السودان الان السودان عاجل

خبراء : أمطار وسيول استثنائية ومخاطر بيئية حقيقية  في السودان

مصدر الخبر / راديو دبنقا

 

تقرير: سليمان سري

ذكر الخبير البيئي، د.بشرى حامد أحمد أن مخاطر السيول والأمطار لهذا العام لا تزال قائمة، خصوصًا أن الفاصل المداري لا يزال مُركزًا شمالًا حتى أسوان والمناطق الحدودية بين حلايب وشلاتين، وذلك وفقًا لتقارير العلماء المناخيين.

قال لـ”راديو دبنقا” إنَّ أضرار الأمطار والسيول كانت كبيرة، لأنها ضربت مناطق نادرة فيها الأمطار مثل أبو حمد في ولاية نهر النيل. لم تكن تلك المناطق تعرف السيول والأمطار بهذه الكثافة، ولم تتكيّف بعد مع الاستعداد لموسم الأمطار (الخريف)، مما أدى إلى تدمير 70% من المنازل، بينما الـ 30% المتبقية مهددة بالسقوط.

استعدادات ضعيفة:

وأعلن د بشرى حامد أحمد، الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية في ولاية الخرطوم، عن وجود استعدادات جيدة في المناطق الأخرى المستقرة أمنيًا بالولاية وفقًا لمتابعاتهم. وأضاف أنهم تمكنوا من تجهيز التروس والحفائر والمصارف والمصبات، مشيرًا إلى أن شهر أغسطس سيشهد أمطارًا غزيرة، وهو ما يعتبر ذروة فصل الخريف.

واشار د.حامد في حديثه لــ”راديو دبنقا” أن عدم الاستقرار الاقتصادي الناتج عن الأوضاع الأمنية المتردية قد أثر حتى على المناطق الآمنة، حيث يظهر أن الاستعدادات لموسم الخريف تعاني من الضعف في مختلف المجالات، بما في ذلك حفر المصارف الرئيسية والفرعية، وكذلك المصبات الطبيعية والتروس، سواء العلوية منها أو تلك المتعلقة بالنيل.

دعا الخبير في مجال البيئة د.بشرى حامد المواطنين في المناطق القريبة من مواقع التعدين إلى توخي الحذر، حيث يمكن أن تجرف السيول مخلفات التعدين مثل الزئبق والسيانيد وبعض المواد الكيميائية والمعادن إلى مجرى النيل والمراعي الطبيعية، مما يؤدي إلى تلوث التربة ويؤثر على التنوع البيولوجي والنباتات.

انتشار الأمراض

وتوقع الخبير البيئي، د. بشرى حامد أحمد، في حديثه لبرنامج “راديو دبنقا”، إلى انتشار الأمراض والحميات والوبائيات خلال خريف هذا العام بسبب استمرار السيول والأمطار، بالإضافة إلى عدم تصريف المياه مما يؤدي إلى تراكمها وانتشار البرك.

وأشار إلى أن المخاطر الصحية والبيئية المرتبطة بفصل الخريف تتطلب موارد كبيرة حتى في أوقات السلم، ناهيك عن الظروف الاستثنائية مثل الحرب والمجاعة والسيول والأمطار.

ودعت السلطات إلى التحذير من الخطر، وناشدت المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لتقديم المساعدات والإعانات وغيرها من الأدوية والمستلزمات الطبية.

غياب الاهتمام الحكومي

رأت الصحفية المتخصصة في الشأن البيئي إخلاص نمر أن المناطق في ولايتي الشمالية ونهر النيل أصبحت الآن عبارة عن جداول ملوثة بالسيانيد والزئبق، وغارقة في مخلفات الطواحين.

ذكرت لـ”راديو دبنقا” أن الطواحين المستخدمة لطحن الصخور من أجل استخراج الذهب تتراكم فيها المخلفات الناتجة عن الزئبق والسيانيد. وأوضحت أن معظم المزارعين قد هجروا الزراعة وبدأوا في استخراج الذهب. واعتبرت أن هذه الظاهرة تمثل مؤشراً خطيراً، حيث تحولت جميع المساحات الزراعية إلى كميات هائلة من الزئبق والسيانيد.

وأوضحت أن المنطقة الأكثر تضرراً من هذا التلوث هي منطقة “قبقة” الواقعة شمال محلية أبو حمد في ولاية نهر النيل، وانتقدت الحكومات المتعاقبة في السودان لعدم اهتمامها بهذه المخاطر البيئية.

وقد نبهت إلى أن الميل نحو التعدين العشوائي سيؤدي إلى فقدان السودان للكثير من الإنتاج الزراعي الذي يعتمد عليه العديد من السكان.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا