اوضحت وزارة الصحة في الولاية الشمالية عن وفاة 20 شخصًا وإصابة 118 آخرين نتيجة الأمطار والسيول التي اجتاحت مناطق واسعة من الولاية الشمالية منذ بداية فصل الخريف وحتى يوم السبت الموافق العاشر من أغسطس الحالي.
أشار التقرير التراكمي للغرفة الفنية للطوارئ في وزارة الصحة إلى انهيار 904 منازل بشكل كامل و3185 منزلًا جزئيًا، بالإضافة إلى تضرر 4185 أسرة بشكل كامل و24 مرفقًا حكوميًا. كما أصيب 43 شخصًا بلدغات العقارب، وتعرضت 83 منطقة في الولاية الشمالية لأضرار كبيرة.
ذكر التقرير أن أجزاء واسعة من الولاية الشمالية شهدت يوم السبت العاشر من أغسطس الجاري أمطارًا غزيرة ومتوسطة، بالإضافة إلى سيول، تركزت في محليات مروي والدبة جنوب الولاية، وكذلك محليتي البرقيق ودلقو شمالًا. وتشير التقارير الأولية إلى وقوع حالات وفاة وإصابات، وانهيار مئات المنازل، وقطع عدد من الطرق القومية والدخلية. وقد أطلقت وزارة الصحة بالولاية الشمالية نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي والمنظمات الفاعلة للتدخل السريع لمساعدة المتضررين، خاصةً في محلية مروي التي تعرضت لأمطار غزيرة وسيول جارفة.
تداول المواطنون والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أخبارًا عن تساقط أمطار غزيرة وسيول في منطقة تنقاسي التابعة لمحلية كريمة بالولاية الشمالية، مما أدى إلى خسائر كبيرة لم يتم حصرها بعد، بالإضافة إلى انقطاع الاتصالات وخدمات الإنترنت.
أفاد القيادي في المجتمع المدني هشام عباس بأن كارثة السيول والأمطار في مناطق المحس والسكوت كانت كبيرة للغاية، بالإضافة إلى الأرواح التي فقدتها المنطقة. وأضاف أن في قرية كويا المحس، تحول 80 منزلاً بالكامل إلى أنقاض، ولم يتبقَ شيء من تلك المنازل.
في قرية أبو صارا المحس، انهار 20 منزلاً بشكل كلي و60 منزلاً بشكل جزئي، بالإضافة إلى أربعة متاجر ومحلات خدمية.
أشار في منشور له على فيسبوك إلى أن السيول جرفت جميع الممتلكات والمحاصيل ومخزونات السكان، كما تضررت الز crops. وأكد أن معظم الأسر لم تنجُ إلا بالملابس التي ترتديها. وأضاف أن خدمة المياه قد انقطعت بالكامل في ظل الظروف الراهنة، مما أدى إلى أزمة في بعض المناطق بسبب نقص مياه الشرب.
وجه القيادي المدني نداءً إلى جميع المنظمات الإنسانية والخيرية داخل البلاد وخارجها للوقوف مع هذه الكارثة، مطالباً جميع النوبيين في الخارج بالتحرك بسرعة لتقديم المساعدة الممكنة للمتضررين.
أفاد شاهد عيان لـ”راديو دبنقا” أن سيولاً قوية قد قطعت الطريق الغربي الذي يربط بين مدينتي دنقلا وأرقين في شمال السودان عند الكيلو 92، مما أدى إلى تعطيل الحركة من وإلى محلية وادي حلفا.
من جهة أخرى، قام نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي بتداول مقطع “فيديو” يظهر انتشار حشرات غريبة في بعض مشاريع كرمة والبرقيق وارتقاشا الزراعية الواقعة في محلية دنقلا بالولاية الشمالية.
قال شاهد عيان من منطقة البرقيق لراديو دبنقا إن المزارعين فوجئوا صباح اليوم بسرب كبير من حشرات غريبة من نوع الزواحف، ظهرت على الجروف بالقرب من المشاريع الزراعية. ورغم أنها ضربت جزءًا من المشاريع إلا أنها لم تسبب أضرارًا. وتابع قائلاً: “الحشرات بدأت تنتشر ولم تحدث خسائر، ولكن هذا لا يعني أن الوضع ليس خطيرًا”.
ولم يستبعد الشاهد من احتمال حدوث أضرار في محصول الذرة، مما قد يؤدي إلى فشل الموسم الزراعي وتدمير المحصول إذا انتشرت بكميات كبيرة في الأراضي المزروعة ولم يتم مكافحتها. ودعا السلطات المحلية إلى التحرك سريعاً لإنقاذ المشروع الزراعي وحماية المواطنين من لدغات تلك الحشرات. وحذر من أن تلف المحاصيل يعني فشل الموسم الزراعي الصيفي، مما قد يسبب مجاعة أكيدة في ظل الظروف الإنسانية التي تمر بها الولاية.
انتقد نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي عدم استجابة حكومة الولاية الشمالية عبر المحليات لحجم الكارثة، وتحركها ببطء دون اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، أقلها توفير الأدوية. وأشاروا إلى أن الحكومة تحصل على عائدات من شركات التعدين تحت مسمى المسؤولية الاجتماعية، ولكنه لا يتم توجيهها نحو الخدمات. بالإضافة إلى ذلك، هناك إيرادات من إدارة الجمارك ورسوم المعابر اليومية، وما تحصله المحليات من رسوم في الأسواق، كان ينبغي استخدامها للمساعدة في دعم المتضررين نتيجة السيول والأمطار في القرى المختلفة بالولاية، الذين أصبحوا في العراء ولن يعودوا إلى منازلهم قريباً بعد أن جرفتها السيول.
حث نشطاء في لجان الطوارئ والخدمات على ضرورة التعامل مع مشكلات وقضايا إنسان ولاية الشمالية، وطالبوا المحليات بالتركيز على تقديم الدعم للمحتاجين وتوزيع المساعدات الإنسانية.