كشف توبي هارورد، نائب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، عن جهود لتأسيس مركز في مدينة زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، لمتابعة أوضاع النازحين في جبل مرة ومناطق النزوح الأخرى في دارفور.
وخلال حديثه لممثلين عن النازحين في مدينة نيرتتي بجبل مرة غربي، يوم الأحد الماضي، دعا هارورد جميع أطراف الصراع المسلح إلى وقف إطلاق النار والعمل بجد لتيسير توصيل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين الذين تدهورت أوضاعهم وأصبحوا مهددين بالجوع والمرض، لا سيما الأطفال والنساء والمسنين.
وشدد على أنهم في حاجة ماسة إلى الغذاء والدواء ومستلزمات الإيواء، مما يستوجب على الأمم المتحدة أن تعيد تفعيل نشاط وكالاتها ومنظماتها في دارفور وكردفان والمناطق الأخرى المتأثرة بالحرب في السودان.
وقال إن الأمم المتحدة لم تقف جانبا بل تستمر في مفاوضاتها مع أطراف الصراع لحماية المدنيين في السودان ووقف القتال.
قدم المسؤول الأممي اعتذاره باسم الأمم المتحدة للنازحين واللاجئين والمواطنين السودانيين بسبب انشغال المنظمة عنهم نتيجة الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا والمشاكل السياسية في الدول الغربية بالإضافة إلى حرب غزة وأوكرانيا، وهو ما حوّل ميزانيات المانحين عن السودان.
أوضح أن الأمم المتحدة كانت تسعى لتحويل جهودها من الاستجابة الطارئة إلى الحلول المستدامة لدعم النازحين في العودة إلى منازلهم وتعزيز التماسك الاجتماعي بين الفئات القبلية في دارفور. إلا أن اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع أدى إلى تعطيل هذا المسعى، بل وحتى تسبب في تدهور الأوضاع، مما اضطر موظفي وكالات الأمم المتحدة إلى مغادرة دارفور وكل السودان.
وذكر أن الزيارة تهدف إلى تقييم الوضع على الأرض وجمع المعلومات لإقناع المانحين بأهمية استئناف أنشطة الأمم المتحدة في دارفور والسودان.
من جانبه، ذكر الناطق الرسمي للمنسقية العامة للنازحين واللاجئين، آدم رجال، أن اللقاء الذي جمع قيادات النازحين في معسكرات نيرتتي والإدارة الأهلية، مع نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، طوبي هارورد، والوفد المرافق له في المعسكر الجنوبي للنازحين، كان مثمراً، لأنه أتاح للنازحين فرصة نقل رسائلهم المتعلقة بالوضع الإنساني المتدهور الذي يعيشون فيه، والمجتمعات المضيفة، في ظل المجاعة ونقص الغذاء وندرة الأدوية الضرورية لإنقاذ الحياة.
وأشار إلى أن النازحين طلبوا تسريع توفير الغذاء والدواء ومواد الإيواء ومياه الشرب لإنقاذهم من الجوع والمرض والبرد والمطر.