السودان الان السودان عاجل

استمرار التدوين وارتفاع عدد الضحايا واغلاق المدارس بعد احداث الاربعاء في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان

مصدر الخبر / راديو دبنقا

ارتفع عدد ضحايا قصف قوات الدعم السريع في مدينة الأبيض إلى 20 قتيلاً و105 مصابين.

تواصلت الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، يوم الخميس من الجانب الجنوبي دون أن تسجل خسائر. وقد أثار ذلك هلعاً وخوفاً بين المواطنين، مما أدى إلى إغلاق بعض المدارس الواقعة في الغرب والجنوب من المدينة.

كشفت وزيرة الصحة بالإنابة في ولاية شمال كردفان، د. إيمان مالك، عن ارتفاع عدد القتلى جراء القصف العشوائي على مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان، من قبل قوات الدعم السريع إلى 20 قتيلاً، بينما ارتفع عدد الجرحى والمصابين إلى 105. جاء ذلك في إحصائيات جديدة وردت صباح اليوم الخميس من المؤسسات الصحية. وأوضحت مالك في تصريحات صحفية أن الفرق الطبية مستمرة في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمصابين.

قذائف من جبل عيسى

تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الأبيض من جميع المداخل، وتتواجد حولها في 11 وحدة إدارية من أصل 19 في محلية شيكان، بالإضافة إلى سيطرتها على محليات أم روابة والرهد وسودري وجبرة الشيخ، ووجودها أيضاً في محليتي بارا وأم دم حاج.

تنتشر قوات الدعم السريع في مدينة الأبيض، حيث تتواجد في المنطقة الجنوبية التي تضم الإمدادات الطبية وحتى مصادر المياه الرئيسية في الجنوب، تحديداً في منطقتي (بنو) و(نوه). أما في الجانب الغربي، فهي موجودة في حي السلام والمربعات (12) و(13).

حاولت قوات الدعم السريع الدخول إلى مدينة الأبيض، وكان آخر هذه المحاولات في يوم الاثنين 12 أغسطس 2024، حيث تمكنت مجموعة من القوات من التسلل إلى حي الوحدة غرب المدينة، واكتفت بتصوير عدة مقاطع فيديو قبل أن تنسحب إلى مواقعها خارج المدينة.

تتواجد قوات الدعم السريع في منطقة جبل كردفان التي تقع على بُعد نحو 18 كيلومترًا جنوب شرق المدينة. وقد كانت هذه المنطقة هدفًا لهجوم من قبل قوات الهجانة قبل شهرين، وذلك بهدف إخماد مدفعية الدعم السريع التي كانت تطلق قذائفها من هناك.

وفقاً لمصدر طبي، تعرضت منطقة وسط الأبيض، التي تقع بالقرب من السوق الكبير ووزارة التخطيط العمراني ومدرستي الخنساء وشنتوت، لأغلب ضحايا القصف.

أفاد مصدر عسكري فضل عدم الكشف عن هويته أن الهجوم على مدينة الأبيض انطلق من منطقة جبل عيسى، التي تقع شمال شرق المدينة وتحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية النزاع، مشيراً إلى أنه تم استخدام مدافع الكاتيوشا في القصف.

في هذا السياق، تتواجد القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى في عدة مناطق داخل المدينة، حيث يتركز الجيش في قيادته في الفرقة الخامسة مشاة (الهجانة) شرق المدنية، وفي المطار الواقع جنوب شرق المدينة.

الموقع الاستراتيجي للأبيض

مدينة الأبيض هي حاضرة ولاية شمال كردفان وتقع ضمن حدود محلية شيكان، وهي المحلية الوحيدة في هذه الولاية التي تتواجد فيها القوات المسلحة، فيما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على المح-ليات الأربع الأخرى.

وبجانب دورها الاقتصادي الهام كسوق رئيسية للصمغ العربي ومحاصيل أخرى بالإضافة إلى المواشي، تقع مدينة الأبيض على ملتقى طرق رئيسية وفي مقدمتها طريق كوستي-الأبيض-الفاشر، وطريق الأبيض-الدلنج-كادوقلي وطريق الصادرات بارا-امدرمان.

وتعتبر المدينة من أقوى معاقل القوات المسلحة السودانية حيث يوجد فيها مقر الفرقة الخامسة مشاة وقوات الهجانة التي نجحت في صد محاولات الدعم السريع منذ بداية الحرب في 15 أبريل 2023 للسيطرة على المدينة، كما أنها نجحت في الصمود أمام الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة منذ حوالي 11 شهرا.

سقوط مدينة الأبيض تحت سيطرة قوات الدعم السريع يمثل خسارة معنوية كبيرة للقوات المسلحة الأمر الذي يفسر رفضها التخلي عن المدينة كما فعلت في قيادات فرق عسكرية أخرى، كما أنه سيمثل انتصار عسكري وسياسي كبير لقوات الدعم السريع الأمر الذي يشي بأن “معركة الأبيض” مرشحة لأن تطول وأن تطول معها بالطبع معاناة المواطنين.

انتهاكات واتاوات

وأكد مصدر لـ(راديو دبنقا) أن حصار الدعم السريع أثر على المدنية من الناحية الاقتصادية حيث تفرض قوات الدعم السريع رسوماً باهظة على شاحنات البضائع (3 مليون للشاحنة الكبيرة) وتطلب دفعها نقداً ما أدى إلى ندرة في السيولة النقدية بمصارف الأبيض، مشيراً إلى نقص في الأدوية المنقذة للحياة، وانقطاع شبكات الاتصال منذ بداية القصف أمس.

من جهته أكد فتح الرحمن عباس رئيس المقاومة الشعبية بمحلية شيكان دعمهم ومساندتهم للقوات المسلحة في معركة الكرامة وتقديم التهاني لها بمناسبة الذكري السبعين لأعياد الجيش.

وقال عباس في تصريحات: “ما قامت به قوات الدعم السريع يعد عملاً إرهابياً وخيانة عظمى للشعب السوداني “وأوضح أن القصف الذي تعرض لها مدينة الابيض تعتبر واحدة من جرائم الدعم السريع التي تجعل المواطن أكثر وقوفاً ضد هذه الفئة المجرمة، كاشفاً عن وقفة المقاومة الشعبية وجميع فعاليات وقطاعات ومواطني محلية شيكان مع قيادة الدولة التي أعلنت عدم مشاركتها في محادثات جنيف.

وفي السياق ذاته أكد عبد الخالق عبد اللطيف والي شمال كردفان المكلف أن قوات الدعم ما زالت تواصل في جرائمها وانتهاكاتها تجاه المواطنين جاء ذلك خلال زيارته لمشرحة مستشفى الأبيض التعليمي موضحاً أن المجزرة نتجت عنها وفيات وإصابات وسط الأطفال وتلاميذ وطلاب المدارس مما يوضح ان التمرد يستهدف المواطن بشكل مباشر وأن حربه ليست مع الجيش وإنما مع المواطن الأعزل.

وأكد عبد الخالق قدرة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى على هزيمة الدعم السريع مشيراً إلى أن ما حدث هو مجزرة وإبادة جماعية مكتملة الأركان عمدت قوات الدعم السريع لارتكابها متزامنة مع العيد السبعين للجيش لترسل هذه الرسالة لأسيادها بأنها في المعركة والحقيقة وأنه لا وجود لهم سوى شرذمة ومرتزقة يواصلون القتل والنهب والترويع وسط المواطنين.

 

 

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا