اخبار الاقتصاد السودان عاجل

رغم تقاعس الحكومة وقيود البنك الزراعي، الأمل يبقى قائماً في نجاح الموسم الصيفي بمشروع حلفا الجديدة

مصدر الخبر / راديو دبنقا

 

تقرير: سليمان سري

تفاؤل بنجاح موسم الصيف في مشروع حلفا الجديدة رغم تململ الحكومة وهيمنة البنك الزراعي.
أكد أحد القادة في لجان مشروع حلفا الزراعي أن المحاصيل في المناطق الجنوبية حققت تقدماً جيداً، واعتبر أن هطول الأمطار يمثل عاملاً أساسياً لنجاح المحاصيل، وخاصة محصول القطن.
في حديثه إلى “راديو دبنقا”، اعتبر أن نجاح الموسم الزراعي الصيفي هذا العام، بشكل غير معتاد، يعود إلى الدعم الكبير الذي حصل عليه من منظمات عالمية تركز على الإنتاج الغذائي، مما أتاح زراعة مساحات واسعة من الفول السوداني والذرة الرفيعة.
لكنه نسب ما أطلق عليه التأخير النسبي في التفتيشات الشمالية إلى تأخر وصول المياه المتدفقة من الجنوب نحو الشمال.نجاح الموسم الصيفي

وأبدى القيادي في لجان المزارعين بحلفا الجديدة تفاؤله بأن معينات هذا الموسم الزراعي 24/2025 لمحاصيل العروة الصيفية توفرت بدعم مقدر من منظمات دولية تحوطًا وتحسبًا لتقليل آثار النقص الغذائي بعد خروج مشروع الجزيرة من دائرة الإنتاج.

وأشار إلى دعم برامج سميت من قبل المعونة الأمريكية والذي تمثل في دعم كامل لزراعة مساحات مقدرة من محصولي الفول السوداني والذرة الرفيعة في عدد من تفاتيش المشروع.

وقال إنهم تلقوا وعودًا قاطعةً من برامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة العالمية بتولي الدعم الكامل لمحصول القمح في العروة الشتوية 24/2025م، من خلال منظمات أخري مثل Mercy Corps  وتوفير معينات الخضروات من أسمدة وتقاوي لمساحات البساتين “الأملاك” التي تنتج الخضر والفواكه، وتابع قائلًا “عمومًا نستطيع أن نقول  نحن مستبشرين بأن يكون لنا دور في سد الفجوة الغذائية ولو قليلًا”.

وانتقد القيادي في لجان مزارعي مشروع حلفا الجديدة الزراعي إدارة مؤسسة حلفا الجديدة الزراعية، بأنها لم تقم بأي دور، أو أي نوع من الخدمات التمويلية لمحاصيل العروة الصيفية، ما عدا البنك الزراعي لكن بسقف محدود لا يفي باحتياج المدخلات للمزارع الواحد في الحواشة الواحدة بدوراتها الثلاثة وبهامش ربحي مرتفع.

وعبر عن استيائه لأن القطن والذي يجب ان يكون أهم محصول في عموم المشاريع المروية (داعم لميزانية الدولة)، تخلت عنه الدولة مفسحة المجال للشركات الرأسمالية بتشريع برامج الزراعات التعاقدية.

أمطار متوازنة

وأوضح القيادي في مشروع حلفا الجديدة الزراعي أن كمية الأمطار متوازنة ومفيدة لحد كبير بالمقارنة مع المواسم السابقة فهي أفضل كثيرا، على الرغم من ارتفاع معدلات هطول الأمطار.

وقال إنَّ برامج دعم منتجي القمح بالسودان من قبل منظمة الأغذية والزراعة تمثلت في منحة تغطي 20% من مدخلات الانتاج (التقاوي والسماد بالأنواع المستخدمة ومبيدات الحشائش). وتستمر برامج الدعم لمدي يمتد على ثلاثة مواسم.

وأعاد التذكير بأن المنظمة الأممية كانت قد احجمت في تنفيذ البرامج في الموسم الأول 21/2022 بسبب انقلاب 25/ أكتوبر/2021 حيث قررت المنظمة التطبيق في الموسم التالي 22/2023 بحسبان ان المستفيد هو المزارع وليست الحكومة. وجاء التدخل بعد أن اكتملت الزراعة وتقدمت بعدد من السقايات “مرات الري” في مساحة 46 ألف فدان وبحساب الوحدة الانتاجية 5 فدان. مبينًا أن الشريحة المنتفعة تصل إلى ما يقارب 9200 مزارع من مجموع الـ 25 ألف مزارع في مشروع حلفا الجديدة لوحده.

وقال تم تطبيق برنامج الدعم كذلك في مشروع الجزيرة والمشاريع الأخرى بمساحاتها المختلفة، تم التطبيق بأن دفعت منظمة الزراعة والأغذية، نقدًا للإدارة قيمة 20% من التقاوي المستهلكة في الزراعة بحيث استفاد كل مزارع بمعدل 60 كجم من الـ 300 كجم تقاوي للحواشة الواحدة.

تقاعس الدولة

وأوضح القيادي في لجان المشروع الزراعي بحلفا الجديدة لـ”راديو دبنقا” أن المزارعين عبروا عن تقديرهم لجهود المنظمة الدولية في توفير التقاوي بعد تقاعس الدولة التي استعانت بالشركة الصينية والتي عملت في حلفا الجديدة بعد تطبيق برامج الزراعات التعاقدية لمحصول القطن بعد تنحي الدولة وتنازلها عن أهم مورد لها وهو محصول القطن (الذهب الأبيض).

وقال إنَّ منظمة الأغذية والزراعة دفعت لهيئة حلفا الزراعية نقدًا قيمة تقاوي واحد فدان لكل مزارع أما بخصوص السماد، فقد تم توفيره عبر البنك الزراعي السوداني المملوك للدولة، واعترضت منظمة الأغذية والزراعة علي الأسعار العالية جدًا لسماد اليوريا وسماد الداب، ولم تدفع نقدًا وقامت بتوفير الكميات عينيًا لدي الإدارة بمعدل 1,2 جوال سماد يوريا و 1 جوال سماد داب لكل مزارع من الـ 9200 مزارع بالمشروع.

عدم الاستفادة من الدعم

واستغرب القيادي في لجان مشروع حلفا الجديدة الزراعي رفض إدارة البنك الزراعي قبول توزيع هذه الكميات لصالح المزارع، بحجة انه قد تم التنفيذ للبيع بصيغة المرابحة لهيئة حلفا الجديدة الزراعية. وتابع قائلًا: إذًا الحصيلة انه وبعد أن تعذر تطبيق برامج الدعم الأممي للمزارع في الموسم الأول بسبب الانقلاب، وبعد التجاوز في الموسم الثاني لم يشعر المزارع بالاستفادة من دعم التقاوي نسبة لغلاء قيمتها بسبب توفيرها عن طريق الشركة الصينية، وسقط دعم السماد يسبب تعنت بنك الدولة الزراعي، ثم أن الأدهى والأمر تم الكشف في معاملات الموسم الأخير عن برامج الدعم في عمليات الحصاد والتي لم يستفيد المزارع منها.

وأشار إلى أن مشروع حلفا الجديدة الزراعي بمساحة نصف مليون فدان ووفرة مياه الري بعدد ثلاثة مواعين مع إمكانية الامتداد شمالًا في سهل البطانة، يجعل المشروع مؤهل تمامًا لاعتماد الدولة عليه في تطبيق الخطط الاستراتيجية.

جمعيات تعاونية

ورأى القيادي في لجان مشروع حلفا الجديدة الزراعي أن عودة الجمعيات التعاونية الزراعية أصبحت مطلب لكل قواعد المزارعين وضرورة ملحة تقتضيها مصلحتهم، ولنجاح المواسم الزراعي.

وقال سبق أن قدمت لنا دعوة من هيئة البحوث الزراعية لحضور “يوم الحقل” بغيط القرية 7 هاجر وبحضور إدارة مؤسسة حلفا الجديدة الزراعية وممثل الحكومة، والأهم كان وجود مدير منظمة الزراعة والأغذية F.A.O وبكامل طاقمه من الموظفين والمناط بهم العمل في خمس ولايات تنتج سلعة القمح، والذي استثنيت منه ولاية الجزيرة بفعل الحرب.

وقال في هذا اللقاء عبر المزارعون عن ارتياحهم لدور المنظمة في إنجاح الموسم الزراعي، غير أنه رأى بأن أفضل ما تمخض عنه هذا اللقاء هو ما جاء في كلمة العضو المنتدب من قبل منظمة الأغذية والزراعة F.A.O لمشروع حلفا الجديدة الذي طالب بانتظام المزارعين تحت مظلة جمعيات تعاونية لتعثر التعامل معهم عبر الجهاز الحكومي فيما يتعلق بتقديم الدعم.

ميل فطري

وأعاد العضو البارز في لجان المشروع الزراعي التذكير بأن زراعة القمح بمشروع حلفا الجديدة الزراعي له أهمية كبيرة جدًا، نسبة للاعتماد الكامل والمباشر من قبل الأهالي عليه في المقام الأول، إذ انه يتوافق مع الميل الفطري للمزارع المهجر من أقصى الشمال، وزراعته ذات جدوي عالية للاعتماد المباشر عليه في الغذاء، وأيضًا، الخبرات المتوارثة في العمليات الفلاحية له، بالإضافة إلى الاستجابة المثلى للمزارعين للتقانات البحثية، المستحدثة، والمشاركة في إنتاجها.

واعتبر في الحديث الذي أدلى به لـ”راديو دبنقا” أن أهم المميزات في زراعة محصول هي موسمه الإنتاجي القصير مقارنة بالمحصولات الأخرى، وتوفر تقنيات إنتاجية عالية وذات مردود انتاجي كبير من قبل هيئة البحوث الزراعية، مدعومة من جهات عالمية مختلفة (الجايكا، ايكاردا) الأمر الذي رفع معدلات الانتاج لما يقارب 2 طن”20 جوال زنة الجوال 100 كجم” للفدان . بينما أهم المطلوبات تتمثل في توفير آلية تسوية الحقل بالليزر لتسهيل تحكيم الري مما ينتج عنه تقليل الفروقات في الإنتاج بين المزارعين.

قبضة البنك الزراعي

وقال القيادي في أوساط المزارعين أنهم ظلوا يدفعون بالشكاوى من سوء الإدارات المتعاقبة بالبنك الزراعي، وقال: “ذكرنا ذلك عدة مرات وآخرها في تعقيب على الخطة الانتاجية لمحصول القمح الصادرة عن ادارة التخطيط والبحوث بهيئة حلفا الجديدة الزراعية لموسم 23/2024، طالبنا فيه بالحرص على الانفلات من قبضة البنك الزراعي السوداني (بنك الدولة) لتجنب الأسعار الخرافية للأسمدة التي وردت للبنك الزراعي عبر صفقات مشبوها تكبد تأثيراتها مزارع حلفا الجديدة الذي دخل في خسائر كبيرة مدى الموسمين السابقين. وعبر عن مخاوفه من تكرار نفس الأخطاء في موسم 24/2025م.

وقال تم التأكيد من قبل على أن العدالة، تلزم التعويض، وأنه يترتب على زيادة المساحة زيادة الخيش للحصاد مع تحري الجودة، تجنبًا للفاقد من المحصول. واعتبر أن مبيدات الحشائش عريضة الأوراق بمعدل 2/4 بمعدل 0,8 لتر للفدان أي 80 لتر ألف لمساحة مائة الف فدان .

مبيدات الامداد

وأشار القيادي في لجان المزارعين إلى أن بعض المزارعين ابتكروا تقنية مستحدثة خلال الخمس مواسم السابقة، وأخذت في الانتشار، نسبة للنتائج الطيبة التي ترتبت عليها وهي تطبيق مبيد الحشائش (استومب) قبل الري بجرعة مخففة 0,6 لتر للفدان، أي ما يعادل ما بين 2,5 الى 3 لتر للحواشة لمكافحة الحشائش الجبلية المنافسة للقمح عند الانبات، ما أغنى المزارعين عن عملية التروية وقال أنه طالب باعتماد هذه الدراسة لدى هيئة البحوث التابعة لمؤسسة حلفا الجديدة الزراعية.

مرتكزات ثابتة في كل موسم

استنكر القيادي في لجان المزارعين بمشروع حلفا الجديدة الزراعي تعثر توفير التمويل المعلن مسبقا وبصورة مستمرة في كل موسم الأمر الذي يؤثر على دفع استحقاقات أصحاب الجرارات الأهلية بالمنطقة، وما يترتب عليه من أثر سالب لهذا الموسم. ولتلافي هذا الأثر، قال بأنهم أوصوا باستحداث آلية للحساب الفوري للتحضيرات ولكل أعمال الجرارات. كما وأوصوا بتوقف الزراعة بنهاية شهر نوفمبر بحساب تمام عمليات الري بحيث لا تتجاوز الأسبوع الأول من ديسمبر.

وعبر عن أسفه لكون التقاوي في الموسم السابق كانت بقيمة عالية جدًا مقارنة بقيمة المحصول عند الحصاد وقال إنهم طالبوا بتمليك التقاوي للهيئة على أن يتم الاسترداد من المزارع عينا عند الحصاد، بحيث يحتسب على المزارع قيمة في إعداد التقاوي الغربلة والتعافير، وإضافة نسبة الشوائب.

لمحة تاريخية:

تجدر الإشارة إلى أن مشروع حلفا الجديدة الزراعي تبلغ مساحته نصف مليون فدان تقريبا، وأراضي الدورة “الحواشات” موزعة بمعدل 15 فدان لكل مزارع من جملة 24 ألف مزارع في ثلاثة بساطات مساحتها 5 فدان لكل حقل، وتخضع للخطة السنوية للتركيبة المحصولية الفول السوداني، اللوبيا العدسية وهو محصول أساسي للصادر لجميع دول جنوب شرق آسيا، الذرة الرفيعة.

ومن المحاصيل الواعدة فول الصويا وحب البطيخ (التسالي)، القطن وقد أنشأت عدة محالج جديدة تتبع لشركة الاقطان السودانية، وآخر للشركة الصينية والأخير والأحدث لشركة محجوب أولاد المملوكة لرجل الأعمال وجدي ميرغني.

عقب تركيب غربال السمسم بالمطاحن، زار وزير الزراعة المكلف بحكومة ولاية كسلا، د.خضر رمضان صادق، بصحبة السفير الإيطالي، لدي جمهورية السودان مقر مطاحن حلفا الجديدة والورش. وانتهز السفير الإيطالي الفرصة للتبشير بالمشروعات المقترحة لتنفذ مستقبلا في مشروع حلفا الجديدة وقال إنَّ أول المشروعات المقترحة تتمثل في إنشاء معاصر زيوت وبخاصة للسمسم لتجهيزه للصادر.

 

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا