“خرج ولم يعد”.. سودانية تناشد لمعرفة مصير أبيها بعد اختفائه في الخرطوم
“عندما رجعنا من دونه بكينا كثيرًا”
ازدادت ظاهرة الإخفاء القسري في السودان، وسط الحرب المستمرة بالبلاد منذ أكثر من عام، تاركة العديد من الأسر في حالة من الضياع واليأس والبحث الدائم عن المفقودين.
ومن هذه الأسر أسرة منار عبد الله التي تعيش في منطقة الكلاكلة جنوبي العاصمة الخرطوم، بعد أن خرج والدهم عبد الله بحثًا عن عمل ليساعد الأسرة، ولم يعد منذ عدة أشهر.
“حياة جحيم”
وتحولت حياة الأسرة منذ ذلك الوقت إلى جحيم في ظل سعيهم المستمر لمعرفة مصير رب الأسرة، وسط ظروف القتال وانقطاع الاتصالات في أحيان كثيرة.
والتقت الجزيرة مباشر، منار عبد الله التي تحدثت عن حال الأسرة بعد فقدان والدهم قائلة “أول يوم انتظرناه كثيرًا ولم نعتقد حينها أنه لن يعود، ثم أخبرنا أعمامنا الذين سألوا وبحثوا عنه أيضا، لكن سكان المنطقة قالوا إنهم لم يروه أبدًا”.
ووصفت منار الأمر بأنه أصعب وقت يمر عليهم وقالت “هذه الليلة كانت أصعب ليلة لنا في الخرطوم، لم نستطع النوم وشعرنا بخوف وقلق شديد”.
“بكينا كثيرًا”
ومرت الأسابيع ولم يذهب شعور الحزن والخوف، وقالت منار إنهم استمروا في بحثهم في كل أنحاء منطقة الكلاكلة منذ الصباح وحتى العصر، وقالت “عندما رجعنا من دونه بكينا كثيرًا”.
وقالت منار “في الأسبوع الرابع مشينا لأحد الأسواق واعتقدنا أنه ربما وجد وظيفة، ولكن لم نجده”، وفي الشهر الثالث لغياب الأب، دخلت الأسرة في حالة اكتئاب بحسب وصف منار.
وقالت إنهم لم يفكروا في هموم الحرب، بل كان كل تفكيرهم في عودة والدهم، مع استمرار الحرب والقتال في المنطقة التي يسكنون فيها.
وبسبب اشتداد المعارك في الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اضطرت الأسرة إلى النزوح إلى بورتسودان، ولم يفقدوا الأمل في العثور على والدهم، ولكن ذلك الأمل لم يتحقق حتى الآن، إذ لا يزال مصير الوالد مجهولا حتى الآن.
من جانبها أعلنت مبادرة مفقود السودانية في إبريل/نيسان الماضي، أنها وثقت 990 حالة إخفاء قسري منذ بدء النزاع في السودان من بينهم نساء وأطفال، لكن تبدو أعداد المفقودين أكبر من هذا العدد، كما يقول متابعون.
المصدر : الجزيرة مباشر