن مدينة الميرم محاصرة بالكامل بواسطة قوات الدعم السريع. وأوضح أن هناك محاولات من جانب مجتمع المنطقة وزعماء قبيلة المسيرية تحت قيادة الناظر مسلّم مصطفى ختم لإقناع قادة الجيش بالانسحاب.
من جانبه، أفاد رئيس غرفة طوارئ الميرم، مُسلم علي، بأن الاشتباكات نشبت عقب مقتل ثلاثة من أفراد القوات المسلحة التابعين للواء ٩٢ مشاة الميرم على يد قوات الدعم السريع المنتشرة حالياً في السوق وبعض أحياء الميرم، حيث يُسمع دوي الأسلحة الثقيلة في المنطقة.
وأشار إلى أن “الوضع الإنساني مأساوي بشكل استثنائي في ظل حلول فصل الخريف وما يصاحبه من مخاطر تلوث مياه الشرب بالنفايات البشرية والحيوانية، مما جعل مياه الأمطار المتجمعة في البرك والشوارع المصدر الوحيد المتاح للشرب”.
وقال مسلّم إن النازحين يعانون من ظروف صحية خطيرة نتيجة لانهيار القطاع الصحي وتعطل جميع المرافق الصحية، مما تسبب في تدهور أحوال السكان بشكل أكبر.
وأشار إلى هطول الأمطار وعدم توفر الأغطية البلاستيكية والشبكات الواقية من البعوض، الأمر الذي يعرض العديد من الأسر والأطفال والمصابين بالأمراض المزمنة للخطر.
أكد مسلم أن الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني تحلق في سماء المدينة دون القيام بأي غارات حتى اللحظة، وسط تهديدات مستمرة من قوات الدعم السريع باقتحام المدينة.
تم تقدير أن معدل النزوح قد وصل إلى حوالي 90% من سكان المدينة، الذين يبلغ عددهم 65 ألف نسمة، بما فيهم النازحون واللاجئون من مناطق أخرى ودولة جنوب السودان. وقعت عملية النزوح في ظروف شديدة الصعوبة، حيث سار النازحون على الأقدام وبينهم أطفال ونساء ومسنون ومرضى، متجهين إلى أماكن تعتبر أكثر أمانًا نسبيًا مثل “المجلد، الاضية، التبون، العظام، أم بنات، الجرار، الفودة، الحريكة، كركدي، مكوة، أم بقاقو، القنطور، جيقينة، تدامة، الحريكة جلحة، مصلح، السنينة”.
ذكر مسلّم أن تعطل شبكات الاتصالات أدى إلى صعوبة في التواصل مع عائلاتهم للاطمئنان عليهم واستخدام خدمات الاتصالات والتحويلات البنكية عبر التطبيقات المتنوعة.
دعا المنظمات والجهات المختصة إلى التدخل لإنقاذ الأوضاع الإنسانية الحرجة التي تتدهور بمرور الوقت وتشكل خطراً على حياة النازحين في ظل استمرار الصراع.