يتواصل اجتماع القوى السياسية السودانية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي، على الرغم من مقاطعة بعض القوى السياسية البارزة. من بين هذه القوى: تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، حركة تحرير السودان برئاسة عبد الواحد محمد النور، بالإضافة إلى الحزب الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي.
أفاد مبارك أردول، وهو أحد أعضاء الكتلة الديمقراطية المشاركة في الاجتماع، أنهم قد اتفقوا الخميس على تعيين السفير نور الدين ساتي رئيساً للجنة الوطنية المكلفة بإدارة الجلسات التحضيرية. وتضم اللجنة في عضويتها القس عز الدين الطيب، والسلطان صديق ودعة، وماجدة عوض خوجلي، في حين ستواصل الآلية الأفريقية بقيادة محمد بن شمباز دورها كميسّر للاجتماعات.
وفي وقت سابق صرح شريف عثمان، عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في السودان، بأن السبب الرئيسي لاعتذار التنسيقية عن حضور اجتماع المرحلة الأولى من الحوار السياسي الذي تنظمه الآلية الأفريقية الرفيعة المستوى في أديس أبابا، هو عدم إعلان جدول أعمال الاجتماع وهويات المشاركين فيه.
وعزا عثمان في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الأربعاء سبب اعتذار التنسيقية إلى ما وصفه بمشاركة شخصيات من النظام السابق في الاجتماع، مما يتعارض مع رؤية تقدم السياسية لإنهاء الحرب والتي تستبعد حزب المؤتمر الوطني المنحل.
“لم تؤدِّ المناقشات إلى تحديد هوية الأطراف المشاركة في هذا الاجتماع أو الأجندة المطروحة. وقد تم مراجعة هذا الموضوع في عدة اجتماعات، ثم اتفق قادة الأمانة العامة والهيئة القيادية على تقديم اعتذار مكتوب إلى الاتحاد الأفريقي بشأن المشاركة في هذا الاجتماع مع توضيح الأسباب.”
وأشار عثمان إلى أن “تقدم” قد قدمت خارطة طريق سياسية لإنهاء الحرب وقدمته أيضًا إلى الاتحاد الأفريقي، لأن هذه العملية السياسية يجب أن تكون شاملة وبمشاركة واسعة، لكنها تستبعد حزب المؤتمر الوطني المنحل.”
وأضاف قائلاً: “في الساعات الثماني والأربعين الماضية، تردد أنباء عن إمكانية حضور بعض أفراد النظام السابق لهذا الاجتماع، وهو ما دفع العديد من الأطراف المشاركة إلى الاعتذار عن الحضور، من بينهم عبد الواحد محمد نور (رئيس حركة جيش تحرير السودان) وعبد العزيز الحلو (قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال) بالإضافة إلى حزب البعث والتحالف المدني لشرق السودان”.
قد أعلنت تنسيقية تقدم يوم الثلاثاء اعتذارها عن المشاركة في الاجتماع الذي تنظمه الآلية الأفريقية في العاصمة الإثيوبية من 10 إلى 15 يوليو الجاري، وذكرت أن المعلومات التي حصلت عليها “أكدت صحة مخاوفنا بشأن غياب الشفافية حول تصميم الاجتماع”.
وأكدت تقدم في بيانها: “اتضح بوضوح أن هذا الاجتماع يقع تحت سيطرة عناصر النظام السابق وجهاته وقوى الحرب، وأنه يُهمل ويُقصي قوى السلام والتحول المدني الديمقراطي ويُضعف دورها. وهذا بالتأكيد لن يؤدي إلا إلى إضفاء الشرعية على الحرب وقواها بدلاً من تحقيق السلام في السودان”.
وعند سؤاله عن احتمال أن تستخدم بعض القوى في السودان هذا الاعتذار كذريعة لاتهام التنسيقية بالتراجع عن جهود تحقيق السلام، أوضح عثمان أن هذا الادعاء غير صحيح.
قال إن تنسيقية “تقدم” وعدد قليل من القوى الأخرى وحدها هي التي عبرت عن رفضها ومعارضتها لهذه الحرب، وظلت تدعو الطرفين وتعمل مع المجتمع الدولي والإقليمي وكل الشركاء المهتمين بالسلام لوقف الحرب.
أكد عثمان، الذي يعمل أيضًا كأمين سياسي لحزب المؤتمر السوداني، بشدة أن تنسيقية تقدم لن تلتزم بأي توصيات تصدر عن اجتماع أديس أبابا. وصرح قائلاً: “نحن لسنا جزءًا من هذا الاجتماع وليس لنا علاقة بأي نتائج تصدر عنه”.
ومع ذلك، أكد في نفس الوقت على ضرورة دور الاتحاد الأفريقي في تعزيز الحوار السياسي في السودان، قائلاً: “نعتبر أن العملية السياسية يجب أن تكون بإشراف الاتحاد الأفريقي، مع التأكيد على أهمية التشاور مسبقًا مع القوى السياسية المدنية السودانية في هذا الصدد”.
واختتم حديثه قائلاً: “ليس من حق الأشخاص الذين يديرون هذه العملية داخل الاتحاد الأفريقي أن يبنوا هذه العملية وفق أهوائهم. ينبغي أن تأتي تصاميم العمليات المتعلقة بالأطراف والأجندة من السودانيين أنفسهم.”
اردول طائر المشؤوم