تعرضت مناطق واسعة من مدن وولايات السودان لموجة من الأمطار الغزيرة التي استمرت لساعات، مما أدى إلى حدوث سيول وفيضانات اجتاحت العديد من الطرق الرئيسية بين بعض المدن والولايات وتسبب في تدمير المنازل. هذا الوضع زاد من معاناة المواطنين مع نقص الغذاء وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، مما ينذر بوجود أزمة إنسانية.
تعرضت محلية أبو حمد بولاية نهر النيل لأمطار غزيرة وسيول مساء الأمس ونهار اليوم، الجمعة، في مناطق مختلفة من المحلية، خاصة في مدينة أبو حمد، التي شهدت سيولاً جارفة أدت إلى أضرار جزئية في بعض المنازل بحي القوز. كما تسببت هذه السيول في قطع الطريق القومي الذي يربط بين أبو حمد وعطبرة في جبل الهاسري، الذي يبعد 20 كيلومتراً عن مدينة أبو حمد، كما جرفت الأمطار عدداً من المنازل في قرية كرقس شرق.
تستمر غرفة طوارئ الخريف في المحلية في جهودها لسحب المياه وتطهير مجاري السيول وتعزيز الردميات في المناطق الضعيفة.
قال مواطن لم يرغب في ذكر اسمه لـ”راديو دبنقا” إن السيول أدت إلى تعطيل الطريق القومي، مشيراً إلى أن ذلك سيفاقم من معاناة المواطنين، خصوصاً في أرياف مدينة أبو حمد التي تشهد تدفق أعداد كبيرة من القرى المجاورة للحصول على العلاج في مستشفى أبو حمد والتسوق من أسواق المدينة.
وأشار إلى أن الأمطار الأخيرة سيكون لها تأثير سلبي على عمال التعدين التقليدي، لكنه أضاف بأن هناك مسؤولاً حكومياً ذكر أن السلطات ستقوم بفتح طريق ترابي لتسهيل الحركة حتى يتم صيانة الطريق في أقرب وقت ممكن.
وأشار إلى أن قطع الطريق مع عطبرة سيزيد من معاناة المواطنين في المنطقتين وسيؤثر سلباً على حركة المسافرين. كما أشار إلى توقف حركة القطارات بين حلفا وأبو حمد وعطبرة، ولفت النظر إلى وجود عقد تم توقيعه مع مجموعة شركات دال لتشغيل قطار للركاب والبضائع بين بورتسودان وعطبرة وأبو حمد وحلفا.
هطلت الأمطار أمس وصباح الجمعة في عدة ولايات، حيث كانت أعلى كمية في مدينة النهود التي سجلت 42.3 مليمتر، تلتها أبو حمد بكمية 23 مليمتر، بينما تفاوتت كميات الأمطار في باقي المدن، بما في ذلك عطبرة التي شهدت أمطارًا خفيفة.
أشارت وحدة الإنذار المبكر إلى أنه تم تسجيل أمطار في مناطق متعددة لم يتم مراقبتها لعدم وجود أجهزة رصد في تلك الأماكن، وذلك وفقًا لمنصة المتحدث الرسمي باسم الحكومة.
في محلية مروي بالولاية الشمالية، أدت السيول الجارفة في خور أبودوم إلى إغلاق الطريق القومي بمروي في فجر الجمعة، كما اجتاحت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المحيطة بالخور.
عقدت غرفة الطوارئ الفيدرالية للخريف اجتماعها الدوري لمتابعة الأوضاع الصحية في البلاد، وصرّح مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بالإنابة، د.
الفاضل محمد محمود: تناول الاجتماع الأوضاع الصحية في البلاد، بالإضافة إلى التقارير المتعلقة بطوارئ فصل الخريف، سواء من حيث الإمداد الطبي أو صحة البيئة. وقد أشار إلى الاستقرار النسبي للوضع الصحي في الولايات، باستثناء ثلاث ولايات، منها ولاية كسلا التي سجلت ثلاث حالات جديدة من الإسهالات المائية في محلية ود الحليو. كما سجلت ولاية الجزيرة سبع حالات في محلية المناقل، مشيرًا إلى أن ثلاث حالات منها قد تماثلت للشفاء وغادرت المستشفى. وأشار أيضًا إلى بلاغات بشأن الإسهالات المائية في محلية شرق النيل بولاية الخرطوم، مؤكدًا التواصل مع إدارة الطوارئ في الخرطوم لبحث كيفية التنسيق مع المنظمات من أجل مكافحتها.
شملت هذه الموجة من الأمطار معظم ولايات السودان، بما في ذلك ولايات شرق ووسط السودان ودارفور وكردفان ونهر النيل وأجزاء من الولاية الشمالية التي لم تشهد هطول أمطار بهذه الكثافة سابقًا، مما أدى إلى تضرر جزئي لبعض المنازل.
