تخلت الطالبة السودانية في كلية الصيدلة أساور مصطفى (22 عاما)، عن حلمها بعد أن دفعتها الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى الهرب من مدينة نيالا، لتبدأ رحلة محفوفة بالمخاطر إلى ليبيا برفقة عائلتها.
واستقر المقام بأساور وعائلتها -بعد رحلة اللجوء- بليبيا للعمل في ورشة لتغيير زيوت السيارات، وهي وظيفة مخصصة عادة للرجال.
وقالت أساور “خلّيت بلدي ودراستي وكل طموحاتي في السودان بسبب الحرب وبعد ما جيت هنا سجلت في منظمة حقوق اللاجئين”، وتمنت أن تأخذها المنظمة إلى أمريكا، وأضافت “لأن هذا حلم حياتي، لإكمال دراستي في الصيدلة في أمريكا هناك إن شاء الله”.
وقالت أساور في “الحرب بالسودان، شفنا سرقات، شفنا جثث حتى في الشوارع، شفنا تعنيف للنساء بكل الأنواع فكان الواحد يحس أن مستقبله أصبح مجهولا”.
وأضافت “يعني بقي مفيش في أمان، ففكرنا في الذهاب إلى ليبيا لأنها تقع في الناحية الغربية وهي أقرب، فقلنا نيجي ليبيا هنا ونسجل في المفوضية، ونحاول نواصل حياتنا هنا”.
“سرقات ونهب في نيالا”
وأشارت أساور، إلى أن مدينة نيالا التي كانوا يسكنون فيها بالسودان، شهدت سرقات ونهبًا؛ مما اضطرها وعائلتها إلى الخروج منها، وقالت “الحمد لله قدرنا نلملم شوية مصاريف عشان نطلع”.
وشرحت أساور ظروف الرحلة، وقالت إنها كانت رحلة طويلة “عشرة أيام في الصحراء، وكانت رحلة شاقة كثيرا وبالسيارات الكبيرة مع البهائم لحد ما دخلنا الكُفرة”.
وأوضحت أساور أنهم فضلوا العيش في مدينة مصراتة الليبية، وقالت إن الحياة فيها تعتبر أفضل لأنها أسهل من الحياة في المدن الكبيرة.
وذكرت أنها وجدت هذا العمل بالصدفة عندما جاءت مع بنت خالتها وكان عندها مقابلة عمل في نفس الورشة، وقالت إن المدير طرح لها الفكرة فوافقت وقبلتها، مشيرة إلى أنها تدر عليهم دخلا جيدا.
الفرار من السودان
وعن رحلة الهروب من السودان والاستقرار في مصراتة قالت هالة صبري، ابنة خالة أساور، وهي تعمل محاسبة في نفس ورشة تغيير الزيوت “نحن هربنا من الموت في السودان”.
وقالت إنهم جاؤوا إلى ليبيا، وكان الطريق شاقا جدا، وقالت “قعدنا في الطريق حوالي 12 يوما وكان الأكل فقط مكرونة مطبوخة بالمياه”، وأضافت “بعدها وصلنا للكُفرة”.
وقالت هالة، إن والدتها مرضت وتوفت بعد وصولهم، بسبب الرحلة الطويلة الشاقة وصعوبة الطريق، مشيرة إلى أنها وجدت عملا في مدينة مصراتة.
وكانت منظمة الهجرة الدولية قد أعلنت الثلاثاء الماضي، أن 20% من سكان السودان نزحوا جراء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى داخل وخارج البلاد منذ 15 إبريل/نيسان 2023.
وقالت المنظمة في بيان، إن نحو 10 ملايين و594 ألفا و576 شخصا نزحوا داخليًّا وخارجيًّا بالسودان حتى 3 يوليو/تموز الجاري، بينهم 7 ملايين و794 ألفا و480 شخصا نزحوا داخليا منذ 15 إبريل 2023.
المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز +فرانس برس