تشهد مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور السودانية أزمة إنسانية جديدة، حيث أن الفيضانات في وادي كجا تهدد بغمر مناطق كاملة وتهجير آلاف من السكان.
تُعد هذه الفيضانات الأحدث في سلسلة من الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها المنطقة في السنوات الماضية، مما زاد من معاناة السكان الذين يواجهون بالفعل آثار النزاعات والصراعات.
وأكدت شهود عيان لراديو تمازج يوم الجمعة، أن المياه غمرت بالفعل مساحات واسعة من أحياء الزهور والثورة وشرق وغرب الوادي في وحدة أردمتا الإدارية، كما أن بعض الأحياء الأخرى مثل أم دوين تواجه خطر الغرق الكامل.
ناشدت حليمة علي يعقوب، إحدى المتضررات من حي الزهور، المنظمات الخيرية والدولية بالتدخل بشكل عاجل لحماية منازلهم وممتلكاتهم.
وأشارت إلى أن المياه تتدفق إلى الحي بسرعة عالية، وأن هناك ضرورة ملحة لتوفير مواد البناء مثل الخيش وأكياس الرمل والخرسانة لبناء سدود لحماية الحي من الغمر.
أكد فخر الدين أبكر زكريا، عضو غرفة الطوارئ في الجنينة، لراديو تمازج، أن الغرفة قد أصدرت نداء استغاثة عاجلاً للمنظمات الخيرية والجهات المعنية والمبادرات الشبابية للمساعدة في جهود مواجهة الفيضانات.
وأفاد بأن العديد من العائلات قد تركت منازلها بالفعل، وأن هناك حاجة ملحة للمساعدات الإنسانية الفورية.
لم تبادر السلطات المحلية حتى الآن بأي إجراء ملحوظ لاحتواء الفيضانات وإنقاذ المواطنين، مما فاقم من حدة الأزمة.
في هذا الإطار، حققت مبادرة شارع الزلط، التي أطلقها شباب حي النهضة والسلام، تحسينًا ملحوظًا في حالة طريق سوداتل.
قام المتطوعون بفتح المجاري وتنظيف الطريق من الأتربة، مما ساعد على تسهيل حركة المرور. تخطط المبادرة لتوسيع نطاق أنشطتها ليشمل شوارع أخرى داخل الحي وخارجه.
ذكر ممثل المبادرة فخر الدين أبكر عيسى في حديثه إلى راديو تمازج، أنهم بدأوا نشاطهم يوم أمس بمشاركة متطوعين من الشباب من حي التضامن والسلام من أجل خدمة الوطن.
أفاد ممثل المبادرة: “سنعمل على إصلاح الأرصفة وإزالة الأتربة من الطريق، بالإضافة إلى توسيع جهودنا لتشمل السوق والشارع الرئيسي والمزلقان والطريق الذي يواجه مستشفى الجنينة.”
وأوضح أن المبادرة تستقبل المتطوعين من الأحياء الأخرى لتغطية جميع الطرق، حيث عانت منطقة الجنينية بشكل كبير من الفيضانات خلال هذا الموسم.