خاص – تواصل أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني الارتفاع في التداولات في السوق السودانية، حيث وصلت إلى مستوى تاريخي لم يسبق له مثيل. تأتي هذه الزيادة في سياق المنافسة بين السوق الرسمي والسوق السوداء لشراء النقد الأجنبي بسبب ارتفاع الطلب مقابل العرض، خاصة مع وجود صفقات مالية كبيرة.
الوضع الحالي وسبب ارتفاع النقد الاجنبية مقابل الجنيه السوداني
تسعى البنوك السودانية لمواكبة أسعار العملات في سوق الصرف الموازي. وبعد اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ارتفعت أسعار الدولار والعملات الأجنبية بشكل متسارع. فقد بدأ سعر الدولار بـ 560 جنيهاً في بداية الحرب، لكنه وصل إلى مستويات قياسية بزيادة تجاوزت 401.78% خلال أكثر من عام من بداية الحرب.
يعزو المتعاملون في السوق السوداء تدهور قيمة الجنيه السوداني الأخير إلى تحويلات ضخمة تقوم بها بعض الأشخاص من حسابات بنكية داخل البلاد. تأتي هذه المعلومات وسط تقارير عن هروب كبير للمدخرات في ظل الضبابية المحيطة بمستقبل البلاد، التي تشهد حربًا طاحنة دخلت شهرها السادس عشر.
ذكرت مصادر محلية في السوق السوداء أن الطلب على العملات الأجنبية قد ازداد بشكل كبير منذ مساء الاثنين الماضي، وأكدوا أنهم يتلقون طلبيات لا يمكن تلبيتها، مما يؤدي إلى زيادة الأسعار على مدار الساعة.
تفسيرات متعددة
هذا الارتفاع الكبير في الطلب على العملات الأجنبية أثار تفسيرات متضاربة بين المتداولين والخبراء:
- تحويلات مدخرين:
- يشير البعض إلى رغبة المدخرين في تحويل أموالهم لعملات صعبة ونقلها إلى الخارج، تزامناً مع تزايد موجة فرار الأسر.
- طلبات حكومية:
- مصادر أخرى تقول إن السبب يعود إلى طلبية حكومية كبيرة لتغطية مشتريات أسلحة وتكاليف طباعة كميات ضخمة من الجنيه في دولة أوروبية.
أسباب ارتفاع الطلب على العملات الأجنبية | تفسير المتداولين |
---|---|
تحويلات مدخرين إلى الخارج | رغبة الأسر في الهروب من البلاد |
طلبية حكومية كبيرة | مشتريات أسلحة وتكاليف الطباعة |
الأثر الاقتصادي
وتسبب هذا الوضع في ضغط كبير على قيمة الجنيه السوداني، الذي يشهد تراجعات متواصلة في قيمته مقابل العملات الأجنبية. مما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد، المتدهور أصلاً بسبب الحرب المستمرة والمناخ السياسي غير المستقر.
تداعيات الأزمة:
يواصل الجنيه السوداني التراجع أمام العملات الأجنبية، مما يسبب اضطرابات مصرفية وزيادة الضغوط الاقتصادية على البلاد. يتمثل تأثير ذلك في النقاط التالية:
- انخفاض القدرة الشرائية: يؤدي تدهور العملة إلى تقليل القدرة الشرائية للمواطنين، مما يزيد من تفاقم الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار وتنشيط السوق السوداء.
- الاضطرابات المصرفية: التراجع المستمر في قيمة الجنيه السوداني يسبب اضطرابات في القطاع المصرفي، مما يزيد من التحديات الاقتصادية.
أشارت التقارير الاقتصادية إلى أن الجنيه السوداني ما زال يواجه تدهوراً مستمراً أمام العملات الأجنبية، حيث بلغ مستوى قياسياً جديداً لأول مرة ووصل إلى حوالي 2250 جنيهاً مقابل الدولار الأمريكي. يعكس هذا الانخفاض الحاد تداعيات الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها السودان في الوقت الحالي.
أسباب ارتفاع أسعار الصرف
عوامل رئيسية أبرزها تشمل:
العامل | التفسير |
---|---|
الحرب المستمرة | تؤدي إلى تراجع الإنتاج وتدهور قيمة العملة المحلية. |
السياسات المالية | طباعة العملة بدون تغطية من النقد الأجنبي وضغوط البنك المركزي. |
اضطرابات السوق | اضطرابات السوق المالية وعدم الاستقرار السياسي. |
تراجع التدفقات المالية | انخفاض التحويلات المالية الدولية وتراجع الصادرات. |
السوق السوداء | البنوك المحلية تلجأ إلى شراء النقد الأجنبي من السوق السوداء لتمويل الصفقات الحكومية. |
تداعيات الحرب على الاقتصادات:
- تراجع الإنتاج : انخفاض في الزراعة وتربية المواشي والتعدين.
- انخفاض القيمة العملة : ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض قيمة الجنيه السوداني.
- التأثير على المواطنين : زيادة أسعار الصرف تؤدي إلى ارتفاع تكلفة المعيشة.
التوقعات الاقتصادية:
تحذر التوقعات الاقتصادية من تداعيات قادمة أكثر غموضًا، إذ يتوقع الخبراء استمرار ارتفاع أسعار الصرف وزيادة غير مسبوقة في سعر الدولار. من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى:
- زيادة الضغوط الاقتصادية: ازدياد الأعباء على المواطنين والتأثير السلبي على الاقتصاد السوداني بشكل عام.
- اضطرابات مصرفية مستمرة: الانخفاض في قيمة العملة يسهم في تقليل القدرة الشرائية للمواطنين وتفاقم الأزمات الاقتصادية.
- أسعار الدولار : يتنبأ الخبراء بارتفاع سعر الدولار إلى ما يزيد عن 3000 جنيه.
- نمو سالب : الاقتصاد قد يواجه معدلات نمو سالبة، مما يزيد من التحديات الاقتصادية.
- الأزمة الإنسانية : تزايد أعداد النازحين واللاجئين، مع تحذيرات من الأمم المتحدة بشأن خطر المجاعة.
الدور المعقد للسوق السوداء:
السوق السوداء تلعب دورًا مركزيًا في تمويل الأنشطة العسكرية وتعزيز الاقتصاد غير الرسمي، مما يعقد من مهمة السياسات النقدية والمالية للدولة. وتساهم في:
- تقويض السياسات الحكومية : عبر تمويل الاستيراد من السوق السوداء لاحتياجات الجيش والوقود.
- انتشار الاقتصاد غير الرسمي : زيادة النشاطات خارج إطار الاقتصاد الرسمي.
الخطوط العريضة للإصلاحات:
- وقف الحرب : يعتبر الخبراء إنهاء الحرب مفتاحًا لحل الأزمة الاقتصادية، حيث لا يمكن تحقيق استقرار العملة دون إنهاء النزاع المسلح.
- تنويع مصادر الإيرادات : تعتمد الحكومة بشكل كبير على الذهب لدعم الاقتصاد والقوات المسلحة، ما يستدعي الحاجة إلى تنويع مصادر الإيرادات.
- دعم دولي وإقليمي : الحاجة ملحّة لدعم دولي لمساعدة السودان في تجاوز الأزمة.
تشير التقارير إلى أن الحكومة السودانية قد خصصت نسبة كبيرة من ميزانيتها لدعم الجيش واستيراد الوقود، مما أثّر سلبًا على الاقتصاد وزاد من العبء على الميزانية العامة. ومن هذا المنطلق، يعتمد الخبراء على الحلول السياسية كخطوات أولية قبل مباشرة أي إجراءات اقتصادية، بما في ذلك الحاجة إلى دعم دولي وإقليمي لمساعدة السودان في تجاوز أزمة اقتصاده وتحدياته الهيكلية.
متوسط اسعار العملات في السودان في السوق الموازي اليوم الاثنين 15\07\2024م (وقت نشر الخبر )
تنوية \ نظرا لظروف الحرب لم تحدث غالبية البنوك الاسعار منذ 13 ابريل عدا بعضها ونقوم بالتحديث بشكل مباشر والاسعار في السوق الموازي متباينة وغير مستقرة وتختلف بنسبة كبيرة من تاجر لاخر
تنويه \ يختلف سعر الدولار وبقية اسعار العملات من تاجر الى اخر بفارق بسيط لذا يرجى الانتباه والاسعار قابلة للتغيير