شهدت ولاية شمال دارفور خلال الأيام الثلاثة الماضية أمطارًا غزيرة ومتواصلة، مما زاد من تفاقم أوضاع العشرات من الأسر التي لجأت من المعارك المستمرة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، إلى معسكر زمزم للنازحين.
يستقبل مخيم زمزم الآلاف من الذين هربوا من ويلات الحرب، حيث امتلأت المدارس والساحات بهم، بينما استضاف بعض النازحين من حرب دارفور 2003 هؤلاء الفارين في منازلهم على الرغم من الصعوبات التي لا تزال تواجههم.
قال المعلم في مخيم زمزم للنازحين جنوب الفاشر، عبدالماجد شريف، لـ “دارفور24″، إن الأمطار التي هطلت بغزارة لمدة ثلاثة أيام متواصلة أدت إلى تدهور أوضاع بعض الأسر التي نزحت إلى مخيم زمزم هرباً من الحروب.
وأشار إلى أن هذه الأسر تفتقر لأبسط مقومات الحياة مثل المأوى والغذاء والماء والملبس، بعدما أجبرتهم الحرب على ترك منازلهم، ليجدوا أنفسهم يعيشون في العراء، تحت السماء، في أوضاع مأساوية ومعقدة لم تخطر على بالهم أبداً.
وأوضح الشريف أن الأوضاع الإنسانية تتدهور بشكل متزايد يوماً بعد يوم نتيجة قلة الموارد وصعوبة قيام المنظمات الإنسانية بمهامها بسبب التعقيدات السياسية وضعف الأوضاع الأمنية.
وأعرب عن قلقه من وقوع كارثة إنسانية قد تهدد حياة المئات من هذه الأسر البريئة التي تجد نزوح في ظلال الأشجار.
منذ بدء المعارك في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بين الجيش وحلفائه في القوة المشتركة ضد قوات الدعم السريع، استمر معسكر زمزم للنازحين، الذي يقع جنوب المدينة، في استقبال الفارين من الحرب من داخل مناطق المدينة. وقد اكتظت مدارس المعسكر بالنازحين، كما استضاف عدد كبير من المواطنين لدى أقاربهم.
تقوم منظمات محلية وطنية ومبادرات تطوعية بمساعدة الفارين، لكن إمكانياتهم لا تكفي لتلبية احتياجات هؤلاء النازحين، الذين زادت معاناتهم بسبب الأمطار الغزيرة، مما أثر على مئات الآلاف من سكان ولاية شمال دارفور المتضررين من الحرب المستمرة في مدينة الفاشر والقصف المدفعي المتبادل بين أطراف النزاع.
قال مواطنون لموقع “دارفور 24” إن المئات من الأسر، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن، يواجهون ظروفاً إنسانية صعبة للغاية بسبب عدم توفر مقومات الحياة. وقد طالبوا المنظمات الإنسانية بالتدخل السريع لتوفير المأوى والخدمات الأساسية مثل الغذاء والصحة والمياه.
ذكرت منظمة الهجرة الدولية أن الأمطار التي شهدها مخيم زمزم من 23 إلى 25 يوليو الحالي تسببت في نزوح 1018 عائلة في داخل المجتمع المضيف.
وكشفت عن تضرر 1018 منزلاً و816 مرحاضاً نتيجة للأمطار، بالإضافة إلى تأثر 149 منزلاً بشكل جزئي.
