تزداد الأزمة في السودان تعقيداً وتزداد حالة اللاجئين تدهوراً مع هروب الملايين من الحرب والمجاعة في البلاد. ولذلك، اجتمعت قيادات عليا من إقليمي أفريقيا وشرق المتوسط التابعين لمنظمة الصحة العالمية في تشاد، من أجل تقييم الاحتياجات الصحية العاجلة والمتزايدة للمجتمعين المتضررين من هذه الأزمة الإنسانية المركبة والمتفاقمة.
تهدف البعثة إلى تحسين عمل المنظمة في كل من تشاد والسودان والمكاتب التابعة للمكتب الإقليمي لأفريقيا والمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، وذلك لخدمة المجتمعات المتضررة من خلال تقديم رعاية طبية ضرورية وتوسيع نطاق العمليات الإنسانية العابرة للحدود في ولايات دارفور بالسودان.
فيما يتعلق بتداعيات الأزمة السودانية، يُبيّن الدكتور عبدالله علي إبراهيم، الأكاديمي والصحفي والمؤرخ السوداني، أن الدولة في السودان مهددة بالفشل، وأننا أمام خيارين كلاهما مر، فدعم الجيش خيار صعب، والدعم السريع أكثر صعوبة، مُحذّراً من احتمال انزلاق البلاد إلى مصير يشبه مصير الصومال وليبيا.
ويضيف علي إبراهيم، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن ما يجري في السودان ليس حرباً بل “حرابة” يقودها الدعم السريع، وهي تدمير للأرض من خلال قتل السودانيين وتدمير المؤسسات، وهذا يُصنَّف أيضاً تحت الاستعمار الاستيطاني وإحلال أشخاص من خارج السودان محل السودانيين.
يشرح الأكاديمي السوداني أن السودانيين مجبرين للأسف على دعم الجيش في هذه الأزمة للحفاظ على الدولة، لأن انهيار القوات المسلحة سيؤدي إلى انهيار البلاد ودخولها في مصير أسوأ.
يشير المؤرخ السوداني إلى أن الأزمة الحالية ناتجة عن قوة الدعم السريع ورفضها الاندماج في الجيش بعد عام 2019، حيث تسعى إلى تنفيذ مخططها للاستيلاء على السلطة. وهذا يتضح من خلال هجماتها واستهدافها للقواعد الجوية في مروي ووادي سيدنا وولاية سنار. كما أن هذه القوة لم تلتزم بمخرجات منتدى جدة، وحددت فترة 10 سنوات للاندماج في القوات المسلحة السودانية، وهو ما يعتبر أمراً مستحيلاً.
وعن المفاوضات والمبادرات السياسية لحل الأزمة، يُختتم حديث علي إبراهيم بالتأكيد على أنه لا ينبغي المساواة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ لأن هذا يعتبر مساواة بين دولة وقوة عسكرية تحمل أهدافًا ومخططات تخريبية.
