تتواصل الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدن وجبهات متعددة في البلاد، حيث تظل ولاية سنار الواقعة جنوب شرق السودان مسرحًا لأعنف المعارك.
فقد تصاعدت شدة القتال في إطار سعي قوات الدعم السريع لاقتحام مدينة سنار والتوسع في بعض المناطق بعد سيطرتها على مدينة سنجة، عاصمة الولاية. في المقابل، يدافع الجيش بشكل شرس للحفاظ على المدينة والاحتفاظ ببعض النقاط الاستراتيجية، ويشن عمليات نوعية لاستنزاف الطرف الآخر.
صرح مصدر عسكري لصحيفة «القدس العربي» بأن الجيش نشر المزيد من القوات والمعدات في مختلف محاور سنار، وبالأخص نحو منطقة «جبل موية» الاستراتيجية، حيث يسعى الجيش لاستعادة السيطرة عليها لتفادي محاصرة ولاية النيل الأبيض.
وفي أواخر يونيو/حزيران الفائت، سيطرت قوات الدعم السريع على منطقة “جبل موية”، وهي سلسلة جبلية ممتدة تحيط بها عدة قرى شمال غرب ولاية سنار. من هناك، تمكنت القوات من التوغل والسيطرة على مدينة سنجة ومناطق الدالي والمذموم في جنوب الولاية والدندر في الشرق.
توقع المصدر أن تشهد الأيام القادمة معارك ضارية بين الطرفين في هذه المناطق بعد مقتل قائد قوات الدعم السريع عبد الرحمن البيشي، الذي ستسعى قوات حميدتي للانتقام له. في حين سيحاول الجيش استغلال حالة الفراغ والتشتت لتوجيه مزيد من الضربات القاسية.
قتل المقدم البيشي، والذي يعتبر واحدًا من أبرز قادة الدعم السريع في وسط السودان وقائد الهجوم على ولاية سنار، متأثرًا بجراحه بعد استهدافه بغارة جوية يوم الخميس قرب منطقة كبري العرب غرب مدينة سنار.
قاد البيشي، وهو قائد قطاع النيل الأزرق بقوات الدعم السريع، مع آخرين عدداً من المعارك الكبيرة التي شهدتها البلاد في هذه الحرب، مثل معركة “صك العملة” ومعركة “مقر الكتيبة الاستراتيجية” بمقرن النيلين. كما شاركوا في الهجوم على القيادة العامة للجيش، ودخول مدينة ود مدني، وقيادة ونقل العمليات إلى ولاية سنار.
قام ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر مقاطع فيديو تظهر مراسم دفنه ومواراته في الثرى، وفي تغريدة يوم السبت على منصة «أكس»، قال مستشار قائد الدعم السريع الباشا طبيق: «استشهد اليوم بمحور عمليات سنار المقدم عبد الرحمن البيشي وهو يقود قواته، مما يزيدنا قوة وعزيمة وإصراراً على المواصلة».
أفادت مصادر طبية في مدينة سنجة لـ«القدس العربي» بأن البيشي وصل إلى المستشفى الرئيسي بالمدينة يوم الخميس وهو في حالة حرجة، حيث كان يعاني من حروق في ظهره وبتر في قدمه اليسرى وفقدان كبير للدم. وأشارت المصادر إلى أنه خضع لعدة عمليات جراحية لكنها لم تتمكن من إنقاذه بسبب خطورة إصاباته.
شهدت مدينة سنار معارك عنيفة الخميس الماضي، بعد محاولة قوات الدعم السريع التقدم نحو سنار عبر محور كبري مايرنو غرباً وكبري العرب في الشمال الغربي. تمكن الجيش من صد الهجوم وأعلن الناطق الرسمي باسمه “دحر العدو والاستيلاء على 5 مركبات قتالية وتدمير 16 مركبة أخرى واستعادة عدد من سيارات المواطنين المنهوبة”.
