زيادة حالات الانفلات الأمني والسرقات في عاصمة جنوب دارفور.
اشتكى سكان مدينة بنيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، من تزايد ظاهرة انعدام الأمن وتهديد المواطنين في شوارع المدينة من قبل مسلحين يستهدفون المارة.
شهدت مدينة نيالا في الأسبوعين الماضيين حوادث متعددة من النهب.
قال مواطن من بنيالا شمال لـ “دارفور 24” إن “شقيقه عاد من سوق المواشي حاملاً بعض احتياجات المنزل ومبلغ 800 ألف جنيه، وعندما استقل ركشة ركاب، تم توقيفهم من قبل ثلاثة أفراد مسلحين”.
وأضاف: “من بين ركاب الركشة، طُلب منه النزول ووجهت إليه أسئلة إيحائية تشكك في ولائه، كما طلبوا منه الذهاب معهم إلى مكتب الاستخبارات التابع لقوات الدعم السريع. وقد اصطحبوه معهم في سيارة كلك، لكنهم لم يأخذوه إلى أي مكتب، بل جابوه لأكثر من ثلاث ساعات.”
وأفاد بأن المجموعة المسلحة توقفت بالسيارة بالقرب من مخيم عطاش للنازحين، ثم طلبت منه النزول من السيارة ليقوموا بعد ذلك بنهب المبلغ المالي.
أفاد مواطنون لموقع “دارفور24” أن هناك عصابة تستخدم “عربة كلك” تتربص بالمارة وتتظاهر بأنها تتبع استخبارات قوات الدعم السريع، حيث تستهدف من تعتقد أنهم يحملون أموالًا وتطلب منهم مرافقتهما إلى المكتب، ثم تقوم بنهبهم تحت تهديد السلاح.
وقعت خلال الأسبوع الماضي عدة حوادث للنهب خلال النهار، حيث تعرض أحد المواطنين لسرقة مبلغ 500 ألف جنيه في شارع الكنغوا. كما شهدت المنطقة الواقعة بين مدرسة مهيرة الثانوية ومدرسة الرباط عمليتين للنهب من قبل مسلحين. بالإضافة إلى ذلك، تم نهب مواطن في الصباح الباكر بالقرب من الجامع الكبير بالسوق.
قال مصدر أمني لـ “دارفور24” إن “عصابة الكلك تم القبض عليها في السابق، لكنهم تفاجؤوا بأن نفس المتهمين أحرار بعد أيام من اعتقالهم”.
قال شهود عيان لـ”دارفور 24″، إن سوق الملجة في نيالا شمال تعرض لعدة حوادث سرقة استهدفت مواطنين تحت تهديد السلاح، مما دفع بعض التجار وبائعي الشاي إلى إغلاق محلاتهم مبكرًا قبل أداء صلاة المغرب.
تعرض التاجر عبد الرحمن أحمد في منزله بحي السلام شمال، مساء الاثنين الماضي، لعملية سطو مسلح نفذتها مجموعة مسلحة تستخدم سيارتين دفع رباعي.
نهبت هذه المجموعة من التاجر أجهزة اتصال إنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك” و10 صناديق سجائر، بالإضافة إلى سلاح شخصي عبارة عن بندقية كلاشنيكوف ومسدس تركي.
أفاد شاهد العيان عبد الله عثمان لموقع “دارفور24” بأن مجموعة مسلحة قامت بنهب أحد التجار في سوق موقف الجنينة بعد عودته إلى منزله في حي السلام، حيث تم تهديده أمام عائلته وضربهم بمؤخرة السلاح، كما تم سرقة مبلغ قدره 10 ملايين جنيه سوداني وهواتف محمولة.
صرح رئيس الإدارة المدنية في الولاية، محمد أحمد حسن، في تصريحات سابقة بعد تشكيل هياكل إدارته، أن هناك مهام أساسية تسعى حكومته لتحقيقها، وأولها هو الأمن وتأمين الموسم الزراعي.
لكن مراقبون للأوضاع يشيرون إلى أن الإدارة المدنية، منذ تأسيسها، لم تقدم أي خدمات ملموسة للمواطن الذي يواجه ظروفًا صعبة، وحتى الوضع الأمني منذ نهاية الشهر الماضي ومستمر في التدهور.
أعرب أحد أعضاء مجلس التأسيس المدني في جنوب دارفور عن استيائه من الحالة الأمنية التي وصلت إليها المدينة.
قال العضو الذي اختار عدم الكشف عن اسمه لـ “دارفور 24” إن البلاد “لا يمكن أن تتقدم دون أمن”.
أشار إلى وجود بعض الأطراف – دون تسميتها – التي لا تود أن يستقر الوضع الأمني في المدينة بسبب ارتباط مصالحها بتدهور الأوضاع.
وأضاف: “تحدث مجاملات تتعلق بعمليات التهديد والسرقة.”
ما لم يُعترف بأن الجاني ليس له عشيرة، وإذا تم مواجهته عند ارتكابه أي جريمة، فلن تستطيع المدينة تحقيق الاستقرار.