السودان الان السودان عاجل

السودان : حكومة الجيش تحضر جنيف وتبرر غيابها عن الجلسات السابقة وتضع شروط مسبقة وتتمسك بــ«منبر جدة»

مصدر الخبر / وكالات

أعلنت الحكومة السودانية التابعة للجيش السوداني موافقتها على المشاركة في محادثات غير مباشرة جارية في مدينة جنيف السويسرية لمناقشة الأوضاع الإنسانية، وذلك استجابة لمبادرة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة. وذكر بيان صادر عن مكتب وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، جراهام عبد القادر، أن هذا القرار يأتي تماشياً مع “واجبها الوطني تجاه مواطنيها، والتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، ورغبتها في التعاون الإيجابي البنَّاء مع الأمم المتحدة، ممثلة في المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة”. وستترأس الوفد الحكومي السوداني في هذه المحادثات السيدة سلوى آدم بنية، مفوضة العون الإنساني، ويضم الوفد ممثلين عن الوزارات والجهات ذات الصلة بالعمل الإنساني.

ترقب سوداني وتبرير حكومي

يترقب السودانيون نتائج المحادثات غير المباشرة التي بدأت في جنيف برعاية الأمم المتحدة بين وفدي الحكومة السودانية و”قوات الدعم السريع”، بهدف تقديم المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. وخلال اليومين الأولين من المفاوضات، غاب وفد الحكومة عن الحضور، بينما ذكر مصدر دبلوماسي لـ “الشرق الأوسط” أن بعثة الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص للسودان رمطان لعمامرة واصلت النقاش مع وفد “قوات الدعم السريع”. وعن غياب وفد الحكومة، أوضح وزير الإعلام السوداني أن وفده “لم يتلقَّ أي أجندة أو برنامج لهذه المداولات منذ وصوله إلى جنيف قبل عدة أيام”. وأشار إلى أنه “طُلِب من الوفد الذهاب إلى قصر المؤتمرات بجنيف على رغم أن طبيعة المناقشات غير مباشرة، وهو أمر لم يجد فيه الوفد الحكومي سببًا مقنعًا ويتعارض مع التفاهم حول عدم الإعلان الإعلامي لهذه المناقشات، وهو ما طالب به الممثل الشخصي للأمين العام”.

أعلنت الأمم المتحدة، يوم الخميس، أن وفدي الحكومة و«قوات الدعم السريع» وصلا إلى جنيف لحضور مباحثات «غير مباشرة» بعقدها المبعوث الشخصي للأمين العام للسودان، رمطان لعمامرة. وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الوفدين قد تم دعوتهما لبدء مناقشات مع المبعوث الشخصي، مضيفًا: «للأسف أحد الوفدين لم يحضر الجلسة المقررة»، بينما اجتمع المبعوث الشخصي وفريقه مع الوفد الآخر حسب الجدول. ووفقاً لدوجاريك، دعا رمطان لعمامرة الوفدين للاستمرار في المناقشات المقررة على مدى عدة أيام. ورفض المتحدث باسم الأمم المتحدة الكشف عن معلومات حول الوفد الذي لم يحضر جلسة الخميس مع المبعوث الشخصي.

وفي تصريحات صحافية ليلة الجمعة والسبت، ذكر دوجاريك أن المحادثات ستتواصل خلال عطلة نهاية الأسبوع “بصيغ وأماكن مختلفة”. وأضاف: “الأمر المهم هو أن نبقى على اتصال مع كلا الوفدين”. وأوضح دوجاريك أن “الوضع الإنساني في السودان يتفاقم كل يوم ويؤثر بشكل كبير على السكان المدنيين. لا نستطيع الوصول إلى العديد من المحتاجين”. وأشار إلى أن لعمامرة يأمل في أن يرتقي الوفدان السودانيان إلى مستوى التحدي ويشاركوا في مناقشات بناءة لتخفيف معاناة الشعب السوداني.

مجلس الأمن يرحب بجنيف

من جهة أخرى، أشاد أعضاء مجلس الأمن الدولي، في بيان صحفي ليل الجمعة، بجهود رمطان لعمامرة، معبرين عن “قلقهم العميق” بشأن الوضع الإنساني الصعب وأزمة الأمن الغذائي الحادة في السودان، واستمرار انتهاكات القانون الدولي، والتأثير الكبير للصراع الحالي على المدنيين، من بينهم النساء والأطفال. ودعا الأعضاء الطرفين إلى استغلال فرصة المحادثات للاتفاق على خطوات لتنفيذ هذه الأهداف بشكل عاجل والعمل نحو إنهاء مستدام للأزمة في السودان. كما حث أعضاء مجلس الأمن الدولي الأطراف على الاتفاق على خطوات إضافية للسماح بتيسير الوصول الإنساني الآمن ودون عوائق إلى السودان وفي جميع أنحائه. وطالبوا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالامتناع عن التدخل الخارجي الذي يفاقم الصراع وعدم الاستقرار، ودعم جهود الوساطة من أجل السلام المستدام بدلاً من ذلك. كما حض أعضاء المجلس الطرفين على تهدئة التصعيد ووقف الأعمال القتالية وضمان حماية المدنيين، بما في ذلك في الفاشر، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.

تمسك بمنبر جدة وشروط مسبقة

من ناحيتها، شددت الحكومة السودانية أنها «لا ترى ضرورة لإنشاء منصة جديدة للوساطة»، معلنة تمسكها بمنصة جدة وتعهداتها وضرورة تنفيذ تلك التعهدات المتفق عليها فيها. كما أكدت من جديد أنها لن تقبل التعامل مع أي كيان بديل أو موازي فيما يتعلق بالإغاثة الإنسانية، خلافاً للكيان الحكومي المختص، وهو مفوضية العون الإنساني واللجنة العليا للطوارئ الإنسانية. وتعهدت الحكومة السودانية بـ«الالتزام بالتعاون الإيجابي مع الأمم المتحدة في كل ما من شأنه تخفيف المعاناة عن شعبنا والتوصل إلى رؤية مشتركة بشأن توصيل الإغاثة للمحتاجين والنازحين في المناطق المتضررة». وأشارت إلى حرصها على «توصيل المساعدات الإنسانية إلى المواطنين السودانيين في المناطق التي تتواجد بها (الدعم السريع)، وقد يسَّرت مؤخراً دخول أكثر من 460 شاحنة إغاثة إنسانية عبر معبر الطينة لخدمة مواطنيها في تلك المناطق». وينص إعلان مبادئ جدة، الموقع بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في مايو العام الماضي في مدينة جدة، على الالتزام بضمان حماية المدنيين، والسماح بمرور آمن للمدنيين السودانيين لمغادرة مناطق القتال. وأكد الطرفان التزامهما بالقانون الدولي الإنساني لتيسير العمل الإنساني من أجل تلبية احتياجات المدنيين.

عن مصدر الخبر

وكالات