أفادت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين أن معسكرات النازحين في دارفور تشهد يومياً وفيات تتراوح بين 20 إلى 25 شخصاً، بينهم أطفال ونساء حاملات وأمهات وكبار سن وأشخاص ذوو احتياجات خاصة، وذلك نتيجة سوء التغذية الحاد ونقص الغذاء وغياب الأدوية والعلاج.
رحبت المنسقية، في بيان صحفي حصل عليه راديو دبنقا، بتقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها الذي صنف معسكر زمزم، الذي يأوي نحو 500 ألف نازح، كم منطقة مجاعة في المرحلة الخامسة ضمن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. ويعد هذا المعسكر واحداً من 171 معسكراً في ولايات دارفور التي تم تسليط الضوء عليها.
وطالب البيان الصادر عن المتحدث الرسمي باسم المنسقية آدم رجال لجنة خبراء الأمم المتحدة بتوسيع نطاق هذا الوضع الذي يعيشه مخيم زمزم ليشمل جميع المخيمات والمناطق الأخرى في دارفور وكردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق والنيل الأبيض والخرطوم والجزيرة وكسلا وغيرها من مناطق السودان.
وأوضحت أن معسكرات النازحين في دارفور لم تتلقَ المساعدات الإنسانية منذ بدء الحرب في 15 أبريل، “سوى جزء ضئيل جداً وفي حالات نادرة، ولا يوجد غذاء في جميع المعسكرات، ولا حتى في المجتمعات التي تستضيفهم”.
أشار البيان إلى أن هذه الحالة المتدنية لا تقتصر على دارفور فقط، بل تشمل معظم مناطق السودان. وأضاف: “لقد استنزف الطعام، والطرق والمسارات لنقل المساعدات الإنسانية مغلقة، كما أن الناس لم يزرعوا في الموسم الماضي بسبب التعقيدات الأمنية.”
ذكرت المنسقية أن حتى الكمية القليلة من المواد المتاحة في الأسواق المحلية أسعارها مرتفعة، مما يجعلهم غير قادرين على شرائها.
وجهت المنسقية نداءً إلى الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية لتعزيز وجودهم في دارفور والسودان لمكافحة الجوع ونقص الأمن الغذائي، والعمل على فتح جميع المعابر والممرات لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية. كما دعت إلى توسيع نطاق الجهود بسرعة للاستجابة بشكل فعّال لإنقاذ حياة الملايين في السودان ودارفور.
دعت الأطراف المتنازعة في السودان إلى إنهاء هذه الحرب دون أي شروط، إذا كان لديهم مشاعر إنسانية وإحساس بالمسؤولية.
وقالت: “ما هو ذنب الأطفال والنساء الذين يموتون يومياً إما نتيجة الجوع أو بسبب القذائف المدفعية العشوائية والمقصودة أو بسبب القصف الجوي؟”.
أعلنت الشبكة الأمريكية لنظم الإنذار المبكر من المجاعة (FEWS NET) يوم الخميس عن وجود مجاعة في معسكر زمزم للنازحين في الفاشر، حيث تشير الأدلة المتوافرة إلى أن الوضع في المعسكر قد تخطى مستويات المجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي).
