ذكر شهاب إبراهيم الطيب، القيادي في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، إن “انسحاب الجيش السوداني من مفاوضات جنيف وإصراره على تنفيذ اتفاق جدة يمثل محاولة لكسب الوقت، ولا أعتقد أن اجتماع القاهرة سيقدم موقفاً جديداً من قائد الجيش عبدالفتاح البرهان.”
واضاف في حديث لجريدة اندبندنت البريطانية : تظهر الصبغة الفنية للجيش في دوره المحدود الذي يقتصر على التمنع فقط. وأخطر ما في هذا الوضع هو اعتماد الجيش على التباينات في العلاقات الدولية، سواء كانت مع إيران أو إسرائيل أو روسيا أو الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، مما سيزيد الأمور تعقيداً في الحرب بالسودان أكثر مما هي عليه بالفعل.
واصل الطيب حديثه قائلاً: “إن أسلوب إدارة الملف السوداني من قبل المبعوث الأمريكي توم بيريلو، والذي يعتمد على تقديم حوافز وتطمينات تجذب الجيش، ليس ناجحاً، بل سيؤدي إلى تشددهم أكثر، ولن يحقق النجاح المنشود. من الأفضل ممارسة ضغط أكبر على قادة الجيش ليتمكنوا من اتخاذ قرارات مستقلة بعيداً عن الحركة الإسلامية، التي لن تترك أي فرصة للسلام بدون ضمان عودتها إلى الحكم”.
وختم القيادي في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية حديثه بالقول: “للأسف، إذا استمرت المفاوضات بهذه الطريقة، فإن جميع السيناريوهات السلبية ستكون حاضرة، من انتشار الحرب إلى مناطق جديدة، ودخول أطراف إقليمية ودولية في الصراع، بالإضافة إلى تفاقم حالة الانقسام في المجتمع”.
وتستضيف القاهرة مشاورات هامة بين وفد من الحكومة السودانية والمبعوث الأميركي إلى السودان، توم بيرييلو، حيث يهدف الاجتماع إلى بحث سبل تنفيذ مخرجات “اتفاق جدة” الذي يهدف إلى إنهاء النزاع في السودان. تأتي هذه المشاورات في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة عن استمرار المفاوضات في جنيف بهدف الوصول إلى التزامات من الأطراف المتنازعة لإنهاء الأزمة.
بعد سلسلة من الاتصالات المكثفة مع قائد الجيش ورئيس “مجلس السيادة” السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قررت الحكومة السودانية، التي تتخذ من بورتسودان مقراً لها، إرسال وفد إلى القاهرة للقاء المبعوث الأميركي. يهدف هذا اللقاء إلى مناقشة كيفية تنفيذ “اتفاق جدة” وتحقيق الاستقرار في البلاد.
وفقاً لمصادر سودانية مطلعة، ستستمر مشاورات وفد الحكومة السودانية مع المبعوث الأميركي لمدة يومين. ومن المتوقع أن يضم الوفد الحكومي وزير المعادن محمد بشير عبد الله، وسفير السودان في القاهرة عماد عدوي، بالإضافة إلى مفوضة العون الإنساني سلوى آدم بنية، وعدد من القيادات العسكرية. كما أعلن بيرييلو عن وصوله إلى القاهرة، حيث سيلتقي مع وزير الخارجية الأميركي وكبار المسؤولين المصريين لمناقشة نتائج الاجتماعات في جنيف.
