قال القيادي في حزب الأمة القومي، صلاح جلال، أن “الوضع العسكري في البلاد يتفاقم مع امتداد رقعة الحرب إلى مناطق جديدة، حيث توسعت قوات الدعم السريع إلى مساحات إضافية في مقابل تراجع الجيش، وخاصة في سنار ومحاصرة منطقتي النيل الأزرق حول مدينة الدمازين، والنيل الأبيض باتجاه مدينتي ربك وكوستي. هذا بالإضافة إلى الحصار الطويل لمدينة الفاشر عاصمة شمال ولاية دارفور، والمناوشات التي تجري في اتجاه مدينتي الفاو والمناقل في محور الجزيرة.”
هذا الوضع أدى إلى زيادة نسبة نزوح المواطنين، لا سيما الفارين من مدينتي سنجة وسنار، في سعياً إلى أماكن آمنة في مدن القضارف وكسلا وبورتسودان.
وأضاف جلال في تصريح لجريدة اندبندنت البريطانية : “من الناحية السياسية، هناك تحرك من القوى المدنية باتجاه الحشد وتوسيع قاعدة الرفض الشعبي للحرب بهدف نزع الشرعية الجماهيرية عنها.
في هذا السياق، عقدت عدة لقاءات، بما في ذلك اثنان في جنيف وثالث في باريس ورابع في القاهرة وخامس في أديس أبابا الذي دعا إليه الاتحاد الأفريقي. لكن الأخير فشل في جمع جميع الأطراف المدنية، حيث قاطعته تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) برئاسة عبدالله حمدوك، التي تُعد أكبر تكتل مدني لوقف الحرب، فضلاً عن حركتي تحرير السودان بقيادة عبدالواحد النور والحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو وحزبي البعث الأصل والشيوعي وبعض الشخصيات”.
وأردف قائلًا: “نلاحظ أنه بالرغم من عدم توحيد القوى المدنية، إلا أنها تتجمع وتتطور في موقفها المناهض للحرب وتكسب أصدقاء جدد، كان آخرهم مصر، حيث اجتمع رئيسها عبدالفتاح السيسي بالقيادات المدنية التي شاركت في مؤتمر القاهرة، مؤكدًا موقف بلاده الداعي إلى الحل السلمي التفاوضي ووقف الحرب فورًا”.
قال القيادي في حزب الأمة القومي: “في إطار الجهود الإقليمية، التقى خلال الفترة الماضية نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، مع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، حاملاً رسالة لاستمرار الحوار عبر منبر جدة الذي ترعاه الوساطة السعودية-الأميركية. كما وصل إلى مطار بورتسودان أول قائد دولة منذ اندلاع الحرب، وهو رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
ويعتقد الكثير من المراقبين أنه يحمل رسالة واضحة تعبر عن مساعي الاتحاد الأفريقي لوقف الحرب والدعوة إلى عقد اجتماع بين قائدي الجيش والدعم السريع بالتزامن مع ترتيبات اجتماع الرؤساء الأفارقة في مجلس الأمن والسلم الأفريقي الأخير.”
