وزير الخارجية المصري: إن الأزمة في السودان تتطلب التعامل مع أسبابها بوساطة حل سياسي شامل
صرّح وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، بأن الأزمة في السودان تحتاج إلى معالجة جذرية من خلال حل سياسي شامل.
أكد عبد العاطي في خطابه خلال افتتاح مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية في القاهرة أن مصر ستواصل بذل كل جهدها لوقف نزيف الدم السوداني، مشيرًا إلى أن القاهرة تعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان.
وأوضح أن هناك تواصل مكثف مع الدول المانحة لدعم الدول المجاورة المتأثرة بالأزمة في السودان، مشددا على أن النزاع الجاري في السودان هو قضية سودانية بحتة.
وأضاف وزير الخارجية المصري أن القاهرة أرسلت مساعدات إنسانية عاجلة إلى الأشقاء في السودان، مؤكداً: «وهذا ليس منحة، بل هو واجب».
صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة، السفير أحمد أبو زيد، بأن وزير الخارجية أكد في كلمته الافتتاحية على جدية الأزمة الحالية التي يعاني منها السودان منذ أكثر من عام، وما تسببت به من تداعيات كارثية تتطلب وقفاً فورياً ومستداماً للعمليات العسكرية، بهدف الحفاظ على مقدرات الشعب السوداني الشقيق ومؤسسات الدولة. كما نوه بأن ذلك سيمكن من الاستجابة الإنسانية الجادة والمنسقة والسريعة من كافة أطراف المجتمع الدولي، والتوصل إلى حل سياسي شامل يلبي آمال وتطلعات الشعب السوداني.
وأثنى عبد العاطى على الجهود العظيمة والمواقف النبيلة التي أبدتها الدول المجاورة للسودان، حيث استقبلت ملايين من الأشقاء السودانيين وشاركت مواردها المحدودة بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة للغاية.
ودعت جميع أطراف المجتمع الدولي إلى الوفاء بتعهداتهم التي أعلنوها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، الذي عقد في جنيف خلال شهر يونيو 2023، وكذلك في المؤتمر الدولي لدعم السودان ودول الجوار الذي انعقد في باريس منتصف إبريل 2024 لسد الفجوة المالية القائمة، والتي تبلغ حوالي 75% من إجمالي الاحتياجات، مشيرًا إلى أن مصر كثفت اتصالاتها مع جميع المنظمات الإنسانية متعددة الأطراف، لدعم دول الجوار الأكثر تضررًا من التبعات السلبية للأزمة.
أوضح الناطق باسم وزارة الخارجية أن عبد العاطي عرض مساعي مصر الإنسانية منذ بداية الأزمة، مشيرا إلى استقبالها مئات الآلاف من السودانيين الذين انضموا إلى نحو خمسة ملايين سوداني يقيمون في مصر منذ العديد من السنوات.
كما قدمت الحكومة المصرية مساعدات إغاثية عاجلة للسودانيين المتضررين من النزاع في السودان، شملت مواد غذائية وإعاشية ومستلزمات طبية. بالإضافة إلى ذلك، تواصل الحكومة تنفيذ عدة مشروعات تنموية لتوفير الخدمات الأساسية لهم، مثل مشروع الربط الكهربائي وإعادة بناء وتطوير ميناء وادي حلفا.
أكد وزير الخارجية المصري أن القاهرة ستواصل بذل أقصى الجهود بالتعاون مع جميع الأطراف لوقف إراقة الدماء السودانية الثمينة، والحفاظ على مكتسبات الشعب السوداني، والمساهمة في تحقيق تطلعاته، والعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضي المصرية.
وأشار إلى أن أي حل سياسي فعّال للأزمة في السودان يجب أن يعتمد على رؤية سودانية بحتة تأتي من السودانيين أنفسهم، دون أي تدخلات أو ضغوط خارجية، مع تسهيلات من المؤسسات الدولية والإقليمية، وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والدول الشقيقة والصديقة المهتمة بالشأن السوداني.
وأشار إلى أن النزاع الحالي هو في الأساس قضية سودانية، وأن أي عملية سياسية مستقبلية يجب أن تشمل جميع الأطراف الوطنية الفاعلة في الساحة السودانية، مع احترام مبادئ سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها. وأكد على أهمية توحيد القوات المسلحة السودانية لدورها في حماية السودان وضمان سلامة مواطنيه.
وأوضح عبد العاطي أن استضافة مصر لهذا المؤتمر تأتي استكمالًا لجهودها ومساعيها لوقف الحرب في السودان، وفي إطار التعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين، خصوصًا دول جوار السودان، وأطراف مباحثات جدة، والأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الإيجاد. وأعرب عن تمنياته بالتوفيق لجميع المشاركين في مساعيهم الرامية لتوحيد الرؤى والجهود للخروج بالسودان الشقيق من أزمته الراهنة، داعيًا الجميع لإعلاء المصلحة الوطنية للسودان.
وأكد أن مصر ستواصل دائمًا دعم جميع الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار والتقدم والازدهار إلى السودان الشقيق.
افتتح عبد العاطي مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، المُنعقد في القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة ممثلي هذه القوى إلى جانب الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الفاعلة والمهتمة بالشأن السوداني.
