الدلنج: نقص في السلع ووجود شكاوى من عدم حصول الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية على الرعاية اللازمة.
كشف نشطاء عن تأزم الوضع الإنساني في الدلنج بولاية جنوب دارفور، حيث زاد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية دون الحصول على العلاج، في ظل نقص كبير في السلع وارتفاع أسعارها.
ذكرت الناشطة حياة الصادق أبوشريط، التي تعمل في حملة دعم أطفال سوء التغذية، لوكالة “دارفور24″، أن هناك زيادة واضحة في أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وأغلبهم لا يحصلون على الرعاية الغذائية اللازمة.
وأضافت أن إدارة التغذية بوزارة الصحة في ولاية جنوب دارفور ترفض تقديم المعلومات الدقيقة حول عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في الدلنج منذ الشهر الماضي، كما ترفض تسجيل الحالات.
أفادت حياة بأن إجمالي عدد الأطفال في مركز حملة دعم أطفال سوء التغذية يصل إلى 25 طفلاً، بينهم ثلاثة أطفال يعانون من سوء تغذية متوسط و23 طفلاً يعانون من سوء تغذية حاد.
وأوضحت أن المركز ليس جاهزًا لـ “استقبال الأطفال بسبب مشاكل في الصحة البيئية، حيث لا يوجد مطبخ لتحضير الطعام، ويتعرض الطعام للتلوث نتيجة وجود فضلات بشرية وحيوانية. بالإضافة إلى ذلك، يقع المركز بالقرب من اللواء 19 مشاه، مما يجعله غير آمن للأطفال في ظل الظروف المحيطة بالمدينة”.
في نفس السياق، أفادت المتطوعة أم كلثوم أبوريدة زين العابدين لوكالة “دارفور24” بأن هناك أطفالًا جددًا يعانون من سوء التغذية ويحتاجون إلى الرعاية الغذائية يوميًا، وهم في حالة حرجة.
وأوضحت أن الميزانية الحالية غير كافية لاستيعاب المزيد من الأطفال على الرغم من الزيادة اليومية في الأعداد.
وأكدت على صعوبة الحصول على المواد الغذائية الضرورية لإعداد الوجبات بسبب رفض العديد من التجار التعامل من خلال تطبيق “بنكك”.
أعربت أم كلثوم عن قلقها بشأن ضعف التمويل، إذ إن كل ما يحصلون عليه هو تبرعات من سكان المدينة في الخارج، مشيرة إلى أن هناك حاجة ماسة لدعم إضافي لزيادة عدد الوجبات واستقبال المزيد من الأطفال.
قال المواطن معتز عمر الدود لـ “دارفور24” إن مدينة الدلنج تعاني من أوضاع إنسانية وصحية مأسوية، حيث لا توجد أي فحوصات طبية متاحة في المدينة، بما في ذلك فحص الملاريا الذي يُعد غير متوفر في المستشفيات والعيادات.
وأضاف: “المستشفى يفتقر إلى المرضى نتيجة لعدم توفر الخدمات الصحية، كما أن الأدوية غائبة تمامًا عن الصيدليات.”
أشار معتز إلى أن المواد الغذائية شبه مفقودة، وحتى إذا وجدت فهي بأسعار مرتفعة لا يستطيع المواطن تحملها، حيث بلغ سعر كيس الذرة 300 ألف جنيه، وتكلفة طحن الملونة 12 ألف جنيه، وكيس البصل 400 ألف جنيه، وكيس السكر 350 ألف جنيه، بينما وصل سعر صابونة صغيرة إلى 1000 جنيه.
تقوم قوات الدعم السريع والحركة الشعبية بمحاصرة مدينة الدلنج من جميع الجهات منذ يناير الماضي، مما أدى إلى نشوء أزمة في الغذاء والأدوية نتيجة العجز عن إيصالها إلى المدينة.