أفادت إدارة مستشفى محلية رهيد البردى، الذي يبعد أكثر من 130 كيلومتراً غرب نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، بعدم توفر الأدوية المنقذة للحياة منذ فترة طويلة.
أفاد المدير الطبي لمستشفى الرهيد، ذو النورين محمد بشير، لـ”دارفور24″ أن أمراض فصل الخريف بدأت في الارتفاع، ومن بينها الملاريا والتيفوئيد.
أظهر تفشي حالات الإسهال بين الأطفال بشكل ملحوظ، حيث يستقبل المستشفى ما بين 10 إلى 15 حالة يومياً.
اشتكى المدير الطبي من غياب أدوية الطوارئ في المستشفى، وأوضح أن “آخر شحنة أدوية طوارئ استلموها من وزارة الصحة الولائية كانت في أواخر عام 2022، ومنذ ذلك الحين أصبح المستشفى يعتمد على الجهود الشعبية ومساهمات أبناء المنطقة من داخل البلاد وخارجها”.
وأضاف: “وصلتنا أدوية من منظمة أطباء بلا حدود في فبراير الماضي، وكذلك تسلمنا أدوية من منظمة الصحة العالمية في يوليو.”
يعاني المستشفى من نقص حاد في جميع مستلزمات العمليات مثل “الشاش واللقاحات الجراحية وأدوات الفحص والخيوط”، بالإضافة إلى عجز كبير في مواد المختبر.
كشف ذو النورين عن أن المستشفى فقدت نظام الطاقة الشمسية الذي تم سرقته.
وأضاف: “أي مواطن يحتاج إلى إجراء عملية جراحية يجب عليه تجهيز الوقود لوسيلة النقل بالإضافة إلى دفع رسوم العملية وتكاليف المدخلات، مما يشكل معاناة حقيقية لهم، كما أن المستشفى يواجه مشكلة نقص المياه.”
من جانبه، أشار الطبيب الصيدلي محمد السماني محمد إلى عدم وجود أدوية منقذة للحياة في مستشفى الطوارئ والعمليات بمحلية رهيد البردى.
قال لـ “دارفور 24” إن أدوية الطوارئ مثل المحاليل الوريدية وأدوية التخدير للخضوع للعمليات والخيوط الجراحية وحتى القساطر ونقل الدم غير متوفرة تمامًا.
وأشار السماني إلى عدم وجود أدوية للأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم، بينما الأدوية المتاحة مرتفعة الأسعار، “مما زاد من معاناة المرضى، خاصة وأن هناك مواطنين هجّروا ونزحوا من مناطقهم ولا يستطيعون حتى شراء الدواء”.
وأضاف: “تتوفر هذه الأدوية الآن في القطاع الخاص، ولكن الكميات المتاحة ليست كافية، كما أنها لا تشمل كل الأصناف التي يحتاجها المرضى المصابون بأمراض مزمنة.”
وأكد على أن أدوية الملاريا والالتهابات وبعض المحاليل الوريدية تصل من تشاد وجنوب السودان، لكن الكميات ليست كافية. كما توجد صعوبات خلال فصل الخريف بسبب وعورة الطرق وصعوبة الوصول، مما يزيد من تكلفتها.
قبل اندلاع الحرب، كانت وزارة الصحة الولائية والصندوق الوطني للإمدادات الطبية ومنظمة الصحة العالمية يمدون مستشفى رهيد البردي بالمستلزمات الطبية، إلا أن هذا الإمداد توقف بعد بدء النزاع.