السودان الان السودان عاجل

تراجع المساحات وارتفاع الاسعار..تحالف المزارعين يوجه نداءً إلى الأمم المتحدة لوقف الحرب ويحذر من احتمال فشل موسم الصيف الزراعي

مصدر الخبر / راديو دبنقا

 

تقرير: سليمان سري

طالبت سكرتارية تحالف مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة وشعوب العالم بالتعاون معهم لوقف هذه الحرب ومواجهة خطر المجاعة، وذلك بسبب فشل الموسم الزراعي. إذ لم يتم زراعة أكثر من 3,500 فدان، مما يمثل 6% فقط من الموسم 2024-2025 لمحاصيل القطن والفول والجنائن والذرة في قسم المسلمية بالجزيرة، بينما بلغت المساحات المزروعة في أقسام المناقل 27,652 فدانًا، مما يمثل 22%.

أبدى البيان قلقه بشأن إمكانية نجاح الموسم الصيفي نتيجة لانخفاض المساحات المزروعة، بالإضافة إلى نقص التمويل المتاح، وقلة العمالة، وتضرر نظام الري.

اعتبر البيان أن موسم الصيف قد لم يحقق النجاح المطلوب، وحذر من احتمال وقوع مجاعة قادمة تهدد الجزيرة وباقي السودان، نظرًا لدور المشروع في الاقتصاد السوداني.

تراجع المساحات:

أفادت سكرتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل في بيان حصلت عليه “راديو دبنقا” بأن الزراعة تعاني من عدة مشكلات نتيجة الحرب. وأوضحت أن الزراعة الصفرية التي تمت دون إعداد سماد أو بذور أو مبيدات لا تتجاوز مساحتها 6% من مساحة أقسام مشروع الجزيرة العشرة، بينما تصل المساحات المزروعة في أقسام المناقل إلى 22% وفقاً لإحصائيات الإدارة الزراعية.

ذكر البيان أن محصول القطن في قسم المسلمية سيخرج عن الموسم الصيفي 24-2025، بعد أن تم زراعة 2050 فدانًا في العام الماضي. أما بالنسبة للذرة، فقد انخفضت مساحتها إلى 3000 فدان مقارنة بـ 23900 فدان في العام الماضي. فيما بلغت مساحات الفول والجنائن 500 فدان فقط، مقارنة بـ 30000 فدان في موسم 2023-2024.

مشروع امتداد المناقل:

بالنسبة لأقسام المناقل الثمانية التي تبلغ المساحة الإجمالية بها حوالي مليون فدان لمحاصيل العروة الصيفية في الظروف الطبيعية، فقد انخفضت المساحة الكلية المزروعة لموسم الصيف للعام 2024 – 2025 إلى 27 ألف و652 فدان، مسجلة انخفاضًا بنسبة 22% مقارنةً بـ 123 ألف و699 فدان لموسم 2023 – 2024 الذي يمثل 100%.

انخفضت المساحات المزروعة من القطن إلى ربع مساحة العام الماضي، حيث بلغت 4792 فدان للموسم الصيفي 2024-2025، مقارنة بـ 12754 فدان لموسم 2023-2024. كما تراجعت المساحة المخصصة لزراعة الذرة إلى 16270 فدان، بعد أن كانت 69129 فدان. أما بالنسبة للفول والجنائن، فلم تتجاوز المساحة المزروعة 6590 فدان، مقارنة بـ 41766 فدان في العام الماضي.

ارتفاع الأسعار:

أشار بيان سكرتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل إلى أسعار المحاصيل والسلع الأساسية في سوق المناقل، حيث وصل سعر جوال الذرة “طابت” إلى 110 آلاف جنيه خلال شهر أغسطس الحالي، مقارنةً بـ 45 ألف جنيه في شهر مايو الماضي، ما يعكس نسبة ارتفاع قدرها 144%.

ارتفع سعر جوال الذرة “ود أحمد” إلى 100 ألف جنيه في أغسطس الحالي، مقارنة بـ 35 ألف جنيه في مايو الماضي، مما يعني زيادة بنسبة 214%. كما وصل سعر العدسية إلى 260 ألف جنيه للجوال خلال هذا الشهر، بينما كان 70 ألف جنيه في مايو الماضي، ما يدل على زيادة بنسبة 271%.

زاد سعر جوال الفاصوليا إلى 400 ألف جنيه في أغسطس الحالي، بعد أن كان 70 ألف جنيه قبل ثلاثة أشهر، مما يُظهر زيادة بنسبة 471%. في حين أن سعر جوال السكر قد تضاعف ليصل إلى 130 ألف جنيه خلال الشهر الحالي، مقارنة بـ 65 ألف جنيه قبل ثلاثة أشهر، بنسبة زيادة قدرها 100%.

أكدت سكرتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل التزامها بالزراعة رغم الأوضاع الحالية، مشددةً على أهمية الاستمرار في الزراعة لمن ظلوا في الأرض.

كما دعت أبناء وبنات السودان في الداخل والخارج إلى التعاون من أجل إنقاذ إنسان السودان ومشروع الجزيرة.

واصل البيان مشيرًا إلى أنه من هذا الوضع ودفاعًا عن بقاءنا وبقاء الأرض، وتأكيدًا على وجودنا ودفاعًا عنها، نوجه هذا النداء لمن لا يزالون موجودين على الأرض بأهمية ممارسة الزراعة.

اعتبر أن هجرة أغلب العمال الزراعيين والفلاحين من القرى والمناطق الريفية جعلتهم في أمس الحاجة إلى الدعم، حيث يمثلون الفئات الأكثر فقراً ويعانون من ظروف قاسية وغير إنسانية نتيجة نقص السلع وارتفاع أسعارها وغياب الرعاية الصحية.

عدنا 100 عام إلى الوراء:

قال الطيب يوسف، المزارع في مشروع الجزيرة بقسم ود حبوبة، لـ “راديو دبنقا”، إن من بين النتائج الكارثية للحرب على مشروع الجزيرة هو التراجع الكبير في المساحات المزروعة، بالإضافة إلى الاختلالات الكبيرة في أنظمة الري.

بالإضافة إلى ما أشار إليه من بدائية، التي تجلت بوضوح في أساليب الزراعة، قال: “كما لو أن عقارب الساعة قد عادت إلى الوراء لأكثر من 100 عام”.

وأشار إلى أن الإحصائيات التي نشرتها سكرتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل قد لا تكون دقيقة تمامًا، لكنها تبقى موثوقة. وذلك بعد إجراء عمليات رصد للمساحات التي تمت بواسطة الإدارات الزراعية في مشروع الجزيرة.

ورأى أن جميع هذه الأرقام والنسب تدل على وضع كارثي بالنسبة لبقية سكان الجزيرة ومناطق المناقل، مؤكداً أنها بلا شك تعكس مؤشرًا لمجاعة وتدهور كبير في الأراضي وطرق استخدامها، بالإضافة إلى تدهور قد يؤثر على أنظمة الري والقنوات.

ورأى أنه إذا كان هناك نداء أو استغاثة، فيجب أن يكون مرتبطًا بوقف الحرب، لكي يتمكن المزارعون والعمال الزراعيون من الحصول على قدر من الطمأنينة لاستئناف عملية الإنتاج والحفاظ على الأرض وما حولها من موارد وقنوات ري وغيرها من الأشياء التي يصعب تعويضها أو إعادة إنتاجها.

قال عمومًا بلا شك إن مشروع الجزيرة ظل واحدًا من الركائز الأساسية التي ساهمت في بناء الدولة السودانية، وقد أظهرت جميع التجارب أن هذه الأرض بكر قادرة على التجديد والحفاظ على خصوبتها وأصالتها. وأضاف أنه من الضروري التعامل معها بمستوى عالٍ من المسؤولية.

عدّ الأرض الزراعية الموجودة في الجزيرة وامتداد المناقل من الموارد التي يجب الدفاع عنها بقوة، موضحًا أنها مورد متجدد ومستدام ساهم في بناء وتطوير وتنمية الدولة السودانية لأكثر من مئة عام.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا