تتزايد التحذيرات حول خطر المجاعة في السودان، حيث أكدت الأمم المتحدة أن الكارثة الإنسانية التي يمر بها السودان نتيجة الحرب تهدد الأمن الإقليمي بالكامل، وذلك بعد يوم من صدور تقرير أممي يسجل انتشار المجاعة في بعض مناطق ولاية شمال دارفور.
ذكر كمال إدريس، المحلل السياسي السوداني، إن حالة القلق قد ازدادت بعد إعلان منظمة الأمم المتحدة عن وجود مناطق تعاني من المجاعة في دارفور، حيث دعت إلى تقديم مساعدة مالية عاجلة لاحتواء المجاعة ومنع انتشارها إلى بقية أنحاء البلاد.
وأضاف “إدريس” في تصريحات خاصة لجريدة “الوئام” السعودية ، أن حياة الأشخاص الذين يعتمدون على الزراعة أو الرعي أصبحت مهددة، وذلك بسبب غياب الإعلام الذي يظهر هذه الحقائق. فوسائل الإعلام، على قلّتها، أصبحت تركز فقط على نقل أحداث العمليات العسكرية، مما أدى إلى تأجيل أي نقاش حول السلام أو التنمية أو عودة السكان بأمان إلى منازلهم.
واصل المحلل السياسي حديثه قائلاً: “في الوقت الذي قدرت فيه المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين عدد الوفيات يومياً في معسكرات اللجوء بدارفور بسبب نقص الغذاء بين 20 إلى 25 حالة، أعلنت منظمة الأمم المتحدة بشكل رسمي عن حدوث مجاعة في مخيم زمزم الذي يستضيف أكثر من نصف مليون شخص، مما يدل على أن الوضع لن يقتصر على منطقة واحدة، خصوصاً في الأماكن التي تشهد مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع. يأتي ذلك في ظل الحاجة الملحة للاستجابة الفورية للنداءات الأممية من أجل تحقيق السلام، وكذلك لتقديم المساعدات الغذائية للسكان في مناطق واسعة تشمل ولايات الخرطوم والجزيرة ودارفور، بالإضافة إلى أجزاء من شرق البلاد”.
كارثة المجاعة
اختتم “إدريس” حديثه بقوله: “بينما يقترب الوقت المخصص للتصدي لكارثة المجاعة، تقوم العديد من المنظمات الأممية والمحلية بالعمل على توفير البذور اللازمة لموسم الزراعة الرئيسي. وأشارت منظمة الأغذية والزراعة إلى حاجتها الملحة إلى 60 مليون دولار لتغطية الأجزاء غير الممولة من خطة الوقاية من المجاعة، لضمان إنتاج الغذاء محلياً وتفادي نقصه في الأشهر الستة القادمة”.